الولايات المتحدة تنسحب من اليونسكو معتبرة انها "معادية لاسرائيل"

  • 10/12/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن (أ ف ب) - أعلنت الولايات المتحدة الخميس انها انسحبت من منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، متهمة اياها بانها "معادية لاسرائيل"، في خطوة اعتبرتها المديرة العامة للمنظمة "خسارة للتعددية". وبعد سنوات من التوتر في اليونسكو التي تشهد حاليا عملية اختيار امينها العام الجديد، اعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت ان الولايات المتحدة ستنسحب من المنظمة. وقالت نويرت في بيان إن "القرار لم يتخذ بالاستخفاف بل يعكس قلق الولايات المتحدة من متأخرات الدفع المتزايدة في اليونسكو والحاجة الى اصلاحات اساسية في الوكالة ومواصلة انحياز اليونسكو ضد اسرائيل". وكانت الولايات المتحدة، احد الدول المؤسسة للمنظمة، انسحبت خلال حكم الرئيس رونالد ريغان في العام 1984، بسبب مزاعم عن سوء الادارة المالية للمنظمة، والانحياز ضدها في بعض سياستها. وفي العام 2002، اعلن الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش عودة بلاده الى المنظمة، لكن العلاقات ساءت مجددا عام 2011 حين علقت واشنطن مساهماتها المالية بعد ان صوت اعضاء المنظمة لصالح قبول عضوية فلسطين. وتعارض واشنطن اي خطوة تقوم بها وكالات الامم المتحدة للاعتراف بفلسطين دولة، معتبرة ان هذه القضية يجب ان تناقش في اطار اتفاق للسلام في الشرق الاوسط. لكن ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تدرس كل التزاماتها التعددية في اطار الوعد باتباع سياسة خارجية محورها "اميركا اولا". بدروها، عبرت المديرة العام للمنظمة ايرينا بوكوفا عن "أسفها العميق" لقرار الولايات المتحدة، معتبرة انه "خسارة للتعددية". وقالت بوكوفا في بيان "في الوقت الذي تستمر فيه النزاعات (...) من المؤسف للغاية ان تنسحب الولايات المتحدة من وكالة الامم المتحدة التي تدعم التعليم من اجل السلام وتحمي الثقافة التي تتعرض لاعتداء". وتابعت "رغم تعليق التمويل (الاميركي)، عمقنا الشراكة بين الولايات المتحدة واليونسكو". وايدت اسرائيل على الفور الانسحاب الاميركي من اليونسكو. وقال سفيرها لدى الامم المتحدة داني دانون في بيان "بدأنا عهدا جديدا في الامم المتحدة. هناك ثمن يجب دفعه مقابل التمييز ضد اسرائيل". وياتي القرار الاميركي فيما تحاول القوى الاوروبية الضغط على ترامب لاحترام التزامات واشنطن الدولية. وفي حزيران/يونيو، اعلن ترامب اعتزامه الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ الموقع عام 2015، كما يستعد لاتهام ايران بالفشل في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى الست في نفس العام. وكلها قرارات تتبنى مواقف معارضة لحلفائه الاوروبيين. -انتقاد اسرائيل- وباتت اليونكسو، التي تشتهر بقائمتها للتراث العالمي التي تتضمن الغراند كانيون ومواقع اخرى في الولايات المتحدة، مسرحا لمواجهات دبلوماسية بعد ان نجحت الدول العربية في تمرير عدد من القرارات التي تنتقد اسرائيل. ففي ايار/مايو الفائت، ايد أعضاء المجلس التنفيذي التابع للمنظمة قرارا يعتبر اسرائيل "سلطة احتلال" في القدس، ويحضها على إلغاء أي اجراء من شانه ان يغير "طابع أو وضع" المدينة. ويندد نص القرار ب"جميع الاجراءات والأفعال القانونية والإدارية التي تتخذها اسرائيل، سلطة الاحتلال، التي غيرت أو تسعى إلى تغيير، طابع ووضع المدينة المقدسة، القدس". وفي تموز/يوليو، اشاد الفلسطينيون باعلان اليونسكو مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة "منطقة محمية" في التراث العالمي. ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في حينه القرار بانه "سخيف". -"بعثة مراقبة"- ومن المقرر ان يدخل الانسحاب الاميركي حيز التنفيذ في 21 كانون الاول/ديسمبر 2018، واعلنت واشنطن أنها ستشكل "بعثة بصفة مراقب" لتحل محل بعثتها في الوكالة. ويصوت المجلس التنفيذي للمنظمة حاليا لاختيار امين عام جديد بين مرشحين من قطر وفرنسا ومصر. وقال متحدث باسم بعثة الولايات المتحدة في اليونسكو لوكالة فرانس برس ان القرار "لن يؤثر على سباق انتخاب الامين العام" الجديد، مشيرا إلى أن بلاده "ستصوت" الليلة. وقال رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فرانسوا هيزبورغ أن دوافع القرار من المحتمل ان تكون رغبة ترامب في بعث رسالة دعم لاسرائيل وتاكيد سياسات "اميركا اولا". وتابع ان "اليونسكو هدف اسهل من الاخرين. هو صغير نسبيا. ولن يضر بمصالح حيوية. واليونسكو ذهبت ابعد من باقي وكالات الامم المتحدة في الاعتراف باسرائيل".ادم بلورايت وداف كلارك في واشنطن © 2017 AFP

مشاركة :