أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ان الامارة واجهت في مشروعها الثقافي الرائد العديد من العوائق التي شكلت حافزاً مهماً لتحديها والوصول للمستوى الثقافي المنشود ودافعاً لتقديم المزيد من العطاء والجهد الثقافي البناء. وقال سموه خلال لقائه صباح أمس برؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام الوطنية في جناح هيئة الشارقة للكتاب المشارك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب" هناك الكثير من العوائق والصعوبات التي واجهت إمارة الشارقة في مشروعها الثقافي الرائد منذ بدايته إلى وقتنا الحالي وحصولها على العديد من الإنجازات والألقاب الثقافية حيث أن هذه العوائق شكلت حافزاً مهماً لتحديها والوصول للمستوى الثقافي المنشود ".وأضاف سموه أن كل نفس قد تكل أو تمل مع وجود التحديات والصعوبات والصدمات خصوصاً في ما يتعلق بمشروع ثقافي كبير كالذي عملت ولاتزال تعمل عليه الشارقة، ولكن استثمرت هذه العوائق لتكون دافعاً لتقديم المزيد من العطاء والجهد الثقافي البناء.وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن حصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 جاء تقديراً لاهتمام الشارقة بالكتاب واعتباره أساساً للعملية المعرفية والعلمية والثقافية "فالرجاء أن يكون هذا الكتاب رسولاً للجميع ليس لدولة الامارات العربية المتحدة فحسب بل للأمة العربية والاسلامية".وتناول سموه خلال حديثه التركيز الذي أولاه في مشروعه الثقافي لتأسيس الأجيال على المعرفة الصحيحة والعلم النافع، موضحاً سموه أن أفضل ما يواجه به الموجات الظلامية والمتطرفة هو التأسيس والتربية الصحيحة منذ الصغر من خلال الاحتواء، والطرق التربوية السليمة والاستمرارية معه حتى يصل إلى المرحلة الجامعية وهذا التأسيس يجعل من الفرد متعلماً حتى لو ترك في موقفٍ ما يكون باستطاعته التفكير واتخاذ المناسب.وأشار سموه إلى أن إمارة الشارقة بمؤسساتها تعمل مع الفرد منذ صغره من خلال الحضانات التي تضم المعلمات المؤهلات علمياً ومهنياً للعناية بالطفل والنظام المتبع المجهز وفق أفضل الطرق الصحية والتربوية حتى في منع الرضاعة غير الطبيعية مما يسهم في تقديم الرعاية الصحيحة لهذا الطفل، وتعمل مراكز الأطفال وناشئة الشارقة وسجايا فتيات الشارقة على رعاية النشء وتطوير مهاراته العلمية والمعرفية والإبداعية والشخصية مستدلاً سموه بالعديد من المواقف التي أثبتت الانعكاس الإيجابي على المنتسبين لهذه المؤسسات من خلال الثقة بالنفس والانطلاق في مختلف المجالات بتميز وإبداع. وأوضح سموه أن جميع هذه المؤسسات تمت إعادة النظر فيها للبدء من جديد بشكل متطور ومتقدم وبالاستفادة من تجربتها خلال السنوات الماضية.وحول جهود سموه الثقافية في مختلف أقطار الوطن العربي أوضح أن هذا العمل يمثل لسموه جهاداً واجتهاداً فالنظر إلى الهجمة الكبيرة يجعله يشتد ضراوة للعمل حاملاً جناحي العروبة والإسلام بعمل واضح وصريح لا يوجد به ما هو مخبأ، مشيراً سموه إلى أن الرجوع إلى الإيمان الصحيح هو الحل لمواجهة ما يحدث مما يسهم في استقرار النفس واقتناعها والقدرة على إنتاج المعرفة والفكر الصحيح.وبين سموه أهمية المشاركات الثقافية في مختلف المعارض الدولية التي تشكل أداة للتواصل مع الثقافات الأجنبية والتحاور معها ونقل المخزون الثقافي والأدبي والعلمي الرائد للأمة العربية والإسلامية إلى مختلف الحضارات والدول والاستفادة من التجارب العالمية.وحول التأثير الإعلامي أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن هناك مشكلة في الوسائل الإعلامية سواء الصحافة أو التلفزيون أو الإذاعة وذلك بدخول المال عليها فهنالك من يستخدم الوسيلة الإعلامية كغاية للمال فيعرض ما هو غير صالح من أجل كسب المشاهدة والحصول على إعلانات تجارية من دون الالتفات للأثر السلبي لما يعرض مما أوصل وسائل الإعلام إلى كثير من التبجح.وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة ضرورة دعم وتطوير الأدباء والكتاب والرسامين وغيرهم من المختصين في المجالات الثقافية للوصول بالإنتاج الثقافي إلى مستوى عال كماً وكيفاً والوصول إلى اللب المركزي للعمل الثقافي والمشاركة في صنع القرار، مشيراً سموه إلى أن المبادرات الثقافية التي تقوم بها إمارة الشارقة في أقطار الوطن العربي تعمل على إعادة الثقة ودعم المثقفين الذين انزووا لقلة الرعاية والاهتمام والتقدير وللحفاظ على مخزونهم الفكري المعتدل وتطويره بالإضافة إلى وجود برنامج للأطفال لتنشئة جيل من الأدباء والشعراء والمثقفين ممن سيعملون على تطوير بلدانهم.وأوضح سموه خلال حديثه أن أهم ظواهر الثقافة التي توجد في بعض الدول الأوروبية مكوناتها الثقافية من يصرف عليها ليست الحكومات وإنما الجهات ذات الربح التي تخصص من دخلها جزءاً للمؤسسات الثقافية وهذا أمر مهم ولكن التبرع والدعم في المجتمع يحتاج إلى توجيه.كما تطرق صاحب السمو حاكم الشارقة خلال حديثه إلى أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية موضحاً سموه أن الأداء هنا في التمثيل والرقص والاستعراض والغناء أو النشيد والذي سيلاحظ خلال عرض افتتاح الأكاديمية الذي سيكون عملاً مسرحياً من تأليف سموه.وبين سموه أن الأكاديمية الفنية الأدائية ليست تجريدية، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي المتخصصة في الجانب الأدائي فقط وجاء الاختيار على احدى أكاديميات الفنون المتخصصة لإعداد المنهج العلمي وذلك بعد دراسة عدد من الأكاديميات المشابهة.ونوه سموه الى ان العمل المسرحي المقرر عرضه لسموه خلال افتتاح الأكاديمية يتناول القرآن المبجل والنور الذي يلتف عليه الناس ليمثل المرجعية الصحيحة التي بمجرد الابتعاد عنها ينجر الناس إلى ملهيات الحياة والانحدار والظلام وتواكب الأعداء الذين لا يمكن مواجهتهم إلا بالرجوع إلى النور الحقيقي وهو القرآن الكريم".واشار الى التطور الكبير الذي وصل إليه معرض الشارقة الدولي للكتاب حيث بدأ بقلة وعي واقبال حتى بلغ المستوى العالمي في وقتنا الحالي، موضحاً سموه الحرص على طرح العلوم والمعارف ضمن المعرض للجميع حيث توفر الاصدارات والكتب الجديدة، بالإضافة إلى الدوريات التي قد تصل إلى عدة عقود سابقة ولكنها تضم علوما معرفية وعلمية مفيدة.وحول مؤلفات سموه القادمة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب أوضح سموه أنه سيتضمن أربعة اصدارات أولها مساجلات شعرية للشيخ سلطان بن صقر القاسمي، والثاني فهو كتاب "سيرة مدينة" بعد إضافة عدد من الفصول ليصبح 17 فصلاً، أما الثالث فيحمل اسم "رحلة بالغة الأهمية" ويتضمن مخطوطات هامة تمس المنطقة محققة باللغة البرتغالية والانجليزية والعربية، أما الكتاب الرابع فهو "إني أدين" والذي يضم 9 رسائل للملك تثبت ما تعرض له المسلمون في الأندلس من معاملة سيئة.حضر اللقاء سعادة منصور ابراهيم المنصوري مدير عام المجلس الوطني للاعلام وسعادة علي الأحمد سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وسعادة عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وسعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب،وسعادة محمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة انباء الامارات وسعادة عبدالعزيز تريم مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام اتصالات المناطق الشمالية، وسعادة محمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام وعدد من رؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام الإماراتية.
مشاركة :