أربيل تنشر آلافاً من البشمركة قرب كركوك لصد «أي تهديد»

  • 10/13/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتجه الأزمة بين بغداد واقليم كردستان إلى المزيد من التصعيد على خلفية إجراء إقليم شمال العراق للاستفتاء مع غياب أي أفق للحل في الوقت الراهن وتشبث الفريقين بشروطهما لاطلاق حوار وفق الدستور ينهي الازمة، وتمسك قيادة الإقليم بنتائج الاستفتاء. وتسارعت التطورات الميدانية خلال اليومين الماضيين في اتجاه ينذر بصدام مسلح، لاسيما مع التحشيد العسكري قرب كركوك ومناطق متنازع عليها، ولم تنجح تطمينات رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزارة الدفاع العراقية في نزع فتيل التوتر. وامس اكدت القيادة العامة لقوات البشمركة تحركات الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي في محيط كركوك رغم نفي قيادة العمليات المشتركة انطلاق أي عملية عسكرية ضد البشمركة. وقالت قيادة قوات البشمركة إن الحشد وبعض قطاعات الجيش قامت ليل الخميس بالتحرك والاستعداد للهجوم على المناطق الخاضعة لسيطرة الاكراد بمحيط كركوك، مضيفة ان هذه التحركات «تأتي بعد تشجيع ودفع أجنبي». وأكدت القيادة أن هذا الوضع «سيؤدي إلى كارثة كبيرة»، وأنها «ليست مع الحرب واسالة الدماء». وطالبت، من منطلق الاحساس بالمسؤولية، حكومة بغداد بأن تلجأ إلى طريق التفاوض وحل المشكلات بدلا من تحريك القوات وفرض نفسها بالقوة. ووُضِعت قوات البشمركة في حالة إنذار، ونشرت آلافا من أفرادها للدفاع عن كركوك من أي هجوم محتمل. وقال كوسَرْت رسول نائب رئيس إقليم كردستان إن عشرات الآلاف من البشمركة يجري نشرