تحديات إعادة الإعمار فوق أنقاض محافظة الرقة المنكوبة

  • 10/12/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مع تمكن القوات الحكومية السورية وقوات سوريا الديمقراطية من إخراج مقاتلي تنظيم مايعرف بالدولة الإسلامية من أجزاء واسعة من محافظة الرقة، بدأ المدنيون بالعودة إلى منازلهم، أو بالأحرى إلى ما تبقى منها في هذه المحافظة التي عُرفت على مدى نحو أربعة أعوام كعاصمةٍ للتنظيم المتطرف في سوريا. الأهالي العائدون من مخيمات النزوح، بدؤوا يتحدثون عن محاولات لـ “إعادة إعمار” أحيائهم التي تحولت أبنيتها إلى هياكل من الإسمنت والحديد لا تقي من برد ولا من حرّ ويعيش قاطنوها تحت تهديد دائم من إمكانية انهيار جدرانها وسقوفها المتداعية. انعدام وجود حكومة أو إدارة ذاتية في هذه المناطق المحررة من قبضة تنظيم داعش، يجعل عملية إعادة الإعمار في غاية الصعوبة. مدينة الطبقة [وتعرف أيضا باسم مدينة الثورة] الواقعة في محافظة الرقة، والتي تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من انتزاعها من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في مطلع شهر أيار/ مايو الماضي، أصبحت ملجأ للنازحين من مدينتي الرقة ودير الزور اللتين ما تزالان تشهدان معارك ضارية مع مقاتلي التنظيم، يذهب ضحيتها عشرات المدنيين في كل أسبوع. فريدة عبد الله الحسن أم لثمانية أطفال نزحت من دير الزور، ولجأت إلى أحد تلك المنازل المهدمة في الطبقة لتؤويها وأطفالها، قالت: “كان من الصعب علي العيش في المخيمات لأن لدي بنات”. وأضافت بأن زوجها وشقيق زوجها ضريران ولايمكنهما المكوث في مخيم. تحديات إعادة تشغيل سد الفرات محافظة الرقة التي عانت على مدى سنوات وعقود من التهميش قبل اندلاع الحرب السورية، تضم أحد أبرز منشآت توليد الطاقة الكهرومائية في سوريا، وهو سد الفرات الموجود في مدينة “الطبقة”. السد كان يلبي معظم حاجات البلاد من الطاقة الكهربائية، وبقي في الخدمة (بطاقة منخفضة) حتى في ظل سيطرة تنظيم الدولة على الرقة. بعد الحملة العسكرية التي بدأت قبل نحو 50 يوما لإخراج التنظيم المتشدد، توقف السد عن انتاج الكهرباء، وعمد مقاتلو التنظيم إلى تفجير مولدات الكهرباء قبل انسحابهم من المكان. ولاتملك السلطات في مدينة الطبقة الخبرات أو المعدات الكافية من أجل إصلاح السدّ. رغم السعادة البالغة بإخراج مقاتلي التنظيم لكن تحديات إعادة الإعمار ليست بالأمر السهل وليس من الواضح، إلى الآن، إن كانت حكومة دمشق أو قوات سوريا الديمقراطية [المؤلفة في معظمها من مقاتلين أكراد] قادرة على إدارة الإعمار وسط انشغالها بمعارك في بقع أخرى من البلاد.

مشاركة :