قبل خمسة أشهر من الكشف عن خطته الضريبية، قال الرئيس دونالد ترامب إنها ستكون «أكبر خفض للضرائب في التاريخ. سيكون أكبر من ريغان. هذا هو في الواقع أكبر من التخفيضات الضريبية التي أدرجها ريغان». لقد حذرنا قراءنا، في ذلك الوقت، أنه ادعاء مشكوك فيه.عند تتبّع تصريحات ترامب عن كثب، فإنه يمكن في كثير من الأحيان الشعور بأن الأمر قد تكرر. يكرر ترامب هذا الادعاء المضلل 16 مرة أخرى، قبل أن يكشف عن خطته للجمهور في 27 من سبتمبر. في المرة الأخيرة، قال: «نحن في طريقنا الآن إلى إنديانا. سنقدم خطة ضريبية تعد أكبر خفض ضريبي، بشكل أساسي، في تاريخ بلادنا». ومع ذلك، لم يكشف أي شيء من الخطة في ذلك اليوم، وبدلاً من ذلك أوجز أربعة مقترحات لاتزال غامضة نوعاً ما، مع تكرار بعض الحقائق الذهبية الكاذبة أو المضللة بشأن الضرائب، والتي فحصناها في تقرير منفصل. هذا التصرف من قبل ترامب أمر مألوف جداً بالنسبة إلى مدقق الحقائق. إنه سريع في إطلاق تصريحات مملوءة بالتفضيلات، من قبيل «أعظم» و«أجمل»، وغيرهما، مع القليل من الأدلة الواقعية لدعمها. واقترح ترامب تخفيضات ضريبية عميقة إلا أنه لم يصدر حتى الآن سوى إطار مكون من تسع صفحات لبدء المفاوضات مع المشرعين في الكونغرس. ولكن منذ خمسة أشهر أعلن أن خطته «أكبر بكثير من تخفيضات ريغان الضريبية». وبالتدقيق في تصريحات الرئيس اتضح أنه منذ توليه لمنصب الرئاسة (قبل 263 يوماً) أطلق 1318 ادعاءً. وقد بلغ متوسط ادعاءاته خمسة في اليوم. وعند تتبع تصريحات ترامب عن كثب، فإنه يمكن في كثير من الأحيان الشعور بأن الأمر قد تكرر. فالرئيس لديه ميل لتكرار نفسه، وهذا يتضمن ادعاءاته الكاذبة أو المضللة. يدرك ترامب الحقائق الأساسية بشكل خاطئ مراراً، وعن إعصار «إرما» في ولاية فلوريدا وإعصار «ماريا» في بورتوريكو؛ ادّعى أن الإعصارين وصلا إلى اليابسة كعواصف من الفئة الخامسة- النوع الأكثر تدميراً - لكنهما كانا عند الفئة الرابعة، وبعدها تطورّتا إلى الخامسة في نهاية المطاف. وهناك فرق كبير بين المستويين عند خبراء الأرصاد الجوي.
مشاركة :