أصدر رئيس مالاوي بيتر موثاريكا أمرا بفتح تحقيق حول حوادث مقتل ما لايقل عن خمسة أشخاص، بعد اتهامهم من قبل سكان محليين بتحولهم إلى مصاصي دماء وشربهم لدماء بشرية كجزء من طقوس سحرية. وأعلنت السلطات في مالاوي فرض حالة الطوارئ في جنوبي البلاد في محاولة لوقف جماعات أهلية عن مهاجمة أشخاص يتهمون بأنهم يتصرفون كمصاصي الدماء، كما فرضت حظر التجول ليلي يبدأ من الخامسة عصرا وحتى السابعة صباحا لمنع وقوع المزيد من القتلى. وكانت الأمم المتحدة قد قررت موظفين لها من منطقتين جنوب ملاوي بعد تردد أنباء عن وجود “مصاصي دماء“، وهي الأنباء الي زرعت حالة من الفوضى. وفي تقرير عن الوضع الأمني أشارت إدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن إلى أنّ مقاطعتي فالومبي ومولانجي تأثرتا كثيرا بقصص “مصّ دماء بشرية واحتمال وجود مصاصي دماء”. وأكد التقرير الأممي مقتل خمسة أشخاص على الأقل في المنطقة، منذ منتصف سبتمبر-أيلول، على يد السكان بعد أن اتهموا بمصّ دماء بشرية. الأمم المتحدة أوضحت أنّ الوضع في غاية الخطورة خاصة وأنّ السكان أصبحوا يقيمون حواجز على الطرق العامة لترصد مصاصي الدماء، وهو ما يشكل تهديدا للوضع الأمني في المنطقة. التقرير الأممي ذكر كذلك أنّ الشائعات حول مصاصي الدماء انتشرت في موزمبيق المجاورة، دون ذكر المصادر التي عززت كل تلك الشائعات، معتبرا انّ الحل الأمثل في الوقت الحالي هو تعليق أنشطة الأمم المتحدة في المنطقة بشكل مؤقت إلى غاية استقرار الأوضاع. ودون ذكر عدد الموظفين الذين تمّ نقلهم قالت الأمم المتحدة أنّ بعض موظفيها لا يزالون ينشطون في مقاطعات أخرى للإشراف على مهامهم، وأكدت إدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة أنها “تتابع الوضع عن كثب لضمان عودة جميع موظفيها إلى الميدان في أقرب وقت ممكن“، دون يذكر عدد الموظفين الذين تم نقلهم. وينتشر الإيمان بالشعوذة على نطاق واسع في المناطق والقرى الريفية النائية في ملاوي، التي تعدّ من بين أفقر بلدان افريقيا والعالم، حيث تنشط العديد من وكالات الإعانة والمنظمات غير الحكومية. وقد كانت مالاوي مسرحا لسلسلة أعمال عنف مرتبطة بشائعات مصاصي الدماء في العام 2002. من جهتها أكدت السلطات في مالاوي أنّ قرويين أقدموا، منذ منتصف الشهر الماضي على قتل 6 أشخاص وهم يحاولون شرب دماء بشرية كجزء من طقوس الشعوذة التي كانوا يمارسونها. وأوضحت السلطات أن هؤلاء الستة قتلوا في ثلاثة حوادث منفصلة وقعت بالقرب من جبل مولانجي جنوب البلاد. وتناولت عدة وسائل إعلامية هذا الحادث معلقة بأنّ محيط منطقة مولانجي يشهد فوضى أمنية كبيرة، من الممكن في ظلها لأي شخص أن يقتل أشخاصا آخرين ملفقا لهم أي تهمة، واعتبرت الوسائل الإعلامية أنّ القتلى الستة ربما ليسوا من مصاصي الدماء، وإنما ضحايا جرائم تمّت تصفيتهم لاعتبارات أخرى.
مشاركة :