عبد الرحمن الشبيلي.. إعلامي حتى النخاع

  • 10/12/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حمزة عليان – القبس الالكترونى : – أهمية عبد الرحمن الشبيلي، انه استبدل بـ«الوظيفة» البحث والتأليف، فأنتج كتباً وسيراً ذاتية وتوثيقية تجاوزت الخمسين كتاباً، كما له في المطابع عدة كتب يشرف عليها ويراجعها ويصدرها على حسابه الشخصي، ولذلك وقع الاختيار عليه ليكون «وجها في الاحداث». – كان تكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين، وتسليمه وسام الملك عبدالعزيز من قبل سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في «مهرجان الجنادرية 31» محط انظار الباحثين والاعلاميين، نظراً لما عرف عنه من مثابرة بالتأليف ومسيرة اعلامية رفدت حياته بسمات اعطته صفة المؤسسين الاوائل. – ينتمي لاسرة «الشبالا»، كما يقول عنهم اهل القصيم، ويقصدون اسم الشبيلي، والذين لهم حضور بارز منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، فقد عملوا في الديوان الملكي، وفي السفارات السعودية، والجيش، ومارسوا العمل التجاري، وربما كان اسم «عميد السفراء» المرحوم السفير محمد الحمد الشبيلي من اكثرهم شهرة ومعرفة، والذي قام عبدالرحمن الشبيلي بإصدار كتاب عنه افرد فيه لعطاءاته وتاريخه. – أجمع من كتب عنه، لا سيما الملف الذي أعدَّه مركز الشيخ حمد الجاسر، على ان تقاعده عن كرسي العمل لم يقطعه عن العمل الثقافي والعلمي الذي أحبه، بل زاده نشاطاً علمياً، حيث قدم مؤلفات في سنوات ما بعد التقاعد ما لم يكتبه وينجزه طوال سنوات عمله. – أغدق عليه موقع الدكتور محمد بن عبدالله المشوح أجمل الصفات وأميزها، فالأخلاق العالية والسمت الراقي أول ما تلحظه في شخصيته، فهو كما يصفه د. ناصر الحجيلان: لطيف المعشر، عفيف اللسان، رشيق الدعابة، حاضر البديهة، أنيق في حديثه، دقيق في كتاباته. – صحيفة عكاظ وصفته بأنه أول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراه في الإعلام، إضافة إلى اتقانه اللغتين الإنكليزية والفرنسية، فقد توجه مهرجان الجنادرية برجل الإعلام الرسمي والتأسيس لمنصات التنوير والترفيه، بدءاً من إذاعة وتلفزيون الرياض، وانتهاءاً بمنصب الوكيل في وزارة الإعلام. – خبرته في العمل التلفزيوني والإذاعي سمحت له بالقول انه قبل 1980 كانت مساحة البرامج الموسيقية، والمتواجدة فيها المرأة أوسع بكثير من الآن، الا انه بعد قضية جهيمان، تغير الوضع وأصبحت هناك حدود في ظهورها، وكذلك منع البرامج الموسيقية، وأضاف ان بدء البث التلفزيوني في الشرق الأوسط انطلق من القاعدة الأميركية بالظهران عام 1956، ثم عن طريق أرامكو. – امتهن ثلاثة من المواقع والأعمال، وفي فترات زمنية متساوية، هي الإعلام، والتعليم العالي، والشورى، لكن أكثر تلك الأعمال التي أخذت منه جهداً هي الإعلام، فقد كان من دعاة تحويل الإذاعة والتلفزيون، ووكالة الأنباء إلى مؤسسات عامة، لكنه تراجع عن تلك الدعوة بعد عشر سنوات، لسبب بسيط، وهو ان تلك المؤسسات فقدت ميزتها، وهي المرونة. – ساهم بإيجاد صيغة جديدة على صعيد المؤسسات الصحافية، مفادها فصل التحرير عن هيمنة الإدارة وسطوة الإعلان، وذلك من خلال إنشاء مجلس أمناء لمطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر التي تصدر نحو عشرين مطبوعة، بل تطورت تلك الفلسفة، بجعل كل قطاع تمثله شركة مستقلة (التحرير، الإعلان، الطباعة، التوزيع). هادئ.. حتى الصمت قدمه الدكتور ابراهيم التركي في ندوة اقيمت في الرياض خصيصاً للشخصيات المكرمة في الجنادرية، حيث قال: جادٌّ حد الصرامة، وهادئ حتى الصمت، يحكي -وهو الاذاعي الجهير- فلا يكاد يبين؛ لا يعلو صوته على احد، ولا يقاطع أحداً ويمرر ما يقينه انه غير دقيق، كي لا يجرح شعور سواه، وربما تحدث الجالسون في تخصصه فشرقوا وغربوا وبقي هو في صمته الجميل متابعاً، مبتسماً: فإن اتيحت له سانحة أفضى بما لديه إضافة وإضاءة وتصحيحاً، ملهماً سواه درساً من دروس اللباقة واللياقة. تربته مثلما تربيته تحكمتا في مساره