اتهم المحقق الخاص المكلف بالتحقيق في أداء السلطات في قضية منفذ اعتداء برلين، التونسي أنيس عامري، بالفشل الصارخ، ذاهباً إلى أنه كان هناك "احتمالية كبيرة" لإمكانية إلقاء القبض على عامري قبل تنفيذه فعلته. ذكر الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" الألمانية أن المحامي العام الاتحادي السابق والمحقق الخاص في أداء السلطات فيما يخص هجوم برلين الإرهابي، يوست برونو، قدم اليوم الخميس (12 تشرين الأول/أكتوبر 2017) تقريره لحكومة ولاية برلين. وجاء في التقرير الذي نشره موقع شبيغل اونلاين، المؤلف من 72 صفحة واستغرق العمل عليه نصف سنة، أن إمكانية إلقاء القبض على عامري في صيف أو خريف 2016 كانت موجودة وبـ"احتمالية كبيرة"، لو قامت آنذاك الشرطة والادعاء العام بعملهما على الوجه الصحيح. وأضاف التقرير، حسب "شبيغل أونلاين"، أن عمل السلطات كان "غير مهني" و"ليس على المستوى المطلوب" و"متأخر" "وغير كامل" ومليء بالأخطاء". وأشار المحقق في تقريره، الذي اعتمد على دراسة ملفات القضية واستجواب المعنيين بالأمر، إلى أن نشاطات عامري "الإسلامية" ربما لم تكن تكفي وحدها لإيداعه السجن، غير أن إتجاره بالمخدرات كان فرصة ثمينة للقبض عليه. ولكن الارتباك الذي حصل في الأمر بين كل من الشرطة والقضاء فوّت تلك الفرصة. كما أكد المحقق الشكوك بأن "مكتب مكافحة الجريمة" في ولاية برلين تلاعب بملف عامري بعد ارتكابه الاعتداء، وذلك بغية إخفاء فشله. وفي تقريره النهائي، الذي وصل للمجلة نسخة منه، تم إخفاء العديد من المقاطع باللون الأسود، وذلك لكي لا تؤثر على تحقيق قائم بهذا الشأن ضد "مكتب مكافحة الجريمة" في الولاية. يشار أن التونسي أنيس عامري دهس في ديسمبر/ كانون الأول الماضي جمعا من الناس في أحد أسواق عيد الميلاد في برلين. وأسفر الاعتداء عن مقتل 12 شخصاً وجرح حوالي 100 شخص. ويرقد بعض الجرحى في المشفى، في حين يعاني بعضهم الآخر من إعاقات واضطرابات ما بعد الصدمة النفسية. خ.س/ع.خ (DW)
مشاركة :