أجرى وفد أميركي رفيع يضم مسؤولين في الخارجية والدفاع والأمن القومي محادثات في العاصمة الباكستانية #إسلام_أباد مع عدد من كبار المسؤولين الباكستانيين المدنيين والعسكريين، في زيارة تعد الأولى من نوعها لباكستان منذ خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول سياسة إدارته في أفغانستان وجنوب آسيا أغسطس الماضي. ووفق بيان صادر عن الخارجية الباكستاني فقد ترأس الوفد ليزا كورتيس نائبة مساعد الرئيس ورئيس مجلس الأمن القومي، بالإضافة إلى مسؤولين لعل من أبرزهم أليس ويلز مساعدة وزير الخارجية بالإنابة لشؤون جنوب آسيا، وديفيد هيلفي مساعد وزير الدفاع بالإنابة. فيما ترأس الجانب الباكستاني تهمينة جنجوعة وكيلة وزارة الخارجية الباكستانية وعدد من مسؤولي الأقسام المعنية، حيث استعرض الجانبان العلاقات الثنائية على ضوء الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان وجنوب آسيا، واتفقا على مواصلة النقاش حول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكدت وكيلة الخارجية الباكستانية وفق البيان على موقف إسلام أباد الداعم للوصول إلى تسوية سياسية تفاوضية وبقيادة أفغانية، وجددت التزام بلادها بمشاركة بناءة في كافة الآليات الإقليمية والثنائية الرامية للتوصل إلى حل سلمي للصراع الأفغاني. وأضاف البيان أنه تم إطلاع الوفد الأميركي على فحوى زيارات المسؤولين الباكستانيين إلى كابل بهدف تعزيز التواصل بين البلدين، ومعالجة المخاوف المتبادلة، خاصة ما يتعلق بإدارة الحدود وإعادة اللاجئين. كما سلط الجانب الباكستاني وفق بيان الخارجية الضوء على جهود باكستان في مكافحة الإرهاب، والحملة التي تشنها قوات الأمن الباكستانية للقضاء على الإرهاب على الأراضي الباكستانية، إضافة إلى قلق باكستان من استمرار الهجمات عبر الحدود. وتابع البيان أن الجانب الباكستاني أطلع الوفد الأميركي على ما وصفها بالفظائع والانتهاكات التي ترتكبها القوات الهندية في كشمير التي وصفها البيان بالمحتلة، وهو ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا، مشيرا إلى أن استمرار رفض الهند التعامل مع باكستان بالرغم من دعواتها المتكررة لإجراء حوار شامل يؤثر سلبا على الاستقرار الإقليمي. ونقل بيان الخارجية الباكستانية تأكيد الوفد الأميركي على أهمية تنشيط العلاقات الثنائية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة للسلام والاستقرار في أفغانستان والمنطقة، واتفق الجانبان على مواصلة الاتصالات الثنائية بين البلدين على كافة المستويات. كما التقى الوفد بقائد الجيش الباكستاني الفريق أول قمر جاويد باجوه، ووفق بيان صادر عن الجيش فقد أطلع الوفد الأميركي قائد الجيش الباكستاني على ملامح الاستراتيجية الأميركية في جنوب آسيا، وركزت محادثات الجانبين على الوضع الأمني الإقليمي بما في ذلك أفغانستان، ومساهمة باكستان إيجابا في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وفق البيان. وأضاف البيان أن قائد الجيش أبدى للوفد الأميركي قلق بلاده بشأن السلام والاستقرار في المنطفة، مؤكدا أن إسلام أباد بذلت قصارى جهدها بالرغم من المعوقات، وأنها ستواصل جهودها من أجل مستقبل باكستان، ووفق تطلعات الشعب الباكستاني، ونقل بيان الجيش تقدير الوفد الأميركي وإشادته بمساهمات الجيش الباكستاني وتضحيات باكستان في الحرب ضد الإرهاب. وتأتي زيارة الوفد الأميركي تمهيدا لزيارة مرتقبة لكل من وزيري الدفاع جيمس ماتيس والخارجية ريكس تيلرسون في وقت لاحق من الشهر الجاري لإسلام أباد، حيث يتوقع أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا على إسلام أباد لتغيير سياستها تجاه أفغانستان والقضاء على ما تصفه واشنطن بملاذات الإرهابيين على أراضيها. وتنفي باكستان الاتهامات الأميركية لها وتصفها بالفارغة، وتؤكد على تقديمها تضحيات جمة في الحرب على الإرهاب، واستبقت إسلام أباد زيارة المسؤولين الأميركيين بإعلانها رفض أي إملاءات أو ضغوط، مشددة على ضرورة أن تأخذ إدراة الرئيس #ترمب مصالحها في الحسبان، وأبدت استعدادها للتعاون مع واشنطن لحل الصراع الأفغاني والتصدي للجماعات الإرهابية.
مشاركة :