هل يستعيد ترامب "أميركا أولا" بعد منتصف أكتوبر بقلم: حامد الكيلاني

  • 10/12/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ممارسات إيرانية بلا حدود لا تقف في طريقها أيديولوجيا مختلفة أو مذهب أو توجهات قومية. النظام الإيراني عجلة إرهاب تم تصميمها لغايات عقائدية خاصة ضمن حركة واسعة من الفوضى.العرب حامد الكيلاني [نُشر في 2017/10/12، العدد: 10779، ص(9)] محمد علي جعفري قائد قوات الحرس الثوري الإيراني حذر الولايات المتحدة الأميركية في خطوة استباقية لدخول الإستراتيجية الأميركية حيز التنفيذ تجاه الملف النووي وتوقعات إعادة تفعيل العقوبات وإدراج الحرس الثوري على قائمة الجماعات الإرهابية. تحذيرات مشابهة من وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ارتقت إلى سقف تهديدات برد قوي لن تنساه أميركا أبدا. مستشار المرشد للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي ذكر العالم بأنه لولا الحرس الثوري لسقطت سوريا والعراق تحت سيطرة داعش. الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ خطابه في الأمم المتحدة، ثم اتخاذه قرارا لم يصرح به يتعلق بموقف الإدارة الأميركية من الاتفاق النووي والحد من الإرهاب الإيراني؛ كأنه يحاول استدراج القيادات الإيرانية لردود فعل فاضحة أسفرت عن قراءات مختلفة للمشروع الإيراني في الشرق الأوسط، وأعطت مؤشرات لسياسة إيران الداخلية وخطوات التصعيد المحتملة. الأيام الفاصلة بين خطاب ترامب وجلسة الكونغرس في منتصف أكتوبر الحالي كانت خارج الحسابات السياسية. فترة انتظار وقلق وفقدان أعصاب للقيادة الإيرانية بسيناريو محكم وعلى طريقة الترقب الذي قد يتمخض عن حدث مؤثر ومفصلي أو ينتهي إلى سلسلة من المداخلات تشكل في النهاية ذات الحدث. أي أننا بصدد مرحلة عملية لتطويق أخطاء السياسات الأميركية السابقة أولا، ومعالجة نتائجها وما أدت إليه من تسويق لمنتجات الإرهاب الإيراني دون رادع من قوانين المجتمع الدولي ثانيا. ترامب يصف هذا الفاصل الزمني القصير بالهدوء الذي يسبق العاصفة. العاصفة تعني أنها لن تترك الأمور كما كانت على سابق عهدها. بهذا المنطق الصادر من رئيس دولة عظمى لا يمكن في ظل مخاطر الصراخ النووي لكوريا الشمالية أن تتجاوز عاصفة ترامب حجم التداول والتعاون بين إيران وبيونغ يانغ في البحث وتجارب الصواريخ الباليستية أو الأسلحة الأخرى. نحن أمام اختبار لا لإمكانات إيران التسليحية ومدى استجابتها لتنفيذ ما توعدت به من تهديدات، بل بصدد هيبة الدولة العظمى وقدرتها على تنفيذ ردعها سياسيا وعلى مستوى اتخاذ القرارات الحاسمة وتطبيقها دوليا بدعم من قوة عسكرية هائلة وميزانية أمنية استثنائية أشاد بها الرئيس الأميركي وسخر لها منذ توليه إدارة البيت الأبيض قادة على دراية بالفشل الإستراتيجي لسياسات إدارتي الرئيس الأميركي جورج بوش الابن والرئيس باراك أوباما اللتين استغرقتا 16 سنة من بينها 14 سنة تم فيها تحويل العراق إلى دولة دون سيادة تحت وصايا إيرانية مطلقة. الحرس الثوري وفيلق القدس تم تصنيفهما سابقا كمنظمات إرهابية لكنه تصنيف مهمش لضياع الإرادات الدولية وانتهازية مصالح السياسة والاقتصاد للدول الموقعة على الاتفاق النووي وأولهم إدارة أوباما التي اجتهدت في ترديد مقولة إن أميركا دولة عظمى وليست منظمة صليب أحمر، في تلاعب لفظي لتلافي