الدراما المحلية صورة غير مكتملة الملامح

  • 10/12/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نيفين أبولافي | يعاد هذه الأيام بث مسلسل «نوايا» للفنانة سعاد عبدالله على تلفزيون الكويت وهو من تأليف نوف المضف، ويعتبر هذا العمل استثنائيا نوعا ما تبعا للطرح والقضايا المتناولة من خلال احداثه، الامر الذي جعلنا نقف امامه للمرة الثانية، للتساؤل عن العائق امام تقديم اعمال بهذا المحتوى نفسه والموضوعات التي تناولها المسلسل. صورة متكاملة برعت الكاتبة المضف في نسج خيوط حكاياتها، جامعة كل الجوانب التي تحاكي حياتنا اليومية، ما بين التكنولوجيا ووسائل التواصل وتأثيرها في المجتمع ما بين السلب والايجاب، الى جانب الطرح السياسي من خلال محاكاة ما يدور في الحياة النيابية التي تعتبر امتدادا للشعب، الى جانب المستوى الاقتصادي للشرائح المختلفة في مجتمعنا بين ما هو مضيء وما هو مظلم، بل تعدته الى الجانب الانساني خارج الكويت من خلال الدعم الذي يقدمه الافراد والجماعات لمن هم بحاجة له، سواء من خلال التبرعات او حملات الإغاثة، فكان العمل الجامع لصورة متكاملة لما نعيشه في يومياتنا من دون اسفاف او مبالغة. وجود مثل هذه الطاقات الابداعية يدفعنا لان نشد على أيدي اصحابها لتقديم هكذا اعمال، بعيدا عن الاغراق في كآبة المشهد او المبالغة والسخرية والاسفاف تحت مسمى الكوميديا او السطحية، في تناول ما يهم المشاهد، في ظل كثافة الانتاج ووجود وجوه فنية شابة جديدة دوما على الساحة الفنية، لكنها لا توظف بالشكل الصحيح. تأثير الدراما محاكاة الواقع امر مهم في الدراما، سواء كانت مسرحية او تلفزيونية، لكننا جميعا نقضي معظم اوقاتنا امام الشاشات لمتابعة الاعمال التلفزيونية، التي بالتأكيد لها تأثير فينا كمتلقين، وقد تستخدمها بعض الدول للترويج للسياحة والاقتصاد من خلالها، كما فعلت الدراما التركية التي اسهمت بشكل كبير في الدفع بعجلة السياحة للامام، وغيرها من الدول. من السهل جدا تقديم نص لعمل ما، لكن من الصعب جدا ان يكون هذا العمل مختصرا للمشهد اليومي في حياتنا بكل ما فيه من جوانب، لكن هذا هو المطلوب حيث بتنا نشهد يوميات بعضنا عبر التطبيقات الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، في حين لاتزال بعض الاعمال في قالبها الكلاسيكي.

مشاركة :