دخل المشهد الساسي في كينيا مرحلة الغموض بعد انسحب زعيم المعارضة الكينية رايلا أودينغا من سباق الانتخابات الرئاسية التي امر القضاء الكيني بإعادتها جراء تجاوزات حدثت في الانتخابات الأولى التي جرت في أب/ أغسطس الماضي. أعلن زعيم المعارضة الكينية، رايلا أودينغا، اليوم الثلاثاء (العاشر من تشرين أول/أكتوبر 2017)، انسحابه من إعادة الانتخابات الرئاسية المقررة في 26 تشرين أول/أكتوبر الجاري. وقال أودينغا خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة نيروبي إنه يقاطع الانتخابات لأن مطالبه بإجراء إصلاح انتخابي لم تتحقق. وكانت المحكمة العليا في كينيا ألغت نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 8 آب/ أغسطس الماضي، بعد أن قام أودينغا برفع شكوى، قال فيها إن أجهزة الكمبيوتر التابعة للجنة المستقلة للانتخابات والحدود، قد اخترقت بهدف تحقيق الفوز للرئيس أوهورو كينياتا. ومنحت النتائج الأولية التي أعلنت في 11 آب/أغسطس كينياتا فترة ولاية ثانية بـ54 بالمئة من الأصوات يليه أودينغا بـ 44.7 بالمئة من الأصوات. وأبطل القضاة فوز كينياتا في الانتخابات وأمروا بإعادتها بسبب مخالفات إجرائية. ومنذ إلغاء نتيجة الانتخابات يحاول أودينغا وحزبه "التحالف الوطني العظيم" التخلص من كبار مديري اللجنة المستقلة للانتخابات والحدود، وتغيير موردي المواد المستخدمة في الانتخابات ووسائل التكنولوجيا. وقال مشرعون معارضون اليوم إنهم سيقاطعون البرلمان بسبب التعديلات المقترحة للقوانين الانتخابية التي تقدم بها الحزب الحاكم الذي يتمتع بأغلبية في البرلمان. وتنص التعديلات على أنه إذا قاطع مرشح الانتخابات فإن المرشح المتبقي يفوز تلقائيا. ويقول مشرعون بالحزب الحاكم إنهم يحاولون وقف أزمة دستورية إذا انسحب أودينغا من الانتخابات في آخر لحظة، وهو ما حصل اليوم. وكان أودينغا قال مرارا إنه سيقاطع الانتخابات إذا لم يتم تغيير بعض المسؤولين من اللجنة الانتخابية. وإذا لم تجر الانتخابات فمن غير الواضح من سيرأس كينيا مركز النقل والتجارة الإقليمي. ما يضعف تحالفها القوي مع الدول الغربية، حيث تعتبر كينيا وجهة مفضلة للاستثمار والسياحة وأقوى اقتصاد في المنطقة. إلا أن الغموض السياسي السائد منذ شهور أضعف النمو وأثار مخاوف من تحول احتجاجات الشوارع إلى عنف. وقالت جمعية حقوقية كينية أمس الاثنين إن 37 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في احتجاجات في أعقاب انتخابات أغسطس/ آب مضيفة أن معظمهم قتلتهم الشرطة. ي.ب/ أ.ح (رويترز، د ب أ)
مشاركة :