أبت قطر إلا أن تدير ظهرها لأمتها، لتسير في طريق المؤامرات والمخططات العدائية ضد دول المنطقة في خط متوازٍ مع تحالفاتها مع أعداء الأمة لهدم استقرارها، على أمل زعامة زائفة تصبو إليها تلك الدولة الصغيرة الحالمة بلعب دور أكبر في المنطقة حتى لو على جثث أبنائها من الذين راحوا ضحية الإرهاب الغاشم الذي تموله الدوحة وتدعمه أينما كان، وحتى لو على حساب أمن واستقرار جيرانها وأشقائها. تشابكت المصالح بين قطر وأعداء أمتها العربية الذين استغلوا تلك الدولة المارقة وطموحاتها فراحوا يستخدمونها كدمية لتنفيذ مخططاتهم بالشرق الأوسط بالوكالة. وراحت الدوحة تنفق الملايين من أجل خدمة تلك المخططات والمؤامرات. إرهاصات المخطط منذ انقلاب الشيخ حمد على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، بدأت السياسات القطرية تتشكل في اتجاه تبني المخططات التآمرية ضد أشقائها، وفي خطٍ متوازٍ مع ذلك كانت العلاقات القطرية مع إسرائيل آخذة في التطور، وهي العلاقات التي كان مهندسها حمد بن جاسم بن جبر، وكان العداء لمصر وقياداتها من قبل الجانب القطري واضحاً، فتلك الدولة الصغيرة «قطر» الهادفة إلى شغل مكانة أكبر على الساحة الإقليمية والدولية بشبكة تحالفاتها المشبوهة أدركت أن تلك الأهداف والأمنيات لن تتحقق إلا بإزاحة الشقيقة الكبرى والتآمر عليها وعلى جيشها، بقصد إرباك الدولة المصرية وإغراقها في المشكلات لتسهيل السيطرة عليها وتركيعها، وهي نفس السياسة التي يتبعها تنظيم الحمدين ضمن مخططاته وسياساته العدائية في المنطقة وخاصة ضد الدول الكبرى. وروى الكاتب المصري الراحل عبدالله نصار في إحدى مقالاته المعنونة بـ «نصر أكتوبر ولعبة قطر ومحنة سوريا»، شهادته على موقف كان شاهد عيان عليه وقع في الأردن، في لقاء على هامش مؤتمر دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأردن في العام 1996 تحدث حمد بن جاسم (وقد كان حينها وزيراً لخارجية قطر) عن العديد من الأمور من بينها «دور قطر في حرب أكتوبر»، واعتبر أن «قطر شريكة في هذا النصر». شهادة تلك الشهادة التي كتبها نصار قبل سنوات قليلة تكشف عن مدى الحقد الدفين الذي يكنه «تنظيم الحمدين» لمصر وجيشها، وهو الحقد الذي تُرجم عملياً بمخططات تخريبية بعد ذلك حاولت النيل بصورة مباشرة من الجيش المصري. يقول المعارض القطري الضابط السابق بالمخابرات القطرية علي الدهنيم: «المخطط القطري والعداء لشعب مصر من قبل نظام الحمدين بدأ عندما رفض نظام مبارك الاعتراف بالانقلاب الأبيض في قطر». ويضيف لـ«البيان»: اتضح ذلك الدور إزاء الجيش المصري بعد نجاح الإخوان ووصولهم إلى السلطة.. أول المخطط آنذاك كان الحصول على معلومات حساسة عن الجيش المصري مصنفة على أنها «سرية للغاية»؛ لكن المخطط بشكل كامل فشل بعد قيام ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بالإخوان. ويكشف الضابط السابق في المخابرات القطرية عن أن «كل المعلومات التي حصلت عليها قطر ذهبت نسخة منها إلى إسرائيل مقابل مليار ونصف مليار دولار.. كل المخطط كان من البداية بتنسيق مع إسرائيل». بعد ثورة يناير ويتحدث الدهنيم عن تبني الدوحة خطة متفقاً عليها تضمنت أن تكون حالة من الفوضى في المنطقة العربية وبخاصة في مصر، وساهمت الدوحة بكل ما أوتي لها من قوة في تنفيذ ذلك المخطط، ودعمت الجماعات المعارضة في بعض دول ما يسمى بـ«الربيع العربي» حتى بدأ يتحقق لها ما أرادت من خلال