رأس الخيمة: علي البيتي يشكو الكثير من المدربين المواطنين من تجاهل الأندية لهم وعدم حصولهم على فرصة للتدريب، خاصة المدربين الشباب، ويرون أن الأندية لا تثق بالمدرب المواطن رغم انه مؤهل وحقق إنجازات. وتقدم محمد سعيد الطنيجي مدرب الذيد بمقترح لاتحاد الكرة يطالب فيه بإلزام أندية الدرجة الأولى بالتعاقد مع مدرب مواطن ومنعها من انتداب مدربين أجانب، ويعتقد أن هذا القرار حال صدر سيمكّن المدرب المواطن من الحصول على الفرصة، وسيكون في مصلحة المنتخبات الوطنية.وقال سليمان حسن البلوشي مدرب مصفوت إن الأندية الكبيرة في الأولى لا تثق بالمدرب المواطن في حين تراه الصغيرة مزعجاً، وذكر أن المدرب الذي لا يطور نفسه لن يجد نادياً.وأعاد بدر طبيب مدرب فريق دبا الحصن تراجع المستوى في تصفيات كأس رئيس الدولة الحالية إلى المدربين الأجانب، ودعا إلى تطبيق المقترح وتقييم التجربة بعد ثلاثة أعوام، فيما نادى عارف شلنك مساعد مدرب رأس الخيمة بربط الإعانة الشهرية من الاتحاد بوجود مدرب مواطن.وقال محمد سعيد الطنيجي مدرب فريق الذيد: هناك عدد كبير من المدربين المواطنين عاطلون عن العمل، العديد من المدربين حصلوا على شهادات لكنهم لا يعملون والشهادات مجرد "برواز" على الحائط، ولدينا مدربون مؤهلون لا يلتفت اليهم أحد (مركونين)، وأعتقد أن إدارات الأندية السبب في ذلك، عليها أن تمنح المدرب المواطن الفرصة وأن تثق به وعلى اتحاد الكرة التدخل لحماية المدرب المواطن وإلزام اندية الدرجة الأولى بعدم التعاقد مع مدرب أجنبي.وتابع: لا شك في أن وجود مدربين مواطنين في قيادة كل فرق الدرجة الأولى سيكون مفيداً للغاية، وستجني المنتخبات ثماره، الآن تم تحميل المدربين المواطنين مسؤولية إخفاق المنتخبات السنية وهم لم يخوضوا تجارب قوية، ولم يتحملوا مسؤولية تدريب فرق، ولو انهم خاضوا هذه التجارب لكانت خبرتهم اكبر ولحققوا النجاح. ومضى: لا بد من تأسيس المدرب إذ لا يمكن أن يشرف على منتخب وهو لم يدرب فريقاً قبله، وهناك مشكلة حقيقية تحتاج إلى حل، وإلى قرار قوي من الاتحاد، لا يعقل أن يعمل الاتحاد على تأهيل عشرات، بل مئات المدربين ليبقوا في منازلهم، فيما تبحث الأندية عن الأجانب، على الاتحاد أن يساهم في صناعة جيل جديد من المدربين، بإمكانه أن يتدخل لإيجاد هذا الجيل لا أن تترك الأمور بهذا الشكل فيبتعد المدرب المواطن عن المشهد. واستمر الطنيجي: الأندية نزعت الثقة من المدرب المواطن ومنحتها للأجنبي، والمدرب المواطن ثانوي، والأندية تفكر أولاً في الأجنبي، وحتى عندما تقيل مدرباً أجنبياً تأتي بآخر أجنبي، وهذه النظرة يجب أن تتغير، فعلى الأندية أن تعلم أن المدرب المواطن مؤهل ومسؤول وقادر على تحقيق النجاح، وانه ليس أقل من الأجنبي، بل هناك مدربون مواطنون مؤهلون أكثر من الأجنبي، والأهم من كل ذلك أن المدرب المواطن يعمل من أجل وطنه، ويخلص لأنه يريد أن يخرج أجيالاً من اللاعبين الشباب يفتخر ويباهي بهم، وهو محروم من ذلك الآن بسبب نظرة الأندية. واعتبر الطنيجي أن المدرب المواطن بحاجة لإنصاف ورد اعتباره ورفع معنوياته، واختتم: هذه القضية يجب أن يوليها الإعلام الاهتمام اللازم لأنها قضية ستغير الكثير من المفاهيم والكثير من الأمور في كرة الإمارات، بل وفي المنطقة كلها، فعندما تشاهد الدول الأخرى من حولنا تجربة الاعتماد على