وما تزالان تسيّران حياته، فقد ولد ونشأ وتعلم حتى أنهى المرحلة الثانوية في مدينة عنيزة التي تتمثل فيها السيمياء الثقافية، كأبرز مكوناتها، كما تجذر من أسرة كريمة ذات حضور كبير علمياً وتجارياً ووظيفياً، فأثرى هذان العاملان حياته الشخصية من حيث سلوكه وتميزه العلمي وإنجازاته البحثية ومداراته العملية. عشر مقابر مارس الكتابة منذ الصغر، في جريدة أخبار الظهران الصادرة في الدمام عام 1956، وهي اول صحيفة تصدر في المنطقة الشرقية، وأول مقال له كان بعنوان «مقابر عنيزة»، وفيه يقول انه شاهد مقابر في مدن المملكة بالذات مدن القصيم، وان في عنيزة ما يزيد على عشر مقابر. البدايات من الكويت يذكر في حديث صحافي له ايفاده إلى ثلاث دول ليطلع فيها على تجاربها، قبل أن يلتحق بالتلفزيون السعودي، مديرا عاما له، وكانت اول دولة يتوجه إليها هي الكويت، وهنا تلقى أول جديات العمل التلفزيوني، بالتعاون مع زميله، واستاذه محمد السنعوسي، والمرحوم رضا الفيلي. خان الشبيلي في البصرة تاريخ الاسرة في العمل التجاري له امتدادات وصلت الى البصرة، حيث كان لهم خان تجاري باسمهم، ومنهم حمد الحماد الشبيلي، احد وكلاء الملك عبدالعزيز، والذي تزوج اثنتين من نساء الاسرة، هن لولوة بنت محمد الناصر الشبيلي، ونورة الناصر الشبيلي. الوفاء للكبار هو من ندماء وتلاميذ الشيخ حمد الجاسر ومن الذين بادروا مبكراً بإقامة مركز ثقافي يحمل اسم هذا العلامة، وكذلك اقامة مركز الشيخ عبدالله بن خميس، والشيخ محمد بن ناصر العبودي. مواقع علمية وإعلامية ابتدأ عمله مذيعاً، فمسؤولا بارزا في الاذاعة والتلفزيون. وترقى حتى صار مديراً عاماً للتلفزيون، ووكيلا مساعدا لوزارة الاعلام لشؤون التلفزيون، فوكيلا لوزارة التعليم العالي، وامينا للمجلس الاعلى للجامعات، ثم عضوا في مجلس الشورى ثلاث فترات متتالية، وعضوا في المجلس الاعلى للإعلام حتى الغائه، عدا مواقعه العملية المهمة، حين رأس مجلس ادارة مؤسسة الجزيرة الصحافية، والمجلس الاستشاري للشركة السعودية للابحاث والتسويق، وعضويته في مجلس امناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر، ومنتدى بامحسون، والجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة، وجمعية عبدالرحمن السديري في الجوف، ومركزه الثقافي بالغاط، والجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، ومشاركته في مؤسسة البابطين وغيرها. عطاءات فكرية تناوله د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي في مقالة ثرية وموسوعية، ذكر فيها ان كتابه الاول كان بحثا عن «اعلام افضل»، والثاني عن والده الشيخ صالح العبدالله الشبيلي، والثالث عن السفير الوجيه محمد الحمد الشبيلي، وتوالت كتبه حتى وصلت الى الخمسين، معظمها في سير الكبار، وتأريخ حيواتهم وعطاءاتهم، مع الاهتمام بالمنزوين منهم، كما في كتابه المهم «أعلام بلا إعلام». وكثيرا ما سعى الى عقد منتديات لتكريم من يرى لهم حق الريادة، مثلما يتطوع للمبادرة بالحديث عنهم كتابةً والقاءً. السيرة الذاتية • عبدالرحمن صالح الشبيلي. • ولد في عُنيزة بالقصيم عام 1944. • حاصل على ليسانس لغة عربية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1963، وبكالوريوس آداب 1965، وماجستير الإعلام، جامعة كانساس 1968، ودكتوراه الإعلام، جامعة أوهايو 1971. • أسهم في تأسيس إذاعة وتلفزيون الرياض 1965. • تولى منصب مدير عام التلفزيون، فوكيل وزارة التعليم العالي، وأمين عام المجلس الأعلى للجامعات. • عضو في المجلس الأعلى للإعلام ومجلس الشورى. • رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة الصحافية، ومجلس أمناء الشركة السعودية للأبحاث والنشر. • نال جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لبحوث الجزيرة العربية 2014، ووسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى (الجنادرية 31) 2017. • أصدر 55 كتاباً ومحاضرة مطبوعة في الإعلام والسير والتراجم. • متزوج، وله ابن وبنتان، وثمانية أحفاد.

مشاركة :