عمليات التمويل والدعم، وشغّلت قناة الجزيرة خدمة للمخطط. كما دعمت قطر وصول تنظيم الإخوان للحكم. ووفق ما كشفه القيادي المنشق عن تنظيم الإخوان الإرهابي المحامي ثروت الخرباوي لـ«البيان»، فإن المعلومات التي لديه تؤكد أن الدوحة موّلت الحملة الانتخابية لمرشح الإخوان محمد مرسي بنحو 100 مليون جنيه مصري، كما دعمت مرشحين آخرين يخدمون أجندات قطر. مخطط تفتيت ويؤكد رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق وأستاذ العلوم الاستراتيجية اللواء أركان حرب نصر سالم، لـ«البيان»: قطر تنفذ المطلوب منها من قبل الدول صاحبة المصلحة في تفتيت المنطقة ومنها إسرائيل، وتبنت مخططات من بينها محاولة تشويه وإضعاف جيش مصر، لأن من مصلحة تلك الجهات تشويه الجيش المصري الذي يمثل قوة الردع والأمن بالنسبة للأمن القومي المصري والوطن العربي كله، وبالتالي تمحورت المخططات القطرية حول محاولة تشويه الجيش ونشر الشائعات حوله والحصول على معلومات سرية عنه والتشكيك في وطنيته وقدراته، والمستفيد الأوحد من ذلك كله هي «إسرائيل» بحكم كونها الدولة التي تنفذ قطر مخططاتها في المنطقة، سواء بالدعم المادي أو الإعلامي. ويشير الخبير الاستراتيجي المصري اللواء جمال مظلوم (رئيس قسم الأمن الإنساني بكلية العلوم الاستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية سابقاً)، إلى أن قطر سعت إلى تشويه صورة الجيش المصري من خلال العديد من الادّعاءات والشائعات التي كانت تنشرها عبر قناة الجزيرة، من بينها الفيلم المسيء للجيش المصري الخاص بالمجندين، الذين احتوى على ادّعاءات وأكاذيب. مشدداً على أن ذلك كله يخدم مصالح إسرائيل، لأن إضعاف مصر وجيشها لا يصب إلا في مصلحة إسرائيل، وهذا ما كانت قطر تحاول القيام به. بعد 30 يونيو أفشلت ثورة 30 يونيو 2013 كل المخططات القطرية الهادفة إلى السيطرة على مصر وتطويعها لصالح المخططات التي تنفذها الدوحة بالوكالة عن تلك الدول التي ليس لها مصلحة في أمن واستقرار مصر، وأصبحت الألاعيب القطرية كما تنظيم الإخوان مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، فلم تجد سوى إعلان العداء الواضح والمباشر لمصر وإدارة ظهرها للإرادة الشعبية التي كانت لها كلمة الحسم ضد تنظيم الإخوان وبدعم ومساندة من القوات المسلحة المصرية. جن جنون الدوحة وأدركت أن ملياراتها لم تنجح في مصر، وأن سقوط الإخوان يعني سقوط الجزء الأكبر والأهم من المخطط وفشله، وعليه راحت مدفوعة برغبة محركيها كذلك تسخر قناة الجزيرة ووسائل الإعلام التي تمولها وتبث من تركيا ولندن من أجل تشويه القوات المسلحة المصرية ونشر الشائعات حولها والتقليل من دورها الوطني، فتبنت لفظ «انقلاب» لوصف ما حدث في مصر، ثم راحت تواصل تحريضها المباشر والمعلن ضد القوات المسلحة المصرية. أذرع الإرهاب في سياق مخطط ممنهج، أوعزت الدوحة لأذرعها الإرهابية بأن تنشط في مصر رداً على ثورة 30 يونيو، وشهدت الفترة التي تلت الثورة العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت القوات المسلحة المصرية في سيناء، وأثبتت التحقيقات الأصابع القطرية والتمويل لتلك العمليات. حتى جاء موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب كاشفاً بشكل علني عن الحقائق وعن الدور القطري في دعم وتمويل العناصر والكيانات الإرهابية المختلفة، والتي ارتكبت جملة من العمليات الإرهابية في مصر ضد القوات المسلحة.
مشاركة :