وصف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صفقة الاتفاق النووي مع إيران بأنها واحدة من أسوأ الاتفاقيات التي رآها لجهة أن بنودها كانت «غير مكتملة»، وذلك في حوار مع قناة «فوكس نيوز»، بينما رأى مسؤول في إدارة ترامب أن الوقت حان للوقوف بـ«وجه القتلة بإيران وشريكهم الأصغر حزب الله الذين روعوا العالم». وقال ترامب معلقاً على الاتفاق النووي، «أظن أنها من بين الاتفاقات الأقل اكتمالاً التي رأيتها في حياتي، لقد قدمنا 150 مليار دولار ولم نحصل على شيء بالمقابل، بينما حصلوا هم على مسار يسمح لهم بالوصول إلى الأسلحة النووية بشكل سريع». مواجهة من جهته، قال مساعد ترامب لشؤون الأمن ومحاربة الإرهاب، توماس بوسيرت، إن على العالم أن يقف بمواجهة نظام إيران الذي اتهمه بممارسة «القتل والطغيان» وكذلك بوجه «شريكه الأصغر» حزب الله، الذي وصفه بأنه أداة تستخدمها طهران لانتهاك سيادة دول المنطقة. وجاءت هذه التصريحات ضمن مقال لبوسيرت نشرته صحيفة «لو موند» الفرنسية الواسعة الانتشار بمناسبة مرور عقدين على إدراج الولايات المتحدة لحزب الله رسميا على قائمة الإرهاب. وقال بوسيرت إن الوقت حان لحشد رد دولي على «جماعة حزب الله اللبنانية الإرهابية»، التي قال إنها «روّعت الشرق الأوسط والعالم منذ تأسيسها». ولفت بوسيرت إلى أن الحزب يبقى يمثل «تهديداً لأميركا ولأمن الدول في الشرق الأوسط وخارجه، مضيفاً أن الحزب مسؤول عن خطف جنود ومدنيين وإطلاق صواريخ على إسرائيل وتنفيذ أعمال إرهابية حول العالم. ورأى المسؤول الأميركي أن حزب الله حاول على الدوام إخفاء نواياه من خلال السعي للحصول على شرعية قانونية بدأت بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية اللبنانية عام 1992 وصولاً إلى الوقت الحالي الذي يسيطر فيه الحزب والقوى المتحالفة معه على قرابة نصف عدد مقاعد الحكومة والبرلمان. ورفض بوسيرت التفريق بين جناحين سياسي وعسكري للحزب، قائلاً إن المسؤولين السياسيين للحزب هم أنفسهم من يقود خططه الإرهابية حول العالم، متهما الحزب ببناء نفوذه السياسي على حساب ضحاياه الذين عدد بينهم رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، والعشرات من المسؤولين اللبنانيين الآخرين، مضيفاً، «اللبنانيون لن يتمتعوا أبداً بالحرية السياسية الحقيقية للتعبير عن رغباتهم طالما ظلوا تحت تهديد عنف وضغط حزب الله». منظمة قتلة وتوجه بوسيرت بخطاب صارم نحو الدول التي تتخذ بعد خطوات لتصنيف الحزب على قوائم الإرهاب بالقول «يجب إنهاء حالة التراخي القائمة حيال منظمة لا هدف لها سوى الإرهاب والقتل». وشدد بوسيرت على أن إدارة ترامب «ستواصل قيادة جهود عزل الممول الأساسي لحزب الله، وهو إيران». وتابع بالقول، «إيران لا تحترم سيادة جيرانها ولا كرامة شعبها، وتستخدم عائدات النفط لتمويل حزب الله ومنظمات إرهابية أخرى عوض استعمالها لفائدة شعبها. نظام إيران يستعمل حزب الله كأداة لانتهاك سيادة الدول في الشرق الأوسط». وحض المسؤول الأميركي كافة الدول على «الوقوف بوجه الطغاة القتلة في إيران وشريكهم الأصغر حزب الله»، مشدداً على ضرورة أن يرسل المجتمع الدولي رسالة موحّدة إلى حزب الله بأنه لا يعتبره حزباً سياسياً شرعياً. خلل خطير من جانبه قال الجنرال الأميركي المتقاعد شارلز والد، إن الفترة التي أعقبت الاتفاق النووي مع إيران شهدت تحول حزب الله والحرس الثوري إلى قوى قادرة على تغيير مسار الصراعات في المنطقة. وأضاف والد، في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب التي عقدت حلقة للحديث عن الملف الإيراني، أن الاتفاقية مع إيران «خلقت خللاً خطيراً على المستوى الاستراتيجي لأنها أعطت إيران فوائد مالية وعسكرية وجيوسياسية واسعة وحرمت أميركا بالمقابل من وسائل الضغط التي كانت بحوزتها». وأضاف أنه «بظل الاتفاق، ولأول مرة منذ عقود، تجرأت إيران على استفزاز البحرية الأميركية في الخليج، وهاجمت مليشيا الحوثي التابعة لها في اليمن السفن الأميركية وسفن الدول الحليفة لها، ومارست القصف على المدن والقواعد السعودية». وحذر الجنرال الأميركي من التأثير العسكري المتزايد لإيران في المنطقة بالقول إن «الحرس الثوري، الذي بات يمتلك سيطرة مزايدة على صنع القرار السياسي في البلاد، ومعه تابعه الإرهابي، حزب الله، حولا نفسيهما إلى قوات قتالية طليعية محترفة ويمكن لإيران الآن التدخل بشكل حاسم لتغيير مسار الأحداث والصراعات في الشرق الأوسط وتأسيس معاقل جديدة لها لتهديد حلفاء أميركا». توصيات للمواجهة أوصى الجنرال الجنرال الأميركي المتقاعد شارلز والد بعدد من الخطوات لمواجهة الخطر الإيراني، عبر إسقاط الصواريخ التجريبية الإيرانية، ونقل قطع من الأنظمة المتطورة المضادة للصواريخ إلى دول الخليج. وضمان امتلاك الولايات المتحدة لاستراتيجية خاصة بفترة ما بعد تنظيم داعش وقوات تابعة لها على الأرض في سوريا، لمنع إيران وحزب الله والقوى التابعة لهما من تحديد مصير مستقبل ذلك البلد، ومنع تشكيل جسر برّي يصل مباشرة من طهران إلى ضفاف البحر المتوسط.
مشاركة :