صدام حسين لم يغب عن جدل العراقيين على فيسبوك

  • 10/11/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الصراع القومي بين العرب والأكراد في ظاهرة هي الأولى من نوعها في بلد مزقته الصراعات المذهبية والدينية على مدى الأعوام الماضية بعد نتائج استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق. وغزت صور صدام حسين وخطاباته الشبكات الاجتماعية. كما انتشرت أيضا أغان وطنية تعود إلى حقبة ما قبل العام 2003 التي نسيها العراقيون في الآونة الأخيرة، ومن أبرز تلك الأغاني أغنية تمتدح صدام حسين باللغة الكردية روّج لها معارضو الاستفتاء. ونشرت صفحة “خبرني” على فيسبوك الموثقة مقطع فيديو يعود إلى سبعينات القرن الماضي يتضمن حديثا لصدام حسين يرفض فيه طموح الأكراد إلى الاستقلال، بينما نشرت صفحة “المنبطحين” حديثا آخر لصدام حسين في التسعينات من القرن الماضي يهاجم فيه السياسيين الأكراد. واختارت صفحة عراقية تحمل اسم “الملتقى العراقي الأسترالي” إعداد مقطع فيديو تحليلي علقت عليه “لماذا توقع صدام أن إقليم كردستان سيكون سببا في تقسيم وتدمير العراق؟ وكيف تطابقت آراء حيدر العبادي ونوري المالكي وصدام حسين حول كردستان العراق؟ ولماذا الآن المالكي والعبادي يصران ويعيدان نفس خطاب صدام حسين بأن إقليم كردستان سيكون سببا في تقسيم وتدمير العراق؟ الإجابة عن كل تلك الأسرار تجدونها في هذا التقرير الخاص”. في المقابل نشرت صفحات كردية على فيسبوك صورا لنازحين أكراد تعود إلى تسعينات القرن الماضي هاربين إلى الجبال بسبب العمليات العسكرية التي قادها نظام صدام حسين في شمال البلاد، وانتشرت منشورات عديدة تقول إن الحكومة العراقية الحالية لا تختلف كثيرا عن نظام الرئيس السابق صدام حسين. وكتب معلق “تحية لرجل عظيم حكم شعبه 35 سنة، تحية لرجل عظيم قاتل إيران 8 سنوات وانتصر. تحية لرجل عظيم ضرب إسرائيل بـ39 صاروخا وتحدى العرب على إطلاق الصاروخ الـ40، فلم يستطيعوا.. تحية لرجل عظيم لم يتكلم شعبه بالطوائف سوى أنا عراقي فقط..”. فيما قال معلق كردي “ذهب صدام حسين وذهب معه العراق نحو الطائفية والقتل والتدمير، ونحن الأكراد نريد أن نذهب بعيدا عن العنصرية والطائفية والقتل والتخلف، نريد العيش بسلام فقط لا غير”. وعلى الرغم من أن موقع تويتر أقل شعبية بين العراقيين إلا أنه أيضاً لم يخلُ من الحرب الكلامية، حيث أطلق العديد من رواد الموقع هاشتاغ باسم #صدام_حسين.مستخدمو الشبكات الاجتماعية طالبوا بعدم الانجرار وراء السياسيين الذين لا يبحثون سوى عن مصالحهم وقال مغرد “#صدام_حسين.. اسم سجله التاريخ بأحرف من نور فهو الرئيس الذي واجه القوى الطامعة منفردا والرئيس الذي حطم أحلام إيران للعشرات من السنين”. واعتبر آخر “حتى في سريلانكا عندما يعرف الناس أني آت من #العراق يقولون لي: العراق، #صدام_حسين. وكأنهم عرفوا العراق بصدام، وعرفوا صدام بالعراق، فقط”. كما يطالب مستخدمو الشبكات الاجتماعية بعدم الانجرار وراء السياسيين الذين لا يبحثون سوى عن مصالحهم. وكتب معلق في هذا السياق “لا أعرف لماذا ينجرف الكثير خلف المواقف السياسية المتشنجة والتي غالباً ما يثيرها سياسيو العراق… حتى تنهال الكثير من التعليقات والشعارات على فيسبوك وخاصة تلك التي تدعو إلى تهميش ومحاربة مكوّن ما على حساب المكونات الأخرى”. وكانت نتائج الاستفتاء التي أعلنتها السلطات في إقليم كردستان قد أشارت إلى مشاركة أكثر من 4 ملايين كردي، ونسبة الذين صوتوا بـ”نعم” بلغت 92 بالمئة، فيما بلغت نسبة التصويت بـ”لا” 7 بالمئة، وأجري الاستفتاء في أجواء محلية وإقليمية ودولية مشحونة إذ أبدت غالبية الدول تحفظها على الاستفتاء. ونقل موقع نقاش عن معاون عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد إرادة الجبوري قولها “المفارقة أن الذين يمتدحون ويذمون نظام صدام حسين في المدة الأخيرة لم يعايشوا ذلك النظام، فغالبية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من فئة الشباب والمراهقين الذين ولدوا بعد عام 2003 أو قبله بسنوات قليلة، والسبب في ذلك مخاطر الأيديولوجيا والعقائد الدينية المرتبطة بالعواطف أكثر من التفكير المنطقي”. وتضيف الجبوري أن “السياسيين يساهمون في تأجيج هذه العواطف لخلق مشاعر سلبية مستغلين الجهل، هناك فكرة قائمة منذ عقود على خلق عدو دائم لإشغال المواطنين عن القضايا الأساسية مثل توفير الأمن والخدمات والحد من الفساد”. وتشير الجبوري أيضا إلى الدور الذي تلعبه ظاهرة “الجيوش الإلكترونية” التي تدير العشرات من الصفحات على مواقع التواصل عبر خبراء يعرفون كيفية التلاعب بالرأي العام من خلال نشر صور ومقاطع فيديو معينة في أوقات محددة، وفي الأيام القليلة الماضية كان التركيز على الصراع القومي ولهذا شاهدنا صورا ومقولات منتشرة لصدام حسين”.

مشاركة :