المدرب المواطن بالدرجة الأولى، ستطبقها بكل تأكيد، وآمل أن يأخذ الاتحاد زمام المبادرة، وأن تتخلى الأندية عن قناعاتها بالمدرب الأجنبي، وان تتجه لأبنائها، فهي لن تخسر شيئاً في النهاية، عليها منحهم الفرصة كاملة وتوفير كل معينات النجاح لهم وتقييمهم بعد فترة كافية، أنا متأكد أن التجربة ستنجح، وستكون سبباً في تغيير المفاهيم والأفكار، وعلى الاتحاد والأندية أن يعلمان أن مهنة التدريب أصبحت منفرة لأن المدرب المواطن يعلم انه لن يحصل على عمل، ولن يمنح الفرصة في ظل هيمنة الأجانب.من جهته، قال بدر طبيب، مدرب فريق دبا الحصن: أجدها فكرة ممتازة ومقترحاً جيداً للغاية وآمل تطبيقه، أنا مع اختيار الأندية مدرباً مواطناً مؤهلاً ومحترفاً يعطي التدريب كل وقته، ويحرص على تطوير قدراته بالمتابعة والمشاهدة، أعتقد أن المدرب يجب أن يكون متفرغاً تماماً لعمله ويعطيه كل وقته.ومضى: عموماً، هذا المقترح ممتاز، وأتمنى أن يجد التجاوب من الاتحاد بالذات، وهو سيطور الاعتماد على المدرب المواطن والكفاءات المواطنة وسيمكن المدربين الشباب من صناعة تاريخ وبناء أسمائهم، وصدقوني العديد من المدربين الشباب يملكون الموهبة والقدرات ولكنهم في انتظار الفرصة فقط، وإذا حصلوا عليها سيقنعون ويبدعون ويقدمون نموذجاً مشرفاً للمدرب المواطن، وستغير إدارات الأندية رأيها وقناعاتها بخصوص المدرب الأجنبي الذي ترى انه افضل من المواطن. وقال: واجب الأندية دعم المواطن، وهي لن تقدم إضافة وبصمة في الكرة الإماراتية إذا جاءت بمدرب أجنبي موجود منذ عشرات السنين بالدولة، أو الدول المجاورة، فالمدرب الأجنبي لا يغادر لبلاده عندما تتم إقالته، ينتظر إقالة زميل فيقفز إلى مكانه، وهكذا يتنقلون من ناد إلى آخر. واضاف: المدرب المواطن يشعر بالإحباط عندما يجتهد ويدرس ويحصل على شهادات، وفي الأخير يجد نفسه جالساً في منزله، الآن هناك مدربون كبار ولهم أسماء لا يعملون وهم افضل من الأجانب، مدربون مثل عيد باروت، ووليد عبيد، وبدر صالح، وحسن إبراهيم، أين موقعهم في الأندية، ألا يعتبر بقاء أمثال هؤلاء الكفاءات التدريبية خارج المنظومة شيئاً مستغرباً؟وزاد: لاشيء ينقص المدرب المواطن، يحتاج للفرصة فقط، ليس من المنطقي أن تأتي الأندية بمدربين أعمارهم تجاوزت الستين، وتفضلهم على أبنائها، في كل العالم هناك اتجاه للمدرب الشاب، فزيدان عندما منح الفرصة مع الريال تفجرت إبداعاته التدريبية وحقق إنجازات غير مسبوقة في تاريخ النادي، وجوارديولا، وكلوب وسيميوني، كلهم مدربون شباب، لا يوجد مدربون (عواجيز) إلا في أنديتنا.واسترسل: المدرب الأجنبي وصل مرحلة التشبع، وهو يعمل من اجل المال فقط، أما المدرب المواطن خاصة الشاب، فيرغب في تحقيق إنجاز وبناء اسم، ولذلك يعمل ويجتهد، كما انه يرغب في تقديم خدمة لأبناء وطنه ولكرة الإمارات في النهاية، الدولة الآن تعتمد على أبنائها، وهناك توجه بمنح الفرصة للمواطن، وأبناء الإمارات لديهم دور في كل المؤسسات والوزارات والهيئات، فلماذا لا يحصلون على فرصهم في التدريب؟وأكد بدر طبيب مدرب فريق دبا الحصن: هناك تراجع في المستوى، فرق دوري الأولى معظمها تلعب كرة عشوائية من دون تنظيم، وتعتمد على الحماس والأجانب في حسم المباريات، لا توجد بصمة تدريبية إلا في فرق قليلة، ومستوى تصفيات كأس صاحب السمو رئيس الدولة ضعيف جداً، والسبب هو الأجانب.