محمد حنفي | استضاف مسرح د. سعاد الصباح برابطة الأدباء الكويتيين أمسية للشاعر الإماراتي د. طلال سعيد الجنيبي، الأمسية التي أدارتها الأكاديمية والشاعرة الزميلة د. نورة المليفي، تحدث فيها الجنيبي عن معنى الشعر وسر اشتهاره بالتوقيع الصوتي لقصائده، كما ألقى العديد من القصائد التي يضمها أحدث دواوينه «على قيد لحظة». الأمسية بدأت بكلمة للمليفي أكدت فيها أن الثقافة توحد دول الخليج العربي في كيان واحد، حيث يتلاقى الوجدان ليبقى الخليج شاهدا على عظمة الإنسان في ظل قائد الإنسانية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد. شكراً للكويت بدأ الجنيبي أمسيته بشكر دولة الكويت قيادة وشعبا، معبرا عن حب الكويت بأبيات، حيث حول حروفها إلى أبيات تكون في النهاية كيانا جميلا مليئا بالعطاء والسجايا: كاف كل ما في الكون بعض والهوى بعضك أنت واو وارف ظلك حسنا حيث ما كنا وكنت ياء يسأل الشوق بتوق يطوي كسائي يمدي تاء ترتقي فيها السجايا منذ أن مسني عالمك عيد الإمارات وردت له المليفي التحية بقصيدة «عيد الإمارات» من ديوانها «هذولا عيالي»، حيث عبرت عن حب شعب الكويت للإمارات وفرحتها لأعيادها فتقول: يولد المجد من صنيع الرجال يا خليجا به تليق المعالي كيف لا تفرح الكويت بعيد والإمارات عيدها كالهلال عند إعلانه عن العيد تزهو امة من سعادة الأطفال لماذا الشعر؟ ثم تساءل الجنيبي: لماذا الشعر؟ وأجاب من خلال سرد قصة حقيقية مر بها، حيث اتصل به مسؤول مصرفي في الإمارات يريد أن يراه للضرورة، وبعد لقائه قال له: «انت غيرت حياتي»، فسأله: كيف وأنا لا اعرفك؟ فقال الرجل انه كان يعمل بنيوزيلندا في مجال السندات والأسهم، وذات يوم كان يشعر بالتوتر وأحضرت له زوجته قصيدة الجنيبي «مكعب الثلج» وكانت مثل العلاج من التوتر، فحفظها وكان يرددها دائما، وعندما جاء إلى الإمارات قرر رؤية الجنيبي ليشكره. وقال الجنيبي انه في هذه اللحظة تيقن أن الكلمة الصادقة تفعل المستحيل وان الشعر يمكن أن يغير حياة الكثيرين. قصة كل الفصول ثم بدأ الجنيبي في إلقاء قصائده التي يميزها اسلوبه العفوي ولغته السلسة وصوره التي تحمل غنائية وحسا إنسانيا عميقا، يقول في قصيدته «قصة كل الفصول»: أنا حيث لا يستطيع الوصول ولا يستجيب المدى أو يقف ولا يستبيح الملاذ قبولا ورغم الذي فيه لا يعترف التوقيع الصوتي كما ألقى الجنيبي بعض قصائده بطريقته الغنائية التي اشتهر بها والتي جعلت النقاد يطلقون عليه «شاعر التوقيع الصوتي»، حيث أشار إلى قصة اللقب، فاقتبس قول إيليا ابي ماضي «الِشعر مثل الشَعر، يحتاج إلى مشط يمشطه»، وهذا المشط هو الإيقاع، فقال ان لكل قصيدة إيقاعا عندي، هذا الإيقاع يرتقي بالنص ويلقنه إلى الأجيال الجديدة بطريقة أكثر سلاسة، وتواصلت قصائد الجنيبي من ديوانه الأحدث على «على قيد لحظة» ومنها قصيدة «لغة الصمت» التي يقول فيها: غشاني الصمت إذا انطلقت في الكون حمائم أشجاني ومضت تختال على فنن ربضت في موطن أفناني فكأن الحسن يسامرني فيذوب الحزن بوجداني وكأن الشوق يحاورني لأجيب الشوق بتحنان جوهر الإنسان كما ألقى الجنيبي بعضا من قصائده المقررة على طلاب المرحلة الابتدائية في منهج اللغة العربية بدولة الإمارات ومنها أنشودة «جوهر الإنسان» حيث يقول: جوهر الإنسان بذلٌ وعطاءٌ و مشاعرْ فاستزدْ من كل خيرٍ ولتكنْ بالعون حاضرْ كن جميل الروح شهماً كن غني النفس شاكرْ قبل أنْ تنطقَ حرفاً اجعل الفكر يبادرْ وليكُنْ قولكَ نفعاً وليكنْ لفظك عاطرْ عاون الناس لتغدو بعطاء الخير قادرْ واجب الإنسان دوماً أن يلبي ويناصرْ لن يضيع الخير يوما فارتقِ درب المآثرْ لمحة شخصية يذكر أن الشاعر الإماراتي د. طلال الجنيبي من مواليد إمارة ابو ظبي، وهو يقول الشعر منذ أواخر الثمانينات، واصدر ديوانين أحدثهما «على قيد لحظة» الذي فاز بجائزة أفضل ديوان شعري في الإمارات، وقد ألقى أكثر من 500 قصيدة في المحافل الإماراتية والعربية والعالمية، كما قررت بعض قصائده على مناهج اللغة العربية للمرحلة الابتدائية في دولة الإمارات، وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة رئيس دولة الإمارات «خليفة الفخر» لعام 2015 لمجمل العطاء الفكري والثقافي والمجتمعي، كما نال في نفس العام جائزة أبوظبي التقديرية. الجنيبي في جامعة الكويت تحت رعاية العميد المساعد للشؤون الأكاديمية ومدير مركز اللغات د. عبدالهادي العجمي، أقام مركز اللغات في جامعة الكويت، أمسية شعرية ضمن أنشطته الثقافية، للشاعر الإماراتي د. طلال الجنيبي، تحت شعار «جيل واعد»، قدمتها د. نورة المليفي، التي قالت ان استضافة المركز لهذه الأمسية يفتح بابا للانطلاق في الإبداع والتميز وتعزيز التعاون الثقافي والأكاديمي بين الكويت والخليج، ويجعل اللقاء واقعا جميلا بين المبدعين الخليجيين، وبين الطلاب والطالبات، وعرفت الشاعر للحضور بالرجل الأكاديمي الممتاز صاحب السيرة الذاتية الحافلة بالتفوق، ما برهن أن الشعر والعلم يلتقيان. وقد أكد د. عبد الهادي العجمي أن مثل هذه الفعاليات والأنشطة الثقافية تساهم في صقل مواهب الطلاب والطالبات، وأوضح أن هذا الجيل يحتاج إلى القدوة والمثال. وأضاف أن المركز قد حرص على تعزيز أواصر الثقافة بين الكويت والخليج العربي. وقد تحدث الجنيبي في الندوة عن تجربته الإبداعية، وألقى بعض القصائد الوطنية والاجتماعية.
مشاركة :