من يقف وراء جماعة أنصار الفرقان في بلاد الشام؟

  • 10/12/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جماعة جديدة تعلن عن نفسها في سوريا تحت مسمى “جماعة أنصار الفرقان في بلاد الشام”، وباتت تتوعد الجيش التركي وتصفه بجيش المرتدين،  وتطالب بقتال الجيش الروسي وقوات التحالف ومن والاهم أو ظاهر على قتالهم أو منعهم من تحقيق أهدافهم، محذرين من التعاون مع هذه الجهات، وإلا “مصيره السيف”، بحسب تعبيرهم. وقد ظهر الإعلان عن الجماعة من خلال بيان تعريفي بها بدأته بقولها: “بعد المشورة والنظر، وبعد طول صبر وإنتظار، وخوفاً من فوات واجب الوقت، وفي خضم تنازل المتنازلين، وانحراف المنحرفين وغلو الغالين نعلن عن تشكيل جماعة أنصار الفرقان في بلاد الشام”. عرّفت الجماعة الجديدة نفسها بأنها “كيان جهادي سني مسلم يتكون من مهاجرين وأنصار، ممن حضر أغلب أحداث الشام الأولى، وعاين أغلب ما عليه الجماعات، فوجد أن سر الأمر وسبب النقص هو في البعد عن ظاهر النص والتمسك به والعمل عليه”، موضحة في بيانها أن إقامة الدين وإعادة الخلافة تكون بالجهاد والإعداد.. وأن “الجهاد هو القتال الذي افترضه الله علينا”. وظهرت هذه الجماعة في بيان التأسيس الذي خرج وعليه شعار الكيان الجديد، وهو عبارة عن بندقية آلية ومصحف وشهادة التوحيد، أسفلها يقع اسم الجماعة، ولم يصدر أي تصريح من الجماعات المسلحة المنتشرة في سوريا كرد على إنشاء هذه الجماعة الجديدة. هنا يثار التساؤل حول هذا الكيان الجديد، ومن يقف خلفه، وما هي أهدافه وعقيدته، وما الداعي من وجود كائن جديد في سوريا عل الرغم من كثرة الكيانات المتواجده فيها، وعلى رأسها داعش وهيئة تحرير الشام وغيرها؟ شهدت الفترة الأخيرة تراجعا حادا في صفوف تنظيم داعش، وحالات الإخفاق والاختلاف التي وقعت في صفوف هيئة تحرير الشام ومن قبلها أحرار الشام. ويرى محللون أنه بعد وجود إجماع دولي على إنهاء فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وذوبان جبهة النصرة الذراع السوري لها، كان لابد من إيجاد فصيل جديد يحمل نفس فكرة تنظيم القاعدة، لا سيما وأن أعضاء من جبهة النصرة رفضوا الدخول في تحالف أحرار الشام، وبعده هيئة تحرير الشام، على اعتبار أنها انسخلت عن أهدافها وعقيدتها التي تربت عليها ووضعت يدها في يد من أسمتهم العلمانيين وأعداء الدين. وبات الظهور المتعدد والممهد له من قبل تنظيم القاعدة وزعيمه أيمن الظواهري، إلى نجل بن لادن حمزة، يكشف عن دور مستقبلي سيقوم به نجل زعيم القاعدة المثير للجدل، لا سيما بعد تردد أنباء عن وجوده في سوريا، وهو ما أكدت عليه صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، بأن المخابرات البريطانية تلاحق نجل زعيم تنظيم القاعدة حمزة بن لادن في سوريا. ويذهب فريق إلى أن قوام هذا الكيان الجديد مكون من الشرعيين المنشقين عن هيئة تحرير الشام، وأن حمزة بن لادن من الواضح أنه سيكون الزعيم لهذا الكيان الجديد، لا سيما مع رفض الشرعيين لسياسة أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة السابق، والذي كان ينتمي للقاعدة ثم أعلن خلع بيعته عنها. كما تشير الأنباء الواردة إلى سعي “شرعيو هيئة تحرير الشام” المنشقين إلى جلب العديد من أعضاء الهيئة لهذا الكيان الجديد، ومن أبرزهم بلال خريسات، وإياد الطوبازي (أبو جلبيب)، والعريدي، ومصلح العليان ومحمد المحيسني. ونشرت تسجيلات صوتية مسربة بين الجولاني وقائد قطاع إدلب في الهيئة يصفون فيه الشرعيين المنشقين عنهم بـ “المرقعين”، واقترح قائد قطاع إدلب اعتقال المحيسني، وهو ما رفضه الجولاني. وجاء تشكيل جماعة أنصار الفرقان في بلاد الشام، كما يشير بعض الباحثين إلى جهود مستمرة من التواصل بينهم وبين قيادة التنظيم في أفغانستان، وطلب الدعم المالي والعسكري وهو ما تحقق لهم مؤخرا، ومن ثم تشكل هذا الكيان من شرعيي الهيئة المنشقين ومعهم عدد من الشرعيين المصريين في تحرير الشام كالفرغلي، والمنضوين في حركة أحرار الشام. لكن على الناحية الأخرى يرى الباحث السياسي محمود الغريب أن تنظيم “أنصار الفرقان في بلاد الشام” هو أحدث مواليد التي خرجت من رحم تنظيم  “داعش” في بلاد الشام، ويتفق التنظيم الحديث مع التنظيم الأم في رفض مبادئ الديمقراطية والحداثة، بالإضافة إلى تبني مبادئ التكفير للحكام ووجوب قتالهم. وأوضح الغريب في تصريحات خاصة لـ”الغد” أن التنظيم الوليد يختلف في كونه لا يكفر عموم المسلمين أو استباحة دمائهم، ويعتبر أن منهم العاصي والمذنب لا يرقى لمرتبة قتاله، بخلاف ما يعتبرهم مرتدين وجب قتالهم. وأشار إلى أن هذا التباين يكشف عن خروج جناح من تنظيم داعش معترضًا على بعض المبادئ، لكنّه متمسكا بلغة الدم والسلاح، وهو ما ظهر جليًا فيما ذكره في البيان التأسيسي بأن “القتال هو فرض عين على كل مسلم مكلف لاتساع دائرة الوجوب على كل المسلمين”. وتابع ، لقد أظهر البيان التأسيسي للجماعة جانبًا من خلاف الذي ربما كان سببًا في الرحيل عن التنظيم الأم، من بينها انتقاده الجماعات الموجودة في سوريا بـ”غياب الشورى فيما بينهم”.

مشاركة :