الحرج بسبب ترك دول كالعراق وسوريا إلى مصيرهما الدامي في الإبادات والتهجير والإرهاب عندما سلمت أميركا البلدين إلى إيران. قائد قوات الحرس الثوري أنذر القوات الأميركية لنقل قواعدها لمسافة 1000 كم عن الحدود الإيرانية، إذا فكرت الإدارة الأميركية في فرض عقوبات على الحرس الثوري أو حدت من تجارب صواريخه الباليستية. كان ذلك في يوليو الماضي. التهديد الجديد الذي أطلقه محمد علي جعفري جاء في فترة انتظار رد الفعل الأميركي على الملف النووي واختبارات إيران لصواريخها، مع إنذار جديد للقوات الأميركية لنقل قواعدها مجددا إلى مسافة أخرى تتجاوز 2000 كم. الحسابات الإيرانية للمسافات التي يجب على القوات الأميركية الانسحاب إليها مع قواعدها بما فيها من وضوح عن مديات التطور السريع للصواريخ الإيرانية إلا أنها تظل للاستهلاك المحلي وعلى مقربة من سياساتها في التشبث بالدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق تحسبا لمخاطر العقوبات الاقتصادية وآثارها في تفاقم أزمة نظام الملالي. الحرس الثوري كما يقول قائده سيعامِل الولايات المتحدة بالمقابل كمنظمة إرهابية مثل داعش، ومستشار خامنئي يتبجح أنه لولا إيران لسقطت بغداد ودمشق في قبضة داعش وعملاء أميركا. ورغم أننا نحاول أن نضبط إيقاع التصريحات، لكن كيف تنسجم هذه التصريحات مع الوجود الروسي في سوريا الذي أوقف انهيار النظام بوجود إيران. داعش لم يعد أحد يهضم عدم تخادمه مع المشروع الإيراني إن في إيواء القيادات أو الصفقات أو الدعم المالي أو إطلاقهم في توقيتات مناسبة لجني أرباح الأزمات. ممارسات إيرانية بلا حدود لا تقف في طريقها أيديولوجيا مختلفة أو مذهب أو توجهات قومية. النظام الإيراني عجلة إرهاب تم تصميمها لغايات عقائدية خاصة ضمن حركة واسعة من الفوضى. الأميركان سيتم التعامل معهم كدواعش مِن قبل مَن؟ ما هي ساحة الصراع؟ إيران تعود إلى حروب الإنابة وأذرع الحرس الثوري تستجيب قطعا لأوامر ووصايا المرشد. الصعود أو التصعيد إلى الهاوية خطاب لم يعد لأغراض تقليم أظافر الاستفتاء الكردي، بل تعداه إلى حلف ثلاثي في الإعلام بين إيران وتركيا والعراق وفي الحقيقة هو حلف ثنائي بين تركيا وإيران. من يعني مستشار المرشد علي أكبر ولايتي بعملاء أميركا في بغداد، حزب الدعوة أم كتلة القانون أم التحالف الوطني؟ هؤلاء هم مَن يتحكمون بالعراق. فإذا كان المقصود تبرئتهم من العمالة لأميركا فذلك لا يتفق مع التاريخ القريب لفضائل الاحتلال الأميركي الذي أوصلهم إلى الحكم. وإذا كان ما عناه المستشار هو الجمع بين داعش والأميركان في خلطة سرية، فالخلطة العلنية بين إيران وداعش لتدمير المدن واستباحتها ستوفر مبررا عقلانيا لتتعامل أميركا مع الحرس الثوري الإيراني وميليشياته كدواعش وهم فعلا دواعش لكن بإمكانات دولة مثل إيران. نوري المالكي زعيم حزب الدعوة المتحكم بالعراق مع الحشد الشعبي هم أدوات الحرس الثوري سياسيا وعقائديا وعسكريا، أي إنهم خط إنتاج صريح للمشروع الإيراني. أما حيدر العبادي فهو بخطوط إنتاج سياسية متعددة بحكم وظيفته كرئيس وزراء العراق وقائد عام للقوات المسلحة، لكنه في ذات الخط من جهة الحزام الناقل للمشروع الإيراني، لذلك تتسيد الميليشيات الإيرانية الموقف الآن في العراق. لكن السؤال يبقى قائما: حكام العراق لمن عمالتهم؟ كاتب عراقيحامد الكيلاني

مشاركة :