يتميز نادي بايرن ميونخ بتعدد الوجوه، هناك من يحبه وهناك من يكرهه. في وثائقي من إنتاج DW تتحدث بعض الشخصيات الكبيرة، مثل أولي هونيس وأوليفر كان وفيليب لام، عن أن النادي الغني العملاق ذو جانب إنساني أيضا. عندما اضطر أولي هونيس لترك كرة القدم في عام 1979، بسبب الإصابة، أصبح أصغر مدير كرة في تاريخ الدوري الألماني لكرة القدم. في ذلك الوقت كانت لديه رؤية واضحة: "كان رأيي دائما أن بايرن ميونخ يمكن أن يتحول من نادٍ صغير إلى علامة تجارية عالمية"، يتحدث من داخل الاستوديو التلفزيوني الجديد الخاص بالقناة التلفزيونية التابعة للنادي (FCB TV). أولي هونيس يرى في بايرن ميونيخ ليس مجرد ناد، وإنما وطن وعائلة وخلفه، على الجانب الآخر نشاهد من خلف نافذة زجاجية كبيرة، مجموعة نجوم عالميين تبلغ قيمتهم السوقية حوالي 580 مليون يورو. هذا الصيف وحده، كانت هناك صفقات كبيرة، مثل قدوم خاميس رودريغيز وكورينتين توليسو وكينغسلي كومان، بما مجموعه أكثر من 120 مليون يورو. الدوري الألماني ليس كافيا في ألمانيا، يهيمن النادي البافاري منذ وقت طويل على الساحة الكروية. مع بقائه وفيا لشعاره الشهير: "ميا سان ميا" (هكذا نحن). قول مأثور في كل أنحاء بافاريا، جاء أصلا من الجيش النمساوي وفي معناه إشارة إلى التفوق والثقة بالنفس. وهذا له تأثير، كما يقول الحارس السابق للفريق أوليفر كان: "هذا يعني أيضا حمل هموم وحماس نصف أمة على الكتفين". 27 لقبا في مسابقة الدوري و18 لقبا في مسابقة الكأس. هذا التفوق داخل ألمانيا غير كافٍ أبدا. "أتمنى لو أتخلى عن كل الألقاب الأخرى في سبيل الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا"، قالها كارلو أنشيلوتي، مدرب بايرن ميونخ، مطلع العام الجاري. ولكنه فشل في ذلك في عامه الأول، وتمت إقالته من تدريب النادي في 29 من سبتمبر/أيلول الماضي بعد الهزيمة أمام باريس سان جيرمان (3/0) في دور المجموعات في مسابقة دوري أبطال أوروبا. هكذا تسير الأمور في سوق كرة القدم الدولية، وهذا ما تعرفه جيدا كاميلا، البالغة من العمر 24 عاما، والتي تعيش في إحدى ضواحي ريو دي جانيرو، والمتيمة بعشق بايرن منذ سنوات. تتذكر بالضبط لماذا: "عندما شاهدت أوليفر كان قبل عشر سنوات حدث ذلك". وتضيف: "أوليفر كان هو رجل حياتي، الأعظم في العالم، ليس هناك رجل رائع أكثر منه في جميع أنحاء العالم". حلمها الأكبر: الالتقاء بأوليفر كان شخصيا. أصعب اللحظات في حياة كوفور بالإضافة إلى النجاح كعلامة تجارية عالمية، فإن المدير أولي هونيس مهتم بشكل كبير بالتماسك الداخلي للنادي: "نحن، ومنذ وقت طويل، لم نعد مجرد ناد لكرة القدم، وإنما صرنا بالنسبة للعديد من الناس أشبه بوطن. أشبه بعائلة بديلة". وإذا كان هناك شخص يؤكد ذلك من تجربته الشخصية، فهو الدولي الغاني السابق صامويل أوسي كوفور. بجانب بركة السباحة أمام الفيلا الخاصة به في أكرا، يتحدث المدافع السابق لبايرن عن قصة مأساوية تعود لعام 2003: "كانت واحدة من أصعب اللحظات في حياتي. وذلك عندما فقدت ابنتي". الطفلة كان عمرها حينذاك 15 شهرا، وقد غرقت أمام منزل كوفور في غانا. على الفور، توجه أولي هونيس وكارل هاينز رومينيغه، المهاجم السابق ورئيس مجلس إدارة الفريق آنذاك، إلى منزله لتهدئته. وقال كوفور "في غضون ساعتين، جهزوا طائرة خاصة حتى أتمكن من السفر إلى غانا. وبقيت الطائرة الخاصة في أكرا حتى أنهيت كل شيء". بالنسبة له فهذا أمر واضح: "هذا يخبرك أن هؤلاء الناس مستعدون لفعل كل شيء من أجلك". ما هي ظاهرة "ميا سان ميا"؟ من أجل التأكيد على أهمية إنجازات البايرن، ولإبراز ظاهرة بايرن الدولية، سافر صحفيا DW، نيلز إيكسلر ومانويل فيرينغ ما مجموعه 50 ألف كلم حول العالم. وبالإضافة إلى كاميراتهم، كانت لديهم أسئلة كثيرة؛ من قبيل: ما الذي يصنع سحر النادي؟ هل تعني "ميا سان ميا ..." هتافا حقيقيا للمعركة أم مجرد شعار تجاري؟ لماذا استقر عشق بايرن ميونخ في قلوب جماهيره في البرازيل كما في لندن، ونيويورك، واليابان، وغانا وتل أبيب؟ وما هي نقاط ضعف النادي؟ حاولوا لإجابة على الأسئلة في فيلم وثائقي مدته 85 دقيقة. وموعد بث الجزء الأول من الفيلم على قناة DW عربية هو يوم الإثنين 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2017. أما الجزء الثاني فيبث في الأسبوع التالي يوم الإثين 23 أكتوبر/ تشرين الثاني.
مشاركة :