واصلت ايران تهديدها برد قوي على اي اجراء اميركي ضد الاتفاق النووي الموقع مع مجموعة 5+1، عشية خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيعلن فيه «استراتيجية عامة بشأن إيران». وقال الرئيس الايراني حسن روحاني امس ان الولايات المتحدة، في حال قررت التخلي عن الاتفاق النووي مع ايران، ستقف بمواجهة «العالم اجمع» وليس ايران وحدها. وتابع روحاني في كلمة امام مجلس الوزراء «في حال ارتكبوا خطأ الخروج من الاتفاق النووي فان الاميركيين وحدهم سيدفعون ثمن ذلك. وعندها سنكون امام احتمالات عدة وسنختار الطريق الذي يخدم مصالح أمتنا». واضاف الرئيس روحاني «ان دول الاتحاد الاوروبي الـ28 ودولا اخرى في العالم تقف اليوم الى جانب ايران (…) وفي حال ارتكب الاميركيون هذا الخطأ فانهم يكونون قد تحركوا ضد المصالح الوطنية للولايات المتحدة، وعندها سنعرف بشكل واضح أياً هي الدولة الخارجة عن القانون». وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن شهباز حسن بور النائب في مجلس الشورى الإسلامي نقل عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله إن «رد إيران سيكون قويا على أي إجراء أميركي ضد الاتفاق النووي مع القوى العالمية». وافادت وكالة انباء فارس نقلا عن ظريف قوله «قرارنا قاطع بعدم الرضوخ للضغوط الأميركية». في الموازاة، اعتبرت موسكو انه يحق لإيران وقف تنفيذ الاتفاق النووي في حال إعادة واشنطن فرض العقوبات على طهران. وأكدت الخارجية الروسية امس أن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني لا يزال فعالا، وطالبت جميع الدول بما في ذلك الولايات المتحدة بالالتزام به. وأشارت إلى أن الانسحاب من الاتفاق سيؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وسيؤثر في الاستقرار العالمي. ترامب يتوعد وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي مساء الثلاثاء مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ضرورة العمل معا لمحاسبة إيران على أنشطتها الشريرة والمزعزعة للاستقرار، في وقت أكدت ماي التزامها بالاتفاق النووي الإيراني. وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب أكد خلال المكالمة الهاتفية ضرورة العمل معا لمحاسبة النظام الإيراني على أنشطته الشريرة والمزعزعة للاستقرار لا سيما رعايته للإرهاب وتطويره لصواريخ تمثل تهديدا. من جهتها، جددت ماي في بيان التزام بريطانيا القوي بالاتفاق النووي مع إيران إلى جانب شركائها الأوروبيين، قائلة إن الاتفاق في غاية الأهمية للأمن الإقليمي. وذكر مكتب ماي أنها بحثت مع ترامب أيضا ضرورة أن تعمل بريطانيا والولايات المتحدة والقوى الأخرى معا للتصدي للأنشطة الإيرانية التي تزعزع استقرار المنطقة. واشنطن ترصد مكافآت وفي إطار التصعيد الأميركي ضد إيران وحلفائها، رصدت الولايات المتحدة مكافآت مالية تصل قيمتها إلى 12 مليون دولار لمن يزوّدها بمعلومات ترشدها إلى طلال حميّة وفؤاد شكر القياديَين في حزب الله الذي تعتبره واشنطن «منظمة إرهابية». وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية الثلاثاء إن وزارة الخارجية رصدت المكافآت المالية لكل من يزوّدها بمعلومات تقود إلى «تحديد مكان أو اعتقال أو إدانة» القياديين في حزب الله في أي بلد كان. من جهته، أوضح منسق وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب نايثن سيلز إن مجابهة حزب الله تمثل أولوية قصوى لإدارة الرئيس ترامب، مشيرا إلى أنه يمثل «أحد التنظيمات الإرهابية الأكثر خطورة في العالم». وعرضت الخارجية الأميركية مكافأة بسبعة ملايين دولار مقابل معلومات تساعد على اعتقال أو توجيه الإدانة في أي بلد للقيادي حمية، وتقول إنه يدير الذراع الإرهابية الدولية لحزب الله، وقد ارتبط بالعديد من الاعتداءات الإرهابية وعمليات خطف استهدفت أميركيين. كما عرضت الوزارة مكافأة بخمسة ملايين دولار لقاء معلومات تؤدي لتحديد مكان أو اعتقال أو توجيه الإدانة في أي بلد للقيادي شكر عضو المجلس الجهادي بحزب الله في لبنان، الذي يؤدي دورا محوريا في عمليات الحزب بسوريا. وتقول الوزارة إنه ساعد في التخطيط والهجوم عام 1983 على ثكنات مشاة البحرية الأميركية في بيروت. وأضافت الخارجية الأميركية أنه وفق تقييم أجهزة الاستخبارات فإن حزب الله يسعى لامتلاك ما وصفتها بقدرات إرهابية محتملة داخل الولايات المتحدة. وذكر سيلز أنه في إطار استراتيجية ترامب التي ستعلن قريبا بخصوص إيران ستضغط واشنطن على الدول التي لم تصنف حزب الله حتى الآن جماعة إرهابية دولية من أجل أن تفعل ذلك. وقال «فضلا عن ذلك، اختارت بعض الدول أن تصنف الجناح العسكري لحزب الله فقط دون أن تمس ما يسمى بجناحه السياسي» في إشارة على ما يبدو إلى الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة. وأضاف «لكن هذا تمييز كاذب بلا شك. ليس لحزب الله جناح سياسي. إنه منظمة واحدة.. منظمة إرهابية وهي فاسدة حتى النخاع». ومضى يقول إن تصنيف الجماعة منظمة إرهابية ليس مجرد إجراء رمزي. (وكالات)
مشاركة :