تكبدت الأسهم القطرية خسائر فادحة منذ بداية العام الجاري، لا سيما مع تضررها بشدة في الأشهر القليلة الماضية تحت وطأة استمرار المقاطعة المفروضة من قبل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر على الدوحة، بسبب دعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة. ووفق مسح لـ«البيان»، تراجعت أسهم 42 شركة مدرجة بنسب بين 43% إلى 5% منذ بداية العام الجاري، وذلك من بين 45 سهماً مدرجاً، بينما صعد سهما «الرعاية الطبية» و«الإسلامية القطرية» بنسب طفيفة. وبحسب المسح، فقدت 50% من الأسهم المدرجة أكثر من نصف إلى ربع قيمتها السوقية، وجاءت شركة «الملاحة القطرية» في صدارة الخاسرين بانخفاض قدره 42.68%، كما هبطت شركة «إعمال» بنسبة 40.21% و«مجموعة المستثمرين القطريين» بنسبة 40.17% و«الخليج الدولية للخدمات» بنسبة 39.87%. مليارات تتبخر وقال أيمن القصبي المحلل الاقتصادي لدى جلوبال للأسهم والسندات، إن البورصة القطرية كانت ضمن أبرز القطاعات الاقتصادية المتضررة بشكل حاد من الأزمة الدبلوماسية الحالية بعد تبخر مليارات الريالات لتقترب من خسارتها من ربع قيمتها السوقية، وربما أكثر إذا استمر الوضع على حاله حتى نهاية العام. وأضاف القصبي لـ«البيان»، أن تأخر الدوحة في الاستجابة لمطالب الأشقاء العرب سيزيد من خسائر الأسهم القطرية يوماً بعد يوم؛ بالتزامن مع انحسار السيولة وهبوط الأسهم لمستويات لم تعهدها منذ الأزمة المالية التي ضربت العالم في 2008. وأوضح القصبي، أن الخسائر التي حققتها البورصة القطرية منذ بداية الأزمة تعد مؤشراً على المخاوف التي تنتاب المستثمرين في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها الدوحة حالياً بسبب إصرارها على مواقفها الداعمة للإرهاب. وأشار القصبي إلى أن جميع الشركات المقيدة في بورصة قطر تضررت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وسيظهر ذلك جلياً في نتائج الربع الثالث والربع الرابع الذي من المتوقع أن يشهد تراجعاً ملحوظاً خصوصاً في القطاع المصرفي والعقاري والسلعي والخدمي. وأضاف القصبي، أن الشركات العقارية مثل «بروة» و«مزايا» ستشهد بلا شك تراجعاً ملحوظاً في المبيعات من جراء الأزمة الاقتصادية الحالية التي تشهدها قطر مع انخفاض مستويات السيولة وفي ظل المخاوف من تفاقم حدة الخلاف. ووفق المسح، هبط سهم «إزدان القابضة» بنسبة 37.79% وتراجع سهم «بنك قطر الأول» بنسبة 36.31% و«مزايا قطر» بنسبة 34.23% و«قطر للتأمين» بنسبة 32.2% و«ناقلات» بنسبة 32.01% و«المتحدة للتنمية» بنسبة 31.72%. توقف المشاريع ولفت القصبي إلى أن جميع المشاريع العقارية تكاد تكون متوقفة، خصوصاً وأن معظم مواد البناء كان يتم استيرادها من المملكة السعودية فضلاً عن وجود حالة ترقب كبيرة داخل السوق من ناحية المستثمر الأجنبي انتظاراً لما ستسفر عنه الأوضاع. وبين القصبي أن البنوك القطرية تعيش أيضاً فترات صعبة مع إقدام كبرى المؤسسات العالمية على خفض التصنيفات الائتمانية، ووقف بنوك عالمية كبرى التعامل بالريال القطري، فضلاً عن المخاوف من إقدام دول مجلس التعاون على سحب ودائعها من مصارف الدوحة. وقال الخبير الاقتصادي أيمن القصبي، إن الشركات العاملة في قطاع البضائع والخدمات الاستهلاكية مثل «ودام الغذائية» تعاني أيضاً من أوضاع صعبة خصوصاً مع زيادة إنفاقهم على استيراد المنتجات الغذائية، نتيجة إغلاق المنفذ الحدودي البري مع السعودية، وارتفاع كُلفة الشحن البحري والجوي، عقب إغلاق دول المقاطعة أجواءها أمام الخطوط القطرية، وكذلك إغلاق الموانئ أمام السفن القطرية.
مشاركة :