كشف مدير عام هيئة السياحة والآثار في منطقة الحدود الشمالية الدكتور جهز الشمري عن خطة لترميم طريق "زبيدة" التاريخي المار بمحافظة رفحاء. وقال في تصريح ل"الرياض" ان فرع السياحة بالمنطقة سيتولى الترميم لجميع مسار درب زبيدة في منطقة الحدود الشمالية، حيثث تم في العام الماضي تهيئة بركتين من المعالم الأثرية المهمة في محافظة رفحاء على هذا الدرب "الجميما، والثليماء" وستتوالى هذه الأعمال، كما سيتم طرح مشروع في القريب العاجل لتهيئة البرك في "الشاحوف في قرية زبالا التاريخية" 25 كم جنوب رفحاء. وعن تهيئة بعض الآثار الموجودة في قرية لينة الأثرية واستثمار السوق القديم فيها اشار الشمري" ان فرع الهيئة بالمنطقة يعمل بالتعاون مع بلدية "لينة" على تشغيل السوق التراثي بعد ترميمه وتهيئته من قبل البلدية والآن نحن في طور استثمار قصر لينة والسوق التراثيين خصوصاً، وان بلدة لينة في أهم موقع مرتبط بالسياحة البيئية. وعن إحياء درب زبيدة التاريخي بشكل كامل قال هناك اتفاقية وقعتها الهيئة العامة للسياحة والآثار مع وزارة الزراعة، فمن جهة منطقة حائل هناك برك مماثلة لما هو موجود في رفحاء، وفيما يخصنا في الهيئة هناك اهتمام كبير جداً من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بهذه البرك والمعطيات الأثرية المهمة، ولدينا مشروع في المرحلة الأولى سيتم تهيئة هذه البرك ومعالجتها كإحياء لهذا الدرب وسيكون على مراحل لمحاكاة درب زبيدة قديماً. وسيرى هذا المشروع قريباً في محافظة رفحاء وهو مركز درب زبيدة التاريخي، وسيكون نواة للمتحف وانطلاق الفعاليات المرتبطة بدرب زبيدة التاريخي، ومحاكاة ما كان عليه الدرب قديما، وستكون المرحلة الأولى من رفحاء إلى زبالا على هذا الطريق، ومن ثم المواصلة حتى يصل الركب من منطقة حائل التي تعمل الآن بالتعاون مع جامعة حائل ووزارة الزراعة على تفعيل درب زبيدة من جهة مركز فيد التاريخي التابع لمنطقة حائل. الجدير بالذكر انّ "درب زبيدة" يبدأ من "الكوفة" حتى "مكة المكرمة"، ويمر بأراضي المملكة من الجهة الشمالية، وتعتبر محافظة "رفحاء" أولى المدن التي تحتضن هذا الطريق، الذي يعد شريان ذلك العصر، وطرقته قوافل التجارة والحجاج، وسارت عليه جيوش وغيرها، وتقع على هذا الطريق 72 محطة، بالإضافة للبرك القديمة التي ما زالت شاهداً على العصر الإسلامي، حيث قال "ابن جبير" في كتابه "رحلة ابن جبير": "ومن لطائف صنع الله تعالى بوفده وزوار حرمه أن كانت هذه المصانع كلها عند صعود الحاج من بغداد إلى مكة دون ماء"، فهو بذلك يقصد "البرك" والمصانع، لأنّ العديد من الآبار التي على جنبات الطريق تحتفظ بالمياه طيلة العام، وأصبح الحجاج والمسافرون يعتمدون عليها اعتماد هاماً في توفير المياه في ذلك الوقت.
مشاركة :