فاطمة عطفة (أبوظبي) «الكلمات كالمطر تنبت أزهاراً»، تحت هذا العنوان المليء بالحمولات الجمالية، افتتح مساء أمس الأول في غاليري الاتحاد للفن المعاصر معرض جماعي للخط العربي، بحضور خالد صديق المطوع، مؤسس الجاليري، الذي قال: بعد النجاح الكبير الذي حققه معرض الخط العربي في العام الماضي، قررنا إعادة هذه التجربة الجميلة لأعمال نخبة من أشهر فناني الخط العربي، لا سيما وأن هذا الفن يحظى بمكانة متميزة في تراثنا العربي، وفي الفنون المعاصرة. يشارك في المعرض ستة فنانين هم: عزة القبيسي، وسام شوكت، ماجد اليوسف، عدي الأعرجي، محمد أديب، ومؤمن الشرقاوي. وهم من الفنانين التشكيليين المتميزين في إبداع لوحاتهم ومنحوتاتهم، التي جاءت مزينة بفن الخط وتشكيلاته الجمالية المتنوعة. وقد اتبعوا وسائل وأساليب وتقنيات مختلفة جمعت بين التشكيلات التقليدية مصحوبة بلمسات فنية متقنة في تنويع رسم الحروف، إلى جانب أعمال عصرية مبتكرة استخدموا فيها التجريد الهندسي ليبدعوا منحوتات ولوحات خطية معبرة بأشكالها ومقولاتها الفكرية، خاصة أن بعض الحروف يستلهم تشكيله من كائنات الطبيعة بإنسانها ونباتها وحيواناتها الصغيرة كالطيور والأسماك، إنما بإيحاءات رمزية مقتبسة من مضمون العبارات المخططة ودلالاتها التعبيرية لدى كل فنان. والمأخوذة من شعر الحكمة والفلسفة الصوفية، إضافة إلى بعض الآيات القرآنية. الفنانة عزة القبيسي استفادت في أعمالها الثلاثة من بيئة الإمارات حيث استخدمت قطعاً من جريد النخل ومن الخوص، والمعدن، وزينت أعمالها بكلمات وحروف عربية، مؤكدة على التراث الذي يربطها بالجذور في بيئة وطنها الإمارات المشهورة بالنخيل. أما الخطاط وسام شوكت الذي قدم عدة لوحات بمقاييس وتشكيلات مختلفة بين صغير وكبير، فقد أبدع من اسم (الإمارات) أكثر من لوحة بأشكال هندسية متنوعة بين الدائرة والمستطيل. يقول الفنان: استوحيت هذه التجربة الجديدة من الجماليات الجرافيكية الموجودة بشكل فني متميز داخل الخط العربي، وهي محاولة لإعطاء نظرة مختلفة للخط. ورداً على سؤال عن اختيار الأحمر والأزرق تحديداً بقوله: لأنهما يعطيان قيمة لونية عالية من خلال التضاد الموجود باللونين. ويقول الفنان ماجد اليوسف إنه يركز على تفاصيل دقيقة تمنحها الحروف العربية ولا يراها المشاهد، ولما رسمتها بهذه الأشكال الهندسية الواضحة والمأخوذة من الحروف نفسها، ظهرت جمالياتها التي كانت مخفية.
مشاركة :