للمرة الثانية على التوالي فشل المرشحون لرئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في الحصول على أصوات الأكثرية التي تخولهم الفوز. ووفقاً لمراسل «العربية» في باريس مساء أمس الثلاثاء فإن أياً من البلدان الخمسة المرشحة لم يفز بالأصوات المطلوبة.ولفت إلى أن مرشح قطر، حمد بن عبدالعزيز الكواري، الذي أفادت تقارير فرنسية عديدة أمس الأول الاثنين بمحاولة الدوحة تقديم اسمه عبر «شراء أصوات»، فشل في الحصول على الأصوات المطلوبة «30 صوتاً» وإن تقدم بصوت عن النتيجة السابقة، حاصداً 20 صوتاً، في حين تلته فرنسا ب13 صوتاً ومصر ب12 والصين ب5، في حين لم يحز لبنان إلا على 3 أصوات.يذكر أن جلسة تصويت ثالثة ستعقد اليوم الأربعاء، لا سيما وأن أحداً لم يتمكن من الحصول على أكثرية الثلاثين صوتاً المطلوبة للفوز.وكانت قطر أخفقت الاثنين في حسم المعركة لرئاسة «اليونيسكو» لصالح مرشحها منذ الجولة الأولى، رغم العروض المالية السخية وشراء أصوات مندوبين تحدثت عنها وسائل إعلام فرنسية قبل الانتخابات.وقال جابر عصفور، وزير الثقافة المصري الأسبق، تعليقاً على استمرار تفوق المرشح القطري للجولة الثانية «الفلوس بتتكلم» في إشارة إلى دفع مرشح قطر للأموال حتى يتمكن من التفوق على باقي المرشحين.وأكد أنه يراهن على تفوق المبادئ في نهاية الانتخابات وعدم فوز قطر، موضحاً أنه يتوقع تغيير النتيجة خلال الجولات التالية من الانتخابات، وإلا ستكون ذلك فضيحة عالمية لأعضاء المنظمة، في حال فوز مرشح قطر.بدوره، عقّب الشاعر إبراهيم داود، على النتيجة قائلاً: إن قطر تكسب الأصوات في المكتب التنفيذي ل«اليونيسكو» بالرشاوى وهو أمر ليس بجديد على الدوحة. وأوضح إبراهيم داود، لموقع «اليوم السابع»، أنه حزين بتفوق دولة صغيرة على مصر بحجمها وثقلها الحضاري والثقافي، وأشار داود إلى أن مصر تخوض معركة دولية كبيرة، فهدف قطر تكسير عظامها في الخارج، متمنياً أن تعود مصر في المرتبة الأولى خلال الجولة الثالثة اليوم.وكان السيد فليفل رئيس لجنة الشؤون الإفريقية بالبرلمان المصري، قال إنه قد وردت معلومات تفيد بأن قطر عقدت اجتماعات في الدوحة وفي فرنسا، مع عدد من ممثلي بعض الدول في «اليونيسكو»، وطالبتهم مقابل رشاوى، بالتصويت لصالح مرشحها، مؤكدًا على أن من بين تلك الدول، أشقاء أفارقة وعرب، كان من المفترض أن يصوتوا لصالح مرشحة مصر مشيرة خطاب.وأضاف «فليفل» في كلمته خلال جلسة عامة للبرلمان أمس، أنه خاطب عدداً من النواب المصريين في البرلمان الإفريقي، وطالبهم بإثارة الأمر بحكمة، وهو ما حدث بالفعل، معلنًا أن رئيس البرلمان الإفريقي أصدر بياناً رسمياً في ضوء هذا التواصل، أكد خلاله على أن خطاب مرشحة إفريقيا، وأنه لا ينبغي أن يخالف ذلك القرار أي من ممثلينا في «اليونيسكو». (وكالات)