الصحة العالمية تحذر من تزايد معدلات البدانة بين الأطفالدقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن تفاقم الأرقام والإحصائيات حول بدانة الأطفال والمراهقين في كل دول العالم، منخفضة الدخل وحتى ذات الدخل المرتفع. وعزت الهيئات الصحية هذا التزايد إلى عوامل كثيرة من أهمها قلة النشاط والخمول والميل إلى تناول الأكلات السريعة التي يقل ثمنها عن الأغذية الصحية، علاوة على مذاقاتها المغرية للناشئين.العرب [نُشر في 2017/10/12، العدد: 10779، ص(17)]البدانة في الصغر تهيئ الجسم لاستقبال الأمراض مبكرا جنيف- أكدت منظمة الصحة العالمية تزايد معدلات السِمنة بين الأطفال في العقود الأربعة الماضية بأكثر من عشرة أضعاف. وقالت المنظمة في تقريرها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة البدانة والذي يوافق الحادي عشر من أكتوبر من كل عام إنه بينما بلغ عدد الأطفال والناشئة في سن 5 إلى 19 عاما المصابين بالبدانة نحو 11 مليون شخص عام 1975 فإن هذا العدد ارتفع العام الماضي إلى 124 مليون طفل وشاب. وأجريت الدراسة بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية وكلية لندن الملكية للطب ونشرت نتائجها في مجلة “لانسيت” العلمية. وجاء في الدراسة أن 123 مليون طفل آخر لهم وزن زائد. وعزا معدو الدراسة نسبة 90 بالمئة من هذه الزيادة إلى تزايد البدانة بين الأطفال بشكل عام، في حين أرجعوا 10 بالمئة منها إلى تزايد أعداد السكان حسب ما أوضح ماجد الذاتي، كبير الباحثين الذين أعدوا الدراسة من الكلية الملكية في لندن. وقال الباحثون إنه على الرغم من أن أعداد البدناء في الدول ذات الدخل المرتفع لم تستمر في الزيادة إلا أنها ظلت ثابتة عند مستوى مرتفع. وقال الباحثون إن تزايد أعداد البدناء في الدول الأكثر فقرا والدول ذات الدخل المتوسط -ومن بينها الصين والهند- والكثافة السكانية المرتفعة مثير للقلق. وأشار الباحثون إلى تزايد أعداد الأطفال على مستوى العالم بشكل عام مقارنة بها قبل 40 سنة بسبب الزيادة السكانية عالميا ولكنهم أكدوا أن ذلك لا يخفي حقيقة تزايد نسبة البدانة بين أطفال العالم حيث كانت نسبة السمنة بين أطفال العالم وناشئته أقل من 1 بالمئة عام 1975 في حين وصلت نسبة البدانة بينهم اليوم إلى 6 بالمئة تقريبا بين الفتيات ونحو 8 بالمئة بين الذكور “وهو معدل تغير صادم”، حسب فيونا بول من منظمة الصحة العالمية في جنيف. وأكد الباحثون أن الدعايات المروجة للوجبات السريعة غير الصحية وارتفاع أسعار الأغذية الصحية وقلة الحركة هي عوامل تساعد على تزايد السمنة بين الأطفال والناشئة. وشددت المنظمة على ضرورة أن توعي المنظمات المعنية في جميع أنحاء العالم الأسر بشكل أفضل بشأن التغذية الصحية وتحفيز الأمهات الصغيرات على تغذية أولادهن بالرضاعة فقط لمدة ستة أشهر على الأقل. وقال الذاتي إن إصابة شخص بالسمنة المفرطة في سن 60 عاما تعني أن وزنه زاد بالفعل عندما كان عمره نحو 20 عاما تقريبا، موضحا أنه كلما زادت أوزان الناس عن المتوسط الأمثل عانوا من مشاكل صحية أكثر مثل الإصابة بمرض السكري أو السرطان أو السكتات الدماغية. يعرَّف الوزن الزائد والسمنة بأنهما تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يلحق الضرر بالصحة. وثمة صلة بين السمنة والوفيات في العالم أكبر من الصلة بين نقص الوزن والوفيات. ويزيد عدد المصابين بالسمنة في العالم على عدد ناقصي الوزن، ويحدث ذلك في كل مكان باستثناء منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا.124 مليون طفل وشاب مصابون بالبدانة عام 2016 بعدما كانوا 11 مليونا في 1975 وأشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن زيادة مؤشر كتلة الجسم تعتبر عاملاً رئيسياً من عوامل الخطر فيما يتعلق بالأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية (النوبات القلبية والسكتات الدماغية في المقام الأول) التي كانت السبب الرئيسي للوفاة في عام 2012، وداء السكري والاضطرابات العضلية الهيكلية (وخصوصاً الفُصال العظمي، وهو مرض تنكسي يصيب المفاصل ويسبّب العجز إلى حد بعيد) وبعض أنواع مرض السرطان (سرطان الغشاء المبطن للرحم وسرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان البروستاتا وسرطان المرارة وسرطان الكلى وسرطان القولون). وتزيد مخاطر الإصابة بهذه الأمراض غير السارية مع زيادة مؤشر كتلة الجسم. وأكدت الهيئات الصحية وجود صلة بين سمنة الأطفال وزيادة احتمال الإصابة بالسمنة والوفاة المبكرة والعجز بين البالغين. ولكن بالإضافة إلى زيادة المخاطر المستقبلية يعاني الأطفال المصابون بالسمنة من صعوبات في التنفس وتزداد مخاطر إصابتهم بالكسور وضغط الدم المفرط، وهو من العلامات المبكرة لأمراض القلب والأوعية الدموية، ومقاومة الأنسولين والآثار النفسية. وأوضحت المنظمة العالمية أنه يمكن، إلى حد بعيد، الوقاية من زيادة الوزن والسمنة ومن الأمراض غير السارية المرتبطة بهما. وتلعب البيئات والمجتمعات المحلية الداعمة دوراً رئيسياً في تحديد معالم اختيارات الناس، وذلك باختيار أغذية صحية أكثر، وممارسة النشاط البدني بانتظام، باعتباره الاختيار الأسهل (وهو الخيار الأكثر إتاحة وتوفراً والأيسر تكلفة)، مما يساهم في الوقاية من الوزن الزائد والسمنة. ويوصي الأطباء الأسر بأن تعمل على الحد من مدخول أطفالها من إجمالي الدهون والسكريات وأن تزيد استهلاكهم للفاكهة والخضروات، وكذلك البقوليات والحبوب غير المنخولة والجوز والبندق وأن تحثهم على ممارسة النشاط البدني بانتظام (60 دقيقة للأطفال في اليوم و150 دقيقة للبالغين على مدى الأسبوع). جدير بالذكر أن جمعية الصحة العالمية رحبت، عام 2016، بتقرير اللجنة المعنية بالقضاء على سمنة الأطفال، وبتوصياتها الست من أجل معالجة البيئات المسببة للسمنة.
مشاركة :