منذ الرحلة التجارية الأولى التي هبطت في الإمارات من باكستان في تشرين الأول (أكتوبر) 1932، يشهد قطاع الطيران الإماراتي نمواً كبيراً. إذ بات يخدم ما يزيد على نصف مليون شخص في شكل مباشر وغير مباشر، ويساهم في نحو 169 بليون درهم (نحو 46 بليون دولار) أو ما يعادل 15 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة. وأكد رئيس «هيئة دبي للطيران المدني» رئيس مطارات دبي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم لمناسبة احتفال الإمارات باليوم الوطني للطيران، أن القطاع «حقق إنجازات كبيرة في فترة زمنية قصيرة جداً على صعيد البنى التحتية والناقلات الجوية والأمن والسلامة والحلول الذكية، لإنجاز إجراءات المسافرين والمراقبة الجوية وصناعة الشحن الجوي». وأشار إلى أن القطاع «يشكل نحو 15 في المئة من الناتج المحلي على مستوى الدولة ككل، ونحو 28 في المئة على مستوى دبي حالياً»، متوقعاً ارتفاع النسبة إلى أكثر من ذلك في السنوات المقبلة. ويخصص هذا اليوم الذي أطلقه نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد عام 2014، لرفع مستوى الوعي بأهمية قطاع الطيران بين المواطنين والمقيمين في الإمارات، فضلاً عن تسليط الضوء على الإنجازات التي حققها القطاع الطيران واستشراف مستقبل صناعة الطيران. واعتبر أن قطاع الطيران «محور استراتيجي ضمن محاور البنية الاقتصادية للإمارات عموماً ودبي خصوصاً، إذ يسجل أعلى معدلات النمو على مستوى العالم، ويؤمن أفضل الخدمات للمسافرين». ولفت إلى أن «سلطات مطار دبي الدولي تمضي قدماً لجعل مطار دبي مطار العالم». وأوضح أن «مطار دبي يتعامل يومياً مع نحو 250 ألف مسافر و1200 حركة، تؤمن رحلات ربط لملايين المسافرين إلى أكثر من 240 وجهة، ليعبروا بين شرق العالم وغربه». وأكد أن «السنوات المقبلة تحمل الكثير من الإنجازات لقطاع الطيران، في ظل الموقع الاستراتيجي للإمارات واستكمال توسيع مطاراتنا وأساطيلنا، وتوقعات نمو حركة المسافرين عالمياً». وقال وزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني سلطان المنصوري: «نحن فخورون بما حققناه في قطاع الطيران المدني، ومواكبتنا لهذا القطاع من بداياته المتواضعة إلى أن أصبح ركناً أساساً من الاقتصاد، ينافس على الصعيدين الإقليمي والعالمي». وأشار إلى أن «لدينا اثنتين من أكبر شركات الطيران العالمية، إضافة إلى عدد من شركات الطيران المنخفضة التكلفة والتي تستمر في النجاح والنمو، كما يدعم القطاع اقتصادنا كونه نقطة وصل بين أركان العالم». ولفت إلى «التركيز المستمر على أمن جميع العاملين معنا والمسافرين وسلامتهم، من خلال التزام أعلى المعايير العالمية». وشدد على أن «مهمتنا لم تنته وسنعمل دوماً لاستمرار تطوير هذا القطاع». وقال المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني سيف محمد السويدي، إن الإمارات «أصبحت من أكبر المراكز التي تستقطب الركاب حول العالم. وتُصنف مطاراتنا وخطوطنا الجوية من بين الأفضل على المستوى الدولي، وحظيت الإمارات بتصنيف الدولة العضو في منظمة «إيكاو» الأكثر امتثالاً لمتطلبات المنظمة في إطار البرنامج العالمي للتحقق من السلامة التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي». وأوضح أن «مشاريع التطوير وتوسيع المطارات، ستؤدي إلى تسريع النمو في صناعة الطيران في السنوات المقبلة». ورأت المدير العام المساعد لقطاع الاستراتيجية والشؤون الدولية في الهيئة العامة للطيران المدني ليلى بن حارب المهيري، أن «يوم الطيران المدني يمثل منبراً لتعزيز سلامة النقل الجوي وأمنه، وزيادة الوعي في أوساط الجمهور في شأن الفوائد الكبيرة والبعيدة المدى لصناعة الطيران الإماراتية، بما في ذلك تأمين فرص العمل ونقل المعرفة، فضلاً عن الفوائد غير المباشرة التي تعود على الاقتصاد الأوسع نطاقاً في قطاعات السياحة والصناعة والتكنولوجيا والهندسة والتجزئة». وأعلن الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي بول غريفيث، أن «قطاع الطيران في دبي يشكّل إضافة نوعية للاقتصاد المحلي، واحتفت مطارات دبي أخيراً بمرور 57 عاماً على افتتاح «مطار دبي الدولي»، مشيراً الى أن «عدد المسافرين الذين استخدموا المطار منذ افتتاحه عام 1960 بلغ 830 مليون مسافر حتى العام الماضي».
مشاركة :