قرر العراق اليوم (الثلثاء)، إعادة فتح خط أنابيب نفط قديم يصل إلى تركيا، متجاوزاً الخط الذي تديره حكومة إقليم كردستان. وطلب وزير النفط جبار اللعيبي من شركة نفط الشمال (مملوكة للدولة)، والتي تتولى تشغيل حقول كركوك، وشركة المشاريع النفطية وشركة خطوط الأنابيب الحكومية، البدء في «عملية إصلاح وتأهيل شاملة وعاجلة لشبكة الأنابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي». ويعبر خط الأنابيب الواصل بين كركوك وجيهان منطقة استولى عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في 2014 واستعادتها القوات العراقية خلال العامين الماضيين. إلى ذلك، قالت 4 مصادر تجارية اليوم، إن الأسعار الفورية لخام البصرة الخفيف العراقي تحميل تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في آسيا، انخفضت لتُباع بخصومات سعرية مقابل سعر البيع الرسمي للخام، وقد تظل ضعيفة لشهر آخر بعدما امتنع العراق عن خفض الأسعار لتشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأبقى العراق سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف إلى آسيا لتشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، من دون تغيير، حتى في الوقت الذي خفضت فيه السعودية السعر الرسمي لخامها العربي المتوسط. وتضع الأسعار الرسمية لتشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، خام البصرة الخفيف عند علاوة تبلغ 40 سنتاً مقابل الخام العربي المتوسط، ما يجعل الخام العراقي أغلى خام متوسط عالي الكبريت يُنتج في الشرق الأوسط. وتعني خصومات السعر الفوري لخام البصرة أن المشترين بعقود آجلة، والذين كانوا يتطلعون إلى إعادة بيع شحناتهم، لا يرغبون في التخلي عنها لأنهم سيتكبدون خسائر. وقد يقلص ذلك حجم وأرباح التداول في إحدى أكثر الخامات شيوعاً في آسيا. وقالت مصادر تجارية إن شحنات خام البصرة الخفيف للتحميل في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري المتجهة إلى آسيا، بيعت بخصومات تزيد على 10 سنتات للبرميل عن سعرها الرسمي، وهو أدنى مستوى في أشهر. وذكر تاجر يعمل من سنغافورة، في إشارة إلى مبيعات الشحنات تحميل تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، «هذا الشهر سيكون الأمر صعباً أيضاً». واعتاد العراق تحديد الأسعار الشهرية لتتماشى مع السعودية، لكن الفجوة السعرية زادت بعد أن سجلت شركة تسويق النفط العراقية (سومو) طلباً قوياً على نفطها، الذي أصبح أساسياً لمصافي النفط في الهند والصين كوريا الجنوبية. وقال التجار الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، لأنهم غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام، إن الأسعار المرتفعة تشير أيضاً إلى علاوات قوية حققها خام البصرة في مزادات في بورصة دبي للطاقة. وأوضح تاجر يقوم بالتداول في خام البصرة في آسيا، أن المشكلة في أن العراق يولي الكثير جداً من الثقة لمستويات مزاد بورصة دبي للطاقة، مضيفاً «أنها لا تمثل السوق بأكملها، لأن التجار ممن لديهم مراكز مدينة هم من يشترون خلال المزاد». ويحتاج التجار ممن لديهم مراكز مدينة إلى شراء شحنات للوفاء بمبيعات عقد أو تقديمها إلى مصافي التكرير. وتبيع شركة تسويق النفط العراقية حالياً مليوني برميل من خام البصرة الخفيف وكمية مماثلة من خام البصرة الثقيل شهرياً. وبدأت الشركة في طرح خامها عبر مزادات في بورصة دبي للسلع في نيسان (أبريل) الماضي. وزادت صادرات خام البصرة من الحقول الجنوبية في العراق إلى 3.24 مليون برميل يومياً في المتوسط في أيلول (سبتمبر) الماضي.
مشاركة :