العثور على آثار تعود إلى العصر الحجري في ثلاثة مواقع في تبوك

  • 10/13/2017
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

< أعلنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن بعثات سعودية دولية تعمل بمنطقة تبوك عثرت على عدد كبير من الأدوات والنقوش الأثرية والوحدات المعمارية في ثلاثة مواقع بمنطقة تبوك، تعود إلى حضارات مختلفة تبدأ من العصر الحجري وحتى العصر الإسلامي، مشيرة إلى أن هذه المواقع في حاجة إلى المزيد من الدراسة وأعمال التنقيب، إذ إن منطقة تبوك كانت ممراً لطرق التجارة القديمة، وتحمل رسوماً صخرية وحيوانية. ففي موقع كلوة (شمال شرقي تبوك) عثر الفريق السعودي - الفرنسي المشترك على أدوات أثرية وعدد كبير من الرسوم الصخرية الآدمية والحيوانية تعود إلى العصر الحجري. ويعدُّ موقع كلوة الأثري والمواقع المحيطة به من المواقع الأثرية المهمة التي تحتاج إلى المزيد من الدراسات الأثرية المتخصصة، وذلك لما تحمله هذه المواقع من العناصر الأثرية المميزة، التي تدل على أن المنطقة شهدت استيطاناً على نطاق واسع منذ فترة مبكرة من حياة الإنسان، امتد على الأرجح فترات طويلة متعاقبة، إذ يمكن تمييز مراحل حضارية عد،ة تبدأ بفترة ما قبل التاريخ، مروراً بالعصور التاريخية والفترة السابقة للإسلام، إلى جانب الفترة الإسلامية، كما يبدو أن العوامل المناخية أثرت في حياة الإنسان في هذه المنطقة، الأمر الذي أصبح معه الاستقرار مرتبطاً بشكل كبير بتوفّر الظروف المناخية الملائمة وخصوصاً المياه. كما أمكن العثور على عدد كبير من الرسوم الصخرية الآدمية والحيوانية التي تجسد حياة الإنسان في هذه المنطقة، إلى جانب عدد من النقوش بالخط العربي في فترة ما قبل العصر الإسلامي، الذي يعرف بالخط الثمودي (المحلي)، أما خلال الفترة الإسلامية فعثر على عدد من النقوش والكتابات. وتعد الرسومات الصخرية في منطقة كلوة من الأكثر قدماً في الجزيرة العربية، ويتضح ذلك في الأسطح الصخرية المتآكلة بصورة كبيرة وتأثير العوامل الجوية فيها، ويقع تاريخ الرسومات الصخرية لمنطقة كلوة في الحقبة بين 9000 – 7000 ق م. وفي الأودية والمناطق الرعوية الواقعة بين منطقتي تبوك والجوف، سجل الفريق السعودي - الياباني 30 موقعاً ترجع إلى فترات وعصور متنوعة من العصر الحجري القديم، والعصر الحجري الحديث، والعصر البرونزي، والعصر الحديدي، ومواقع من العصور الإسلامية، منها آثار حوض قرية، الذي يعد من المناطق الواعدة بما تضمه من تسلسل استيطاني يرجع إلى العصر الحجري الحديث العصر الحديدي، وجرى الكشف في الموقع عن مستوطنة صغيرة تضم عشرة مدافن، وبمقارنة هذه المدافن مع مثيلاتها في المناطق المجاورة في سيناء وجنوب الأردن، يمكن إرجاعها إلى أواخر العصر الحجري الحديث والعصر النحاسي والعصر البرونزي المبكر. كما اكتشفت في بعض المواقع كسر فخارية من العصر الحجري الحديث والحديدي والنحاسي، كذلك اكتشفت فرق المسح الأثري عدداً من الأدوات الحجرية خلال هذا المسح، منها منقاش من الحجر الصوان يرجع إلى العصر الحجري الحديث. وعلى صعيد متصل، كشف فريق علمي سعودي - بولندي مشترك عن آثار مستوطنة أثرية تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد في موقع عينونة الأثري شمال غربي المملكة بمنطقة تبوك، كما اكتشف الفريق بقايا جدران ممتدة تحت الطبقة الأرضية الحالية. ونقبت البعثة المشتركة السعودية - البولندية المختصة عن الوحدات المعمارية المتبقية في المنطقة التجارية بعينونة، التي تعد من أضخم المباني المعمارية الموجودة في المنطقة الأثرية، كما أجري الرفع المعماري وإعداد خرائط طبوغرافية وثلاثية الأبعاد للمستوطنة السكنية الواقعة على قمة جبل الصفراء شرق موقع عينونة، وكُشف عن التقسيمات الداخلية للمباني وأبرزت عناصرها المعمارية والوظيفية، كما تمكنت البعثة من الكشف عن التسلسل الطبقي للموقع، وتوضيح مراحل الاستيطان فيه، إلى جانب إجراء دراسة المواد الأثرية المكتشفة، وإعداد سجل للقطع المستخرجة من أعمال التنقيب. وتمثلت عمليات التنقيب في الكشف عن التفاصيل المعمارية لواجهات الغرف الشمالية من المباني المطلة على الساحة المتوسطة بالموقع، إلى جانب الكشف عن المخطط الداخلي ومساحات الغرف لمنطقة السوق الرئيسية في المستوطنة. ومن أكثر المجموعات وضوحاً بموقع عينونة، وحدة معمارية ضخمة أطلق عليها «السوق»، وهي المنطقة التي شملها عمل التنقيب الأثري للموسمين الأول والثاني، وتحوي هذه المنطقة صفين من الغرف المربعة على طول امتداد المبنى من الشرق إلى الغرب في الجهتين الشمالية والجنوبية من المبنى، يتخللها عدد من المساحات، إضافة إلى وجود برج مراقبة في وسط الموقع يبلغ ارتفاعه 14 متراً، فضلاً على مجموعة من المقابر الواقعة عند سفح الجبل، كما يحوي موقع عينونة مستوطنة سكنية واقعة على قمة جبل الصفراء، بها عدد من المباني السكنية المتراصة. وتعمل حالياً بإشراف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أكثر من 30 بعثة وفريقاً علمياً متخصصاً في البحث والتنقيب الأثري، تضم إلى جانب العلماء السعوديين علماء متخصصين من أرقى جامعات العالم وأعرق المراكز البحثية من دول عدة، وكشفت أعمال هذه البعثات العلمية للتنقيب عن الآثار في المملكة عن نتائج بالغة الأهمية لتاريخ المملكة والجزيرة العربية والتاريخ الإنساني. يذكر أن المملكة ستشهد أول ملتقى متخصص في الآثار، هو الملتقى الأول لآثار المملكة العربية السعودية، الذي سيقام برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الفترة من 18 -20 صفر 1439هـ في الرياض، وسيشهد جلسات علمية وورش عمل متخصصة في آثار المملكة، بمشاركة نخبة من أبرز علماء الآثار على مستوى العالم.

مشاركة :