الوجه الشاحب... لـ «الذهب» - رياضة محلية

  • 10/12/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

«هذه الجائزة تعظم من شأن الفرد على حساب الفريق. انا ضدها». هي كلمات لمدرب فريق مانشستر يونايتد الانكليزي لكرة القدم، البرتغالي جوزيه مورينيو، في معرض رده على سؤال يبدو أنه استفز رأيه بـ «الكرة الذهبية» التي تمنح سنويا من قبل مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية لأفضل لاعب في العالم. «سيبشال ون» لم يكن الوحيد في خندق مهاجمة «الكرة الذهبية»، بل ان الهولندي الراحل يوهان كرويف كان اكثر حنقاً عندما قال يوماً: «الكرة الذهبية لا تعدو عن كونها تمثيلية. الأفضل، من الأفضل؟ على ماذا يتم الاستناد للاختيار؟ لا أفهم شخصياً الفائدة منها». شهادة كرويف تفرض حقيقة أكثر وقعاً عن «الكرة الذهبية» خصوصا ان «الهولندي الطائر» توج بها في ثلاث مناسبات (1971 و1973 و1974). ابصرت «الكرة الذهبية» النور في العام 1956، لتكرّم مع نهاية كل سنة افضل لاعب اوروبي حصراً. في 1995، كان مقدرا ان تؤول الى الألماني يورغن كلينسمان بيد ان «فرانس فوتبول» ارتأت توسيع رقعة المشاركين لتشمل ترشيح اي لاعب من اي جنسية كانت، بشرط ان يكون ناشطاً في «القارة العجوز»، فكانت من نصيب الليبيري جورج ويا. وجاء العام 2007 لتفتح الجائزة جناحيها شاملة في اختيارها اي لاعب في العالم. حتى سنة 2009، كانت «فرانس فوتبول» تستند في اختيارها على عدد من الصحافيين المتخصصين، بيد ان العام 2010 شهد عملية توأمة بينها وبين الاتحاد الدولي (الفيفا) بعد ان حوّل الأخير الى حسابها 13 مليون جنيه استرليني كي تصبح جائزة «الكرة الذهبية» مشتركة بينهما. وكان من نتاج ذلك دمج جائزة «الفيفا» لافضل لاعب في العالم مع «الكرة الذهبية»، الا ان آلية الاختيار الخاصة بالمجلة لم تعد وحدها المعتمدة بل جرى دمج آلية الاختيار الخاصة بالاتحاد الدولي بها بحيث يجري الاعتماد ايضا على ترشيحات قائد ومدرب كل منتخب تنضوي بلاده تحت لواء المنظمة الكروية العالمية. ولا شك في أن الفترة التي دخل فيها «الفيفا» الى معترك «الكرة الذهبية» كانت سبباً في فقدان الجائزة هيبتها، خصوصاً ان الارقام اثبتت أن «مسح الاتحاد الدولي» غيّر هوية الفائز في اكثر من مناسبة وتحديداً عام 2010 عندما توج بها الارجنتيني ليونيل ميسي، بعد ان كان للهولندي ويسلي شنايدر ان ينتزعها في ما لو احتسب تصويت «فرانس فوتبول» وحده. ويضاف الى ذلك ما حدث في 2013 عندما كان الفرنسي فرانك ريبيري قاب قوسين او ادنى من الجائزة قبل ان يقرر «الفيفا»، فجأة، اعادة فتح مجال التصويت بسبب تألق كريستيانو رونالدو في ملحق مونديال 2014 مع منتخب بلاده، فتحولت الجائزة، بفعل فاعل، الى أحضان البرتغالي. وطرحت اسئلة كثيرة عن معايير اختيار الفائز، وتراوحت بين وجوب التفوق فنياً، ووجوب تحقيق الألقاب، واحياناً وجوب توافر العنصرين، بيد ان الوضع بقي مبهماً. وامام تفاوت المعايير في كل مرة، تلاشت مصداقية «الكرة الذهبية» التي تحولت الى «SHOW» شبيه بحفل توزيع جوائز الأوسكار. لا يبدو غريباً واقع «الكرة الذهبية» عندما كانت في عهدة الاتحاد الدولي في فترة سبقت بسنوات قليلة افتضاح امر القيمين على المنظمة الكروية العالمية، بدءا من الرئيس السويسري جوزيف بلاتر، مروراً بصديقه رئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، وصولاً الى الامين العام الفرنسي الآخر جيروم فالكه وآخرين. فقد سمح «الفيفا» الفاسد لنفسه بأن يصبح في مرمى