أعلنت مجموعة زين أنها وقعت عقدا ملزما لبيع وإعادة تأجير أبراجها في السوق الكويتية مع شركة «آي اتش اس» القابضة المحدودة، بالشراكة مع شركة تاور شير مانجمنت المحدودة، وذلك بعد حصولها على موافقة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في الكويت. وكشفت المجموعة في بيان صحافي أن اتفاقية البيع التي تم توقعيها مع شركة «آي اتش اس»، التي تعد أكبر مشغل لأبراج الاتصالات في أسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وثالث أكبر شركة للأبراج على مستوى العالم، تقضي ببيع أكثر من 1600 برج اتصالات متنقلة، وهي تقع في أماكن استراتيجية في جميع أنحاء السوق الكويتية مقابل 165 مليون دولار أميركي. وبينت زين أنها بموجب شروط اتفاقية البيع، فإنها ستحتفظ بحصة أقلية في الشركة المزمع تأسيسها حديثا، التي ستستحوذ على ملكية أبراج شركة زين الكويت، علما أن هذه الصفقة تخضع لموافقات الجهات التنظيمية، كما أنه من المتوقع أيضا أن يتم الانتهاء من هذه الصفقة خلال الربع الأول من العام المقبل 2018. وقال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مجموعة زين بدر ناصر الخرافي «هذه الصفقة ستفتح مجالات جديدة أمام عملياتنا، وستعمل على خلق قيمة أكبر للمساهمين، كما أنها ستمنحنا مرونة في التوسع في الاستثمارات ذات العائد الأعلى مستقبلا». وأوضح الخرافي قائلا «بإبرامنا هذا الاتفاق، تكون مجموعة زين اتخذت خطوة أخرى إلى الأمام نحو دفع نمو أعمالها، وتعزيز جهودها في التحول إلى مزود الخدمات الرقمي المتكامل، خصوصا مع تزايد حجم الاقتصاد القائم على الخدمات الرقمية بشكل كبير نتيجة لتطور تكنولوجيا المعلومات، وما ارتبط بها من تغير في بيئة الأعمال». وأضاف قائلا «كان من غير الممكن أن تقتصر استثماراتنا على الجانب التقليدي للخدمات فقط، دون التوجه إلى الخدمات الرقمية وما توفره من مجالات نمو ناشئة، ونعتقد أن هذه الصفقة ستعطينا مجالا أكبر في التوجه إلى الاستثمار في الخدمات الرقمية، ومواصلة خططنا في هذا المسار الاستراتيجي». وثمن الخرافي الجهود التي تقوم بها الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات، والتي كان لها بالغ الأثر في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ورفع مستوى الكفاءة التنظيمية لهذا القطاع الحيوي في الدولة، مبينا أن الدور الذي يقوم به رئيس الهيئة العامة للاتصالات المهندس سالم الأذينة، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة خلال الفترة الماضية ساهم بشكل كبير في ترقية صناعة الاتصالات في السوق الكويتية لتواكب التطورات الأخيرة التي تشهدها خدمات الاتصالات المتنقلة في الأسواق العالمية. وأفاد الخرافي قائلا «تقوم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بمساع ملموسة في تعزيز الخطط الرامية إلى بناء المجتمع المعلوماتي، وتطوير البنية التحتية للاتصالات في الدولة، ولذلك نحن نطمح أن تسهم هذه الصفقة التي تعد الأولى من نوعها في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في تعزيز هذه الخطط، خصوصا أنها ستعزز من استراتيجيتنا في هذا المجال الرقمي». كما أثنى الخرافي على الدور الذي تقوم به هيئة تشجيع الاستثمار المباشر (KDIPA)، والجهود التي يقوم بها المدير العام للهيئة الدكتور مشعل