هبطت أسعار النفط أمس، متأثرة بزيادة المخزون الأميركي، على رغم جهود «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) لخفض الإنتاج وإعادة التوازن إلى السوق. وتم تداول برميل «خام غرب تكساس الوسيط» في العقود الآجلة بـ50,98 دولار، بانخفاض 32 سنتاً أو 0,6 في المئة عن التسوية السابقة. وسجل خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 56,58 دولار، بانخفاض 36 سنتاً أو 0,6 في المئة عن آخر تسوية. وساعد الاتفاق الذي تقوده «أوبك» في رفع أسعار النفط من نطاق 30 دولاراً إلى 40 دولاراً نهاية عام 2016 ومطلع العام الحالي. لكن التجار أكدوا أن الإمدادات ظلت وفيرة على رغم خفض الإنتاج، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى زيادة الإنتاج الأميركي. في سياق متصل، أكدت «وكالة الطاقة الدولية» أن العرض والطلب العالميين على الخام سيتوازنان بدرجة كبيرة العام المقبل، بفعل نمو الاستهلاك الذي سيساعد على تآكل تخمة معروض الوقود غير المستخدم والمستمرة منذ ثلاث سنوات، وسيعوض معظم الزيادة الحادة في الإنتاج. وأشارت الوكالة من مقرها في باريس في تقرير شهري عن سوق النفط، إلى أنها «ما زالت تتوقع نمو الطلب العالمي على الخام 1,6 مليون برميل يومياً هذه السنة، ثم تراجعه إلى 1,4 مليون في 2018». وأضافت «بالنظر إلى 2018، نرى أن ثلاثة فصول من أربعة ستكون متوازنة تقريباً، وذلك مجدداً بافتراض عدم تغيير إنتاج أوبك وبناء على أوضاع طقس عادي. أما بالنظر إلى 2018 بكامله، فإن الطلب على النفط والإنتاج من خارج أوبك سينموان بالقدر ذاته تقريباً، وقد يكون هذا التوقع الحالي هو سقف التطلعات لارتفاع أسعار النفط». ورجحت الوكالة أن «يكون مخزون النفط التجاري قد تراجع في الربع الثالث من السنة، في انخفاض هو الثاني فقط منذ انهيار سعر الخام في 2014 بفضل تراجع كميات النفط في المخزون العائم أو المنقول». وأوضحت أن «المخزون التجاري لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفض في آب (أغسطس) 14,2 مليون برميل إلى 3,015 بليون برميل ليصبح مستوى الفائض 170 مليون برميل فوق متوسط خمس سنوات». ولكن المنظمة أوضحت أن «أرقامها تشير إلى احتمال حدوث زيادة في الربع الأول من العام المقبل»، ما يعني أن «أوبك» وشركاءها لا يمكنهم تحمل تبعات انخفاض مستوى الالتزام باتفاق خفض الإنتاج. واستقر معروض «أوبك» من دون تغير يذكر في أيلول (سبتمبر) عند 32,65 مليون برميل يومياً، لكنه انخفض 400 ألف برميل يومياً عنه قبل سنة، ما يعني أن نسبة التزام المنظمة بخفض الإنتاج 1,2 مليون برميل يومياً بلغت 88 في المئة الشهر الماضي و86 في المئة منذ مطلع السنة، وفقاً لما أكدته الوكالة. وأضافت أن «ما من شك في أن كبار المنتجين جددوا الالتزام بعمل كل ما يلزم لتعزيز السوق ودعم عملية إعادة التوازن الطويلة. وتم تحقيق الكثير صوب إعادة التوازن إلى السوق، لكن البناء على هذا النجاح في 2018 سيتطلب انضباطاً مستمراً». وأشارت إلى أنها «تتوقع ارتفاع الطلب على إنتاج أوبك من الخام إلى 32,98 مليون برميل يومياً في الربع الثالث من السنة، بما يتجاوز إمدادات أيلول، وأن يهبط بعد ذلك إلى 31,87 مليون برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الأولى من 2018». ولفتت إلى أنها تتوقع ارتفاع معروض الخام من الدول غير الأعضاء في أوبك 700 ألف برميل يومياً هذه السنة، و1,5 مليون في 2018 ليصل إلى 59,6 مليون برميل يومياً مع مساهمة الولايات المتحدة بأكبر قدر في الزيادة. وأكدت أن «الإنتاج تعافى على الأرجح في بحر الشمال والبرازيل، بينما كان للزيادة المستمرة في الإنتاج من الحقول الجديدة في كازاخستان وغانا والكونغو، مساهمة أيضاً بـ57,9 مليون برميل يومياً، فيكون إجمالي الإنتاج من خارج أوبك أعلى منه قبل عام بـ975 ألف برميل يومياً». وزاد إنتاج الخام الأميركي 550 ألف برميل يومياً في تموز (يوليو) مقارنة بمستواه قبل سنة إلى 9,24 مليون برميل يومياً، وهو الأعلى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 بدعم معظمه من زيادة إنتاج النفط الصخري. وتوقعت الوكالة نمو إنتاج الخام الأميركي 470 ألف برميل يومياً في 2017 و1,1 مليون برميل يومياً في 2018. إلى ذلك، أكدت مصادر تجارية أن البحرين تعتزم تصدير شحنات أقل من خام «بانوكو» العربي المتوسط في كانون الأول (ديسمبر) بسبب أعمال صيانة كانت مقررة سلفاً في حقل نفط. ولم يتضح بعد عدد الشحنات المتأثرة بالقرار. وقد يؤدي خفض الصادرات إلى شح إمدادات الخام المتوسط العالي الكبريت في كانون الأول، لكن الأثر ربما يكون محدوداً بسبب العدد القليل من المستخدمين النهائيين لهذا الصنف من الخام، وفقاً لما أكده التجار. في سياق منفصل، أكدت «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا) أن شركة نفط الكويت تمكنت من السيطرة على حريق نشب مساء أول من أمس في أحد مواقع العمل بحقل «برقان»، أكبر حقول النفط الكويتية على الإطلاق.
مشاركة :