يشير أيضين مهدييف في مقاله على موقع "برافدا.رو" إلى أن أردوغان يعاني من الأرق، وأن هناك أسبابا تفضي به إلى حالة الاكتئاب. جاء في المقال: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعاني من الأرق. وقد بدا ذلك واضحا خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره الأوكراني بيوتر بوروشينكو في كييف. وقد انتشرت في أرجاء العالم مقاطع الفيديو، التي بدا فيها أردوغان وهو يتثاءب ويغمض عينيه ويغرق في النوم بينما كان الزعيم الأوكراني يتحدث برتابة عن إنجازات كييف. وفي أحد المشاهد، وقد انتبه بوروشينكو إلى أن صديقه التركي بدأ يغط في النوم، طرق براحة يده على الطاولة، كأنما مصادفة، فاهتز أردوغان واستيقظ.إقرأ المزيدأردوغان يتهم الولايات المتحدة بالتعاون مع "داعش" وبعد مشاهدة فيديو المؤتمر الصحافي المشترك للزعيمين في العاصمة الأوكرانية، توصل العلماء النفسانيون إلى استنتاج بأن وجه أردوغان المرهق وتثاؤبه – هما أمارتان جليتان على بدء حالة اكتئاب عنده، وخاصة أن لدى الرئيس التركي أسبابا كافية لاستحواذ القلق عليه. احكموا بأنفسكم: العلاقات مع ألمانيا - الدولة الرائدة في الاتحاد الاوروبي ساءت إلى حد انقطاع التواصل مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. والآن ينتظره نزال جديد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حلبة أصبحت قائمة، ويصعب على بساطها الإقدام على التنازلات. فقد أعلنت واشنطن الأسبوع الماضي عن فرض عقوبات مهينة على أنقرة، شملت التوقف عن منح المواطنين الأتراك تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة. وقد حدث ذلك بعد إلقاء السلطات التركية القبض على متين طوبوز، وهو مواطن تركي يعمل في القنصلية الأمريكية في اسطنبول، وتتهمه الجهات الأمنية بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في العام الماضي. وبحسب التحقيقات التركية، فإن الداعية الإسلامي فتح الله غولن، الذي يتوارى في الولايات المتحدة، هو من خطط لهذا الانقلاب. وردا على اعتقال طوبوز، أوقفت الإدارة الأمريكية لأجل غير مسمى إصدار تأشيرات السفر، التي لا تهدف إلى الهجرة. فيما ردت السلطات التركية على ذلك بالمثل وتوقفت عن إصدار هذه الفئة من التأشيرات للأمريكيين. وبناء على ذلك، وفي ظل حرب تأشيرات السفر هذه بين الولايات المتحدة وتركيا، وبانفعاليته المعهودة، رفض أردوغان الاعتراف بصلاحيات السفير الأمريكي جون باس في أنقرة، وقرر أنه بعد الآن لا يمثل الولايات المتحدة في تركيا. وبالتأكيد، فإن تصريح أردوغان الأخير، الذي يسيء إلى سفير الولايات المتحدة، يمثل تحديا جديدا للرئيس الأمريكي، الذي استقبل الرئيس التركي في البيت الأبيض قبل فترة وجيزة، حين لم يبخلا في كيل عبارات المجاملة "للشعبين الشقيقين" الأمريكي والتركي. وها هو أردوغان في كييف، وبعد اجتماعه إلى الرئيس الأوكراني بوروشينكو، يرتكب غلطة جديدة: فهو يدين علنا ما سماه "ضم القرم"، ويأخذ على نفسه وعدا بألا تعترف أنقرة أبدا بشبه جزيرة القرم جزءا من روسيا. وبالطبع، فإن هذا الموقف التركي الرافض للاعتراف بالقرم جزءا من الأراضي الروسية معروف منذ ربيع عام 2014، وهو ليس خفيا على أحد في موسكو، بيد أن أردوغان كان يستطيع التعبير عن موقفه هذا بدبلوماسية أكثر لباقة، وبعيدة عن الأسلوب التهجمي، الذي تقصَّد الإساءة إلى روسيا. ولذا لم يكن من قبيل المصادفة أن تولي الخارجية ومجلس النواب (الدوما) الروسيان هذا الحدث اهتماما خاصا. وأعربت المواقف والتعليقات الرسمية الروسية عن شكوكها في صدقية تأكيدات أردوغان حول صداقته مع روسيا. ومن الواضح للعيان هنا شيء واحد: بعد توليه السلطة في تركيا عام 2002، وبعد أن أصبح حاكم تركيا الفعلي وتسلم بيده مقادير البلاد، وإلى الآن، لم يتعلم أردوغان قواعد الدبلوماسية الدولية. وقد حولته انفعاليته وحساسيته المفرطة إلى شخص منبوذ في أعين دولتين رائدتين في "السبع الكبرى"، وعلى ما يبدو، فإن ذلك ليس إلا البداية. ترجمة وإعداد: ناصر قويدر
مشاركة :