وتابع: قرار الاعتماد على المدرب المواطن يحتاج لقناعة من الاتحاد أولاً قبل فرضه على الأندية، وأملي أن تخضع التجربة لتقييم كاف بعد تطبيقها، لن نخسر شيئاً إذا طبقناها لنجرب إشراف المدربين المواطنين على الفرق لمدة ثلاث سنوات مثلاً، بعدها نقيم التجربة، إن كانت جيدة ومفيدة نستمر فيها، وان لم تكن كذلك لتعُد الأندية إلى المدرب الأجنبي.وذكر سليمان حسن مدرب مصفوت أن الاتحاد لا يستطيع إلزام الأندية بالتعاقد مع مدربين مواطنين، وقال: المقترح في حد ذاته جميل، لكنه غير قابل للتطبيق في اعتقادي، أو لنقل يصعب تنفيذه، فالاتحاد لا يلزم الأندية، كل ناد له استراتيجيته وتوجهاته وسياسته، والاتحاد معني بالأمور التنظيمية والنواحي الإدارية، ومن الصعب أن يفرض على الأندية مثل هكذا قرار، وزاد: المشكلة التي نواجهها أن هناك عرضاً أكثر من الطلب بمعنى أن المدربين المواطنين عددهم كثير والأندية قليلة، أو الأندية التي ترغب في التعاقد معهم محدودة، ولكني أؤيد الاعتماد على المدرب المواطن، ولا شك في أن هذا التوجه سيستفيد منه الاتحاد نفسه، والكرة بشكل عام، فالمنتخبات السنية ستكون اكثر المستفيدين منه.ويعتقد المدرب سليمان حسن المدير الفني لفريق مصفوت، أن المدرب المواطن ليس مكلفاً، وقال: لا يحتاج إلى سكن، وسيارة، ويحصل عادة على راتب أقل من راتب الأجنبي، وهو خيار مناسب، فبدلاً من أن تتعاقد الأندية مع مدربين أجانب تقيلهم في منتصف الموسم، وتأتي بغيرهم، عليها أن تثق بالمواطن، ومضى: الأندية الكبيرة عندنا لا تثق بالمدرب المواطن، والأندية الصغيرة ترى انه مزعج، هذا تلخيص للقضية والمشكلة.وتابع: انأ مؤمن بأن المدرب المواطن اقرب للاعب، ومن خلال تجربتي استطيع التأكيد على ذلك، وقد شاهدت طريقة تعامل مدربين أجانب مع لاعبين مواطنين وردة فعل اللاعب، فاللاعب المواطن لا يقبل التعامل معه بطريقة غير مقبولة، وهناك أشياء قد يراها الأجنبي عادية لكنها عندنا ليست كذلك، لذلك المدرب المواطن افضل من يتعامل مع اللاعبين المواطنين وهم الأقرب لقلبه، وإذا عرفت أن تصل لقلب اللاعب تستطيع أن تحصل منه على ما تريد.وقال سليمان حسن: على المدرب أن يطور نفسه، وأن يواكب، فمن لا يطور نفسه لن يحصل على ناد، وإذا تعاقد معه ناد سيستغني عنه بسرعة، هناك مدربون يكتفون بالشهادات فقط ولا يطورن قدراتهم التدريبية وهؤلاء لن يجدوا عملاً.من جهته، قال عارف شلنك مساعد مدرب فريق رأس الخيمة إن الاتحاد لا يمكنه إلزام الأندية بالتعاقد مع مدرب مواطن، وذكر انه يستطيع أن يلجأ لطرق أخرى، وأوضح: يمكن للاتحاد أن يحفز الأندية ويشجعها على التعاقد مع المواطن، مثلاً بربط الإعانة الشهرية بوجود مدرب مواطن على رأس الفريق الأول، أو أن يتكفل الاتحاد براتبه، وأشياء أخرى يمكن استخدامها لتشجيع الأندية، وتابع: هناك أمور أيضاً تتعلق بمتابعة المدرب نفسه ومحاسبته، ومضى قائلاً: لكن في كل الأحوال المدرب المواطن بحاجة إلى العمل والفرصة ليقدم ما عنده، ويجب أن يحصل على الفرصة في الدرجة الأولى. ونوه عارف بوجود مدربين مميزين وأصحاب كاريزما، وقدرات تدريبية، وقال انهم افضل من الأجانب، ويمكنهم تحقيق النجاح مع أي فريق لكنهم يحتاجون إلى الثقة والتشجيع، وأفاد بأن معظم المدربين الشباب حريصون على تأهيل انفسهم وتطوير قدراتهم التدريبية
مشاركة :