يبدو أن العالم لم يبح بعد بكل أسراره، فقد عثر علماء في السويد على ملابس للدفن تعود لعصر الفايكنغ مطرزة وعليها كلمة "الله" و"علي"، ما يُعيد النقاش حول علاقة المسلمين بالفايكنغ، وفهم بعض أحداث التاريخ غير الواضحة لحد الآن. مقبرة الفايكنغ في السويد. ذكرت جريدة "الغارديان" البريطانية اليوم الجمعة ( 13 أكتوبر/تشرين الأول) أن علماء في السويد عثروا على أحرف عربية لكلمة "الله" و"علي"، رابع الخلفاء الراشدين مطرزة على ملابس للدفن تعود إلى عصر"الفايكنغ". والفايكنغ مصطلح يدل على الأشخاص الذين ينحدرون من الدول الاسكندنافية (النرويج، الدنمارك، السويد) بين القرنين الثامن والحادي عشر. وقد كانت لديهم سمعة سيئة باعتبارهم قراصنة وغزاة. بيد أنهم كانوا أيضا بحارة مهرة تمكنوا من الانتشار في جميع أنحاء أوربا والشرق وآسيا، بالإضافة إلى إقامتهم العديد من الطرق التجارية عبر العالم، وفق ما أشار إليه موقع "هيستري توداي". وأوضحت "الغارديان" أن باحثين من جامعة "أوبسالا"، وهي أقدم جامعة في السويد، أعادوا فحص بقايا ملابس جنائزية لرجل وإمرأة، تم العثور عليها بمقابر في منطقة بيركا وغاملا السويدية، ليجدوا ملابس مصنوعة من خيوط الحرير والفضة مكتوب عليها كلمة "الله" و"علي" ونشر الحساب الرسمي لجامعة "أوبسالا" على تويتر صورة لملابس الدفن، التي تم العثور عليها ويظهر عليها بوضوح كلمة "لله". وأشارت الباحثة في علم النسيج الأثري في جامعة أوبسالا، أنيكا لا ريسون، أن "التصاميم الهندسية الصغيرة التي لا يتجاوز ارتفاعها 1,5 سنتيمتر للنص لا تشبه أي شئ عثرت عليه من قبل في الدول الاسكندنافية" وأضافت وفق ما نقل عنها موقع "بي بي سي" البريطاني: "لم أستطع تحديد المعنى عندما رأيتها، ثم تذكرت أنني شاهدت تصاميم مشابهة في نسيج عثر عليه في إسبانيا والمغرب". فك اللغز وفي سياق متصل، أفادت لاريسون أنها تمكنت من معرفة الكلمة الأولى "علي" بفضل استعانتها بزميل إيراني لها. في حين عجزت عن قراءة الكلمة الثانية الموجودة على ملابس الدفن. ما دفعها إلى تكبير الحروف وعكسها من عدة زوايا بهدف فك طلاسم اللغز. وأضافت "فجأة شاهدت كلمة الله مكتوبة بطريقة انعكاسية". وتابعت نفس المتحدثة أنها لا تستبعد فرضية أن يكون بعض المدفونين في المقابر من المسلمين. وقالت: "تظهر هذه النتائج على الأرجح أن الملابس الجنائزية في عصر الفايكنغ تأثرت أيضا بأفكار ذات طبيعة إسلامية على غرار الخلود في الجنة بعد الموت". اتصال قديم! من جهة آخرى، أكدت "الغارديان" أن اتصال شعوب الفايكنغ مع العالم الإسلامي هو حقيقة راسخة، حيث وجد علماء أكثر من 100 ألف عملة فضية إسلامية تعرف باسم "الدرهم" تعود لعصر الفايكنغ. زيادة على ذلك، أظهر تحليل الحمض النووي لبعض مقابر الفايكنغ أن بعض الأشخاص المدفونين هناك يرجع أصلهم إلى بلاد فارس. جدير بالذكر أن عام 2007 شهد اكتشاف عملات فضية خاصة بالفايكنغ تحتوي على أشياء ترتبط بمعتقدات المسيحية والإسلام على الأقل بسبع لغات مختلفة. كما أن سنة 2015 شهدت اكتشاف خاتم زجاجي لامرأة من الفايكنغ منقوش عليه "لله"، وفق ما ذكرت "الغارديان" البريطانية. ر.م/ع.ج
مشاركة :