الاتهامات على جبهة «الكرة الذهبية» نتيجة عدم وضوح الرؤية، فراح البعض يسوّق بأن الرعاة يتدخلون في الاختيارات وبأن ثمة تلاعباً. وقد ثبّت البعض قناعاته بانتفاء مصداقية هذه الجائزة بعد توالي سقوط رموز «الفيفا» الواحد تلو الآخر، نتيجة فضيحة الفساد. لقد كانت اللجنة الأولمبية الدولية شجاعة في مناسبات عدة عندما سحبت ميداليات اولمبية من رياضيين ثبت تناولهم مواد منشطة محظورة بعد سنوات على تتويجهم بها، مع الاشارة هنا الى ان عينات البول تبقى في عهدة اللجنة لسنوات وتخضع للكشف في كل مرة يجري اكتشاف مادة محظورة لم يكن من الممكن علمياً اكتشافها يوم التتويج بالميدالية. سيكون ضرباً من «الجنون» قيام «فرانس فوتبول» بإعادة النظر في الجائزة بين 2010 و2015 واعادة الحق الى اصحابه مع التشديد على ان الفارق بين المتنشطين الأولمبيين والثنائي رونالدو - ميسي يكمن في انهما لم يخطئا بل ان اخرين اخطأوا من خلال اختياراتهم في حق جائزة ورياضة هي الاكثر شعبية في العالم. ولا يمكن بأي حال من الاحوال الاستناد الى «الكرة الذهبية» لتصنيف اللاعبين، فميسي لا يمكن ان يعتبر افضل لاعب في التاريخ لمجرد فوزه بها خمس مرات (رقم قياسي) خصوصاً ان مواطنه دييغو ارماندو مارادونا مثلاً اعتزل عام 1997، اي سنتين فقط بعد تحويل الجائزة لتشمل اي لاعب ينشط في اوروبا، كما ان بيليه ودّع الملاعب من دون الفوز بها لأنه كان خارج الترشيحات بفعل جنسيته البرازيلية. ويبدو ان ارتدادات «الفيفا» ما زالت تضرب «الكرة الذهبية» على الرغم من الطلاق الذي وقع بينهما منذ 2015، بدليل الترشيحات الأولية لنسخة 2017 الصادرة حصراً عن «فرانس فوتبول» والتي شملت 30 لاعباً بعضهم يستحق الحضور، تاركين من لم يقع عليهم الاختيار يتحسرون، وقد لا يتحسرون بعد ان باتت الجائزة أشبه بمناسبة تكريم ودية معروفة المعالم. مارادونا ذكر قبل سنوات بأن «الكرة الذهبية» غير دقيقة، وأضاف: «في 2014 مثلاً تفوق (حارس المرمى الالماني مانويل) نوير على ميسي و(البرازيلي) نيمار واحرز كأس العالم. نوير كان الأحق بها». ويبقى الاورغوياني لويس سواريز، الاقرب الى الواقع في توصيفه: «استحققت كل الجوائز التي نلتها. الكرة الذهبية قائمة على التسويق، وبالتالي لا امل لي فيها». اسماء كبيرة عدة نالت شرف التتويج بـ «الكرة الذهبية» خلال الحقبة التي سبقت دخول «الفيفا» على الخط والخروج منه، بيد ان الفترة من 2010 الى 2015 أبانت بأن الذهب قد يكون ذا وجه شاحب... أحياناً. 5 هو عدد المرات التي توج فيها الارجنتيني ليونيل ميسي بـ«الكرة الذهبية»، وهو رقم قياسي. ويتقدم «البرغوث» في هذا المجال على البرتغالي كريستيانو رونالدو (4)، الفرنسي ميشال بلاتيني، الهولندي يوهان كرويف ومواطنه ماركو فان باستي (3 لكل منهم)، ويأتي بعدهم وبلقبين كل من الالماني فرانتس بكنباور ومواطنه كارل هاينتس رومينيغه والبرازيلي رونالدو والارجنتيني - الاسباني الفريدو دي ستيغانو والانكليزي كيفن كيغان. 7 هو عدد المرات التي انتزعت فيها ألمانيا وهولندا عبر لاعبيها «الكرة الذهبية» وهو رقم قياسي، وهما تتقدمان على فرنسا والبرتغال (6 لكل منهما) وايطاليا والبرازيل وانكلترا والارجنتين (5 لكل منهما). 11 هو عدد المرات التي حقق فيها لاعبون يرتدون قميص برشلونة الاسباني «الكرة الذهبية» وهو رقم قياسي يتفوق فيه النادي الكاتالوني على ريال مدريد (9) ويوفنتوس وميلان الايطالي (8 لكل منهما) وبايرن ميونيخ الالماني (5) ومانشستر يونايتد الانكليزي (4).

مشاركة :