جابر الأحمد الصباح، من أجل تسهيل عمل الشركات الأجنبية الراغبة بالعمل داخل السوق الكويتية بشكل مباشر، وتذليل كل العقبات أمام الاستثمارات الأجنبية، حيث تبرز هذه الصفقة الخطط الرامية إلى تحقيق هذه الأهداف. وتابع الخرافي بقوله «تشهد صناعة الاتصالات في الوقت الحاضر تكاليف تشغيلية عالية، وبالتالي فإن مستويات الربحية تعاني ضغوطا متزايدة، مدفوعة في المقام الأول بالحاجة إلى زيادة الاستثمارات في الشبكات، والتطبيقات، ولذلك، فهذا الاتفاق سيقلل من حجم النفقات الرأسمالية المستقبلية، وسيدعم في نفس الوقت الاستثمارات الموجهة إلى البنية التحتية والتقنيات الحديثة، حيث سيمنحنا المجال للتركيز على رفع الكفاءة التشغيلية للشبكة، والعمل على تطويرها وفق أحدث المعايير». وإذ أعرب الخرافي عن ثقته في اختيار الشريك المناسب في إبرام هذا الاتفاق الاستراتيجي، فقد بين أن شركة «آي اتش اس» القابضة المحدودة تمتلك خبرات كبيرة في أسواق متنوعة بحكم انتشارها الجغرافي الواسع، وهي تعرف أسواق المنطقة جيدا، ولديها فريق عمل طموح يركز على توسيع عملياتها في منطقة الشرق الأوسط وأسواق آسيا. كما أعرب الخرافي عن فخره بالجهود التي قام بها فريق مجموعة زين المسؤول عن الاجراءات الخاصة بإتمام هذه الصفقة، مبينا أنهم أظهروا مهنية واحترافية عالية خلال سير المباحثات والمفاوضات مع كل الأطراف لإبرام اتفاقية البيع التي تعد الأولى من نوعها في قطاع الاتصالات على مستوى المنطقة. يذكر أن أسواق الشرق الأوسط لم تشهد من قبل أي عمليات لإتمام صفقات لأبراج الاتصالات، التي تتطلع منها شركات الاتصالات إلى التخارج من الأصول التي لم تعد تقدم ميزة تنافسية، حيث تصمم أبراج الاتصالات لحمل هوائيات الاتصالات اللاسلكية، وتتضمن الاتصالات اللاسلكية الراديو، والإنترنت، ويتطلّب بناء برج للاتصالات الكثير من التخطيط، وتوافر أشخاص ذوي خبرة في هذا المجال، بالإضافة إلى توفر الأدوات الملائمة لذلك. وسيكون الاتفاق الذي وقعته مجموعة زين مع شركة «آي اتش اس» القابضة المحدودة لتملك أبراجها في السوق الكويتية هو الأول من نوعه في المنطقة، والمقصود هنا هو بيع «هيكل» البرج فقط، على أن تبقى كافة المعدات الأخرى من هوائيات الاتصالات اللاسلكية ملكا لـ«زين»، حيث سيكون بإمكان شركة زين الاستثمار بشكل أفضل على تطوير شبكتها وتحسين قدراتها وكفاءتها التشغيلية، وحينها سيشعر العملاء بفرق واضح وكبير للغاية في جودة الخدمات المقدمة. من جانبه، قال الشريك المؤسس ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة «آي اتش اس» القابضة المحدودة عصام درويش: نحن سعداء بإبرام هذا الاتفاق مع «زين»، فهو سيساعدنا في توسيع بصمتنا التشغيلية في أسواق الشرق الأوسط، كما أننا نتطلع إلى عقد شراكة طويلة الأمد مع «زين»، حيث يمكننا أن نبرهن من خلال هذه الصفقة على قدراتنا التشغيلية القوية وخدماتنا المقدمة لدعم العملاء. وأضاف درويش قائلا «نتوقع نموا كبيرا في استخدام الهواتف اللاسلكية، واستخدام البيانات في عدد من الأسواق الناشئة على مدى السنوات القليلة المقبلة، ونعتقد أنه نظرا للخبرة الكبيرة التي اكتسبناها من عملياتنا في الأسواق الأفريقية، فإننا في وضع جيد لتلبية الاحتياجات المتزايدة لمشغلي الشبكات اللاسلكية في أسواق المنطقة».
مشاركة :