كانت بداية كاسحة هجومياً للدوري السعودي لكرة القدم الجديد ..هل هي بداية مكشرة حقيقية .. أم أن ماراثون الدوري أطلق فقط بداية العلاج بالصدمة.. وأن الأندية التي تعرضت للخسارة بحصص كبيرة ستعيد ترتيب بيتها وستؤكد حضورها.. وأن الفرق العملاقة كالهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب استغلت فقط استعدادها المبكر ومتغيراتها التقنية واستقطاب محترفين متميزين خصوصاً.. وأكرر خصوصاً ضعف مستوى اللياقة البدنية عند الآخرين؛ لأن التقييم هنا لا يخضع لمقاييس الفوز بحصص كبيرة ولكنه يخضع لكيف تم هذا الفوز.. وهل كانت هذه الأندية مكتسحة بالفعل اكتساحاً عادياً؛ لأنها قوية، أم لأن الأندية الأخرى بضعف استعدادها وضعف لياقتها البدنية انهارت وأسهمت في هذا - التضخم - التهديفي وبكل هذه السهولة في التناول؟ إن أية ملامح القوى المطلقة حتى الآن تبدو مزيفة أو ملغومة .. فما فعله الاتحاد من استقطابات مدوية يدعو للرعب.. وما لجأ إليه فريق بطل كالنصر من متغيرات واستجلابات نجومية تدعو أيضاً للرعب.. والأهلي الذي خلق هوية أخرى لمجموعته .. تدعو بلا شك للرعب.. والشباب بذكائه دوماً في الاستقطابات المميزة وبدايته بقهر البطل تؤكد استمرار إلحاحه في التفوق والاكتساح.. وكل هذه مؤشرات لاذغة تعلن أن الدوري هذا الموسم شرس .. شرس .. شرس.. الهلال دوماً حاضر .. شامخ .. يؤمن بتأسيس فريق يتكون من 11 لاعباً في الميدان.. ولم يغير سوى أجنبي واحد في منطقة وسط الميدان .. لماذا؟ ... لأنه لا يؤمن بجلب كل نجوم العالم وتأسيس 11 فريقاً في الملعب ..يؤمن بخلق فعالية المجموعة والجماعية المثمرة .. يؤمن بالتوافق.. لأن الفريق يستحيل أن يتكون من الهدافين أو كله من المدافعين أو نضع في وسط الميدان أربعة يؤدون دور زين الدين زيدان نفسه ..لذلك سنجد أن بعض الأندية التي راكمت الاستقطابات أو بالغت في التعاقدات الخارجية ستصطدم ببعض فعالية التكامل التوافقي وستصطدم بأدوار لاعبين متداخلة أو هي الأدوار نفسها للاعبين ثلاثة مثلًا في مركز لعب واحد.. وهي حسابات تقنية تكتيكية معقدة في التوظيف وفي الاستجابة للتنفيذ على مستوى الجماعية يعرفها المدربون وسيجدون صعوبات جمة في تدبيرها.. إن معدل التهديف 4 أهداف في المباراة الواحدة من أولى جولات دوري عبد اللطيف.. معدل هائل.. معدل يرقى إلى أعلى الدرجات مقارنة بباقي الدوريات العالمية.. ولكنه بالتأكيد غير مضمون الاستمرار.. وسيتقلص بعد جولات أخرى قليلة وبعدها قد ينكمش كثيراً.. كثيراً جداً.. ويصبح سعر الهدف الواحد غالياً؛ لأن مقاومة الأندية الأخرى ستصبح عنيفة.. وترنو بكل الطرق لعدم الخسارة.. ولا يهم بعدها تميز اللعب وجودته أو وجود مبدعين؛ لأن المقاتلين دوماً ما يوقفون زحف التدفقات الأخرى .. كانت هجومية أو غير هجومية.. وأخيراً وحتى نكون منصفين فإن اللعب في قمة حرارة أغسطس طمس الكثير من معالم التميز عند النجوم الأجانب الجدد الذين لم يتعودوا على اللعب في مثل هذه المناخات، بل وقهر العديد من عطاء المحليين أنفسهم.
مشاركة :