ماكرون يدعو ميركل إلى الانضمام إليه في عملية إصلاح أوروبا

  • 10/11/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء في فرانكفورت، القادة الأوروبيين وفي مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى الانخراط فعليا في عملية إعادة تأسيس أوروبا في السنتين المقبلتين. وزار ماكرون العاصمة المالية الألمانية لافتتاح معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي تحل فرنسا عليه ضيف شرف هذه السنة. واستغل الرئيس الفرنسي هذا المعرض للتشديد على الدور الأساسي الذي تقوم به الثقافة في إطار «اعادة التأسيس الأوروبية». وقال ماكرون، «لا يوجد أوروبا من دون ثقافة»، مضيفا، أن «ما نحتاج إليه هو الخيال الأوروبي الإيجابي»، لمواجهة «الوهن» الذي أصاب القارة الأوروبية. وأتاحت هذه الرحلة في عالم الأدب والأدباء لماكرون وميركل الابتعاد لفترة من الوقت عن جدولي أعمالهما الحافلين، ما بين تشكيل ائتلاف حكومي عسير بالنسبة للمستشارة والملفات الاجتماعية الكبرى بالنسبة للرئيس. وفرنسا هي ضيفة الشرف في معرض فرانكفورت الملتقى العالمي الأكبر للكتب والإصدارات والذي يشارك فيه أكثر من 7150 دار نشر من 106 بلدان ويستمر إلى 15 أكتوبر/ تشرين الأول. لكن قبل أن يلتقي المستشارة الألمانية، عاد الرئيس الفرنسي إلى موضوعه المفضل خلال نقاش في جامعة في فرانكفورت، وهو عملية إنهاض أوروبا. ودعا مرة جديدة إلى اعتماد موازنة لمنطقة اليورو، المشروع الذي يقلق ألمانيا لأنها تخشى أن تتحمل عبء ديون أوروبية أخرى.ميركل في فرنسا وقال ماكرون، «إذا كنا مستعدين لوضع أمننا وطاقتنا وسياستنا للهجرة ومكافحتنا للإرهاب والأنظمة الرقمية في شكل مشترك فيجب حينئذ تحديد من هو مستعد للقيام بذلك وبماذا». واعتبر أنه يجب على القادة الأوروبيين أن ينخرطوا فعليا في عملية إنهاض الاتحاد الأوروبي، وعرض خطة ملموسة في هذا الصدد للانتخابات الأوروبية المرتقبة في 2019. وقال، «أعتقد أنه يجب الدخول مجددا في النقاش، لدينا سنة لتوضيح ذلك ووضع خارطة طريق مشتركة»، وهذا «ما أريد القيام به حين أزور ألمانيا وهذا ما أدعو المستشارة إلى القيام به في فرنسا وكذلك كل القادة الراغبين بذلك». من جهتها، أكدت ميركل مرة جديدة في مقابلة مع صحيفة محلية ألمانية، أنها منفتحة على أفكار الرئيس الفرنسي، لكنها أشارت إلى وجود خطوط حمر. وقالت، «أريد في المستقبل أن يتم النظر في كيفية استخدام أموال أوروبية والرقابة والمسؤولية. بالنسبة لي من غير الوارد أن يحصل تقاسم للديون الوطنية». وتبدو ميركل حذرة كثيرا في هذا الملف لأن عليها أن تؤمن أكثرية نيابية مع الليبراليين الذين يتحفظون كثيرا على الاقتراحات الفرنسية. وبعد هذه التصريحات التقى ماكرون وميركل لمدة نصف ساعة للإعداد للقمة الأوروبية المقررة في التاسع عشر والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول في بروكسل.«ثراء لا نظير له» ومساء أشادت ميركل بجمال اللغة الفرنسية، معربة عن «الأسف» لأنها لا تتقنها، إلا أنه «من الممتع الاستماع» إليها. من جهته، أشاد ماكرون بـ«لقائهما المغلق الذي تميز بثراء لا نظير له». وقال مدير المعرض يورغن بوس، إن هذا الحضور «يرمز إلى التقارب بين ألمانيا وفرنسا والتزامهما من أجل أوروبا قوية وموحدة». وسيكون لفرنسا حضور طاغ مع مشاركة حوالى 200 كاتب فرنسي وفرانكوفوني، بينهم ميشال ويلبيك الذي يحظى بقراء في ألمانيا كما في فرنسا، وجان ماري غوستاف لو كليزيو الحائز جائزة نوبل للآداب، وكاتب الروايات البوليسية الرائجة ميشال بوسي، والفرنسي الكونغولي آلان مابانكو.فتح برنامج إيراسموس للفنانين  وبالنسبة لماكرون الذي يقوم بأول رحلة إلى الخارج ذات طابع ثقافي منذ انتخابه، فإن معرض فرانكفورت يأتي في «وقت مفصلي» من الحملة التي يقوم بها للحض على «إعادة تأسيس أوروبا»، كما أوضح قصر الإليزيه. ويعتبر الرئيس، أن الثقافة تلعب دورا أساسيا لإعادة توطيد العلاقات التي تلاشت بين الدول الأوروبية. وقال في خطاب ألقاه في جامعة السوربون في باريس في نهاية سبتمبر/ أيلول، إن «أقوى رابط يجمع الاتحاد الأوروبي سيبقى على الدوام الثقافة والمعرفة.. عوض أن نأسف لتعدد لغاتنا، يجدر بنا أن نعتبر ذلك فرصة متاحة لنا». وعلق قصر الإليزيه مبديا ارتياحه، أن «ردود الفعل على هذا الخطاب كانت جيدة في الخارج». وتدعو فرنسا بصورة خاصة على هذا الصعيد إلى توسيع برنامج «إيراسموس» لتبادل الطلاب الجامعيين بين البلدان بفتحه أمام الفنانين، وزيادة تبادل الطلاب الشبان بين مختلف الدول. والفرنسية، هي ثاني لغة تلقى أكبر قدر من الترجمات في ألمانيا كما في العالم، بفارق كبير بعد الأعمال باللغة الإنجليزية. أما الألمانية، فهي ثالث لغة أكثر ترجمة في فرنسا بعد الإنجليزية والإسبانية. وأكد ماكرون مؤخرا عزمه على المساهمة في نشر اللغة الفرنسية أكثر في العالم، مؤكدا، أنها تتمتع بـ«إمكانات هائلة». وتتوقع المنظمة العالمية للفرانكوفونية، أن يزداد عدد الناطقين بالفرنسية في العالم من حوالى 275 مليونا اليوم، إلى حوالى 700 مليون بحلول 2050، معظمهم في إفريقيا. وفي هذه الأثناء يبقى النجم الحقيقي في معرض فرانكفورت هذه السنة الكاتب الأمريكي دان براون، مؤلف رواية «شيفرة دا فينشي» التي لقيت رواجا هائلا. وسيعرض الكاتب السبت في فرانكفورت روايته الجديدة، «الأصل»، التي صدرت بـ56 لغة في آن.

مشاركة :