عواصم - أ ف ب - أظهر تقرير، أمس، أن قراصنة معلوماتية كوريين شماليين سرقوا مئات البيانات العسكرية السرية من كوريا الجنوبية، بينها خطط عمليات حربية مفصلة تشمل حليفها الأميركي. ونقلت صحيفة «شوسون ايلبو» الكورية الجنوبية، التي نشرت التقرير، عن النائب ري تشيول هي، من «الحزب الديموقراطي» الحاكم، قوله إن «القراصنة اخترقوا شبكة الجيش الكوري الجنوبي في سبتمبر الماضي، ووصلوا إلى 235 غيغابايت من البيانات الحساسة». وأشار إلى أن «من بين الوثائق المسربة خطط (عمليات 5015)، التي تطبق في حال حرب مع الجارة الشمالية، وتشمل خططاً لهجمات من أجل إسقاط الزعيم كيم جونغ اون، إضافة إلى تقارير باسم القيادة العليا للحلفاء، ومعلومات عن المواقع العسكرية الحيوية ومحطات توليد الكهرباء». وتنص «الخطة 5015» على توجيه ضربات صاروخية إلى المواقع النووية في كوريا الشمالية في حالة الطوارئ، وهي ترتكز على فكرة تصفية القيادة العليا في كوريا الشمالية جسديا. وأضاف تشيول هي، نقلاً عن وزارة الدفاع في سيول، أن «80 في المئة من المعلومات المسربة لم يتم تحديدها بعد... لكن خطة الطوارئ الخاصة بالقوات الخاصة الكورية الجنوبية سُرقت، وكذلك تفاصيل عن مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة ومعلومات حول منشآت عسكرية مهمة ومعامل طاقة». وجاءت هذه الأنباء وسط مخاوف من اندلاع نزاع على شبه الجزيرة الكورية، تغذيها تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة بتحرك عسكري ضد بيونغ يانغ لكبح برنامجها النووي، إذ أعلن، الأحد الماضي، أن «الجهود الديبلوماسية مع كوريا الشمالية فشلت على الدوام»، مضيفاً أن «شيئاً واحداً فقط سيكون له مفعول». وسبق أن كشفت سيول في مايو الماضي أن الجارة الشمالية «قرصنت الانترنت الداخلي للجيش الكوري الجنوبي»، لكنها لم تكشف عن ما تم تسريبه. إلى ذلك، أكدت كوريا الجنوبية أنها في جهوزية عسكرية تامة، في أعقاب تكهنات مكثفة حول تجربة بالستية محتملة لكوريا الشمالية بمناسبة إحياء الذكرى الـ72 لتأسيس «حزب العمال» الحاكم فيها. من ناحية أخرى، فرضت لجنة متابعة العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، التابعة للأمم المتحدة، حظر رسو دولياً على 4 سفن، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ المنظمة الدولية. وقال منسق الخبراء المكلفين الملف الكوري الشمالي هيوغ غريفيث، عقب جلسة علنية عقدتها الأمم المتحدة ليل أول من أمس، إنها «المرة الاولى في تاريخ الأمم المتحدة» التي تفرض فيها المنظمة حظر رسو في مرافئ العالم أجمع على سفن تجارية. وأوضح أن قرار فرض الحظر اتخذ في 5 أكتوبر الجاري، مشيراً إلى أن «هذه السفن الأربع ممنوعة من دخول أي مرفأ... بسبب نقلها بضائع محظورة». من جهته، أقر الاتحاد الأوروبي، أمس، سلسلة جديدة من العقوبات ضد كوريا الشمالية وذلك تطبيقا لقرار صادر عن مجلس الامن الدولي، ردا على تجربة نووية لبيونغ يانغ في بداية سبتمبر الماضي. وجاء في بيان لمجلس الاتحاد الاوروبي «تم تبني هذا القرار في 11 سبتمبر 2017 ردا على الانشطة التي تقوم بها جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية في مجال الاسلحة النووية والصواريخ البالستية، في انتهاك وازدراء فاضح لقرارات مجلس الامن الدولي السابقة». والعقوبات المفروضة على كوريا الشمالية تشكل العقوبات الاشد التي يعتمدها الاتحاد الاوروبي الذي سبق ان فرض اجراءات عقابية بحق اربعين بلداً في الاجمال حتى الآن. وبعيد التجربة النووية الكورية الشمالية في مستهل سبتمبر الماضي، قرر الاوروبيون الذهاب ابعد من الامم المتحدة من خلال فرض عقوبات اضافية، يتوقع أن يتم تبنيها في منتصف أكتوبر الجاري. والعقوبات التي تم تبنيها، أمس، تحظر على الشركات الاوروبية «بيع سوائل الغاز الطبيعي» لكوريا الشمالية و»توريد منتجات نسيج من هذا البلد»، حسب البيان، «كما تشمل الاجراءات الجديدة فرض قيود على بيع المنتجات النفطية والنفط الخام» الى هذا البلد. وأضاف المجلس الاوروبي انه «علاوة على ذلك لن تمنح الدول الاعضاء تراخيص عمل جديدة لمواطني» كوريا الشمالية «تمكنهم من دخول اراضيها والعمل فيها حيث انه يشتبه في حصولهم على عائدات تستخدم في دعم برامج غير قانونية للاسلحة النووية والصواريخ البالستية في بلادهم»، بيد انه هناك «استثناءات قررها مجلس الامن الدولي لغايات انسانية او حياتية»، حسب البيان.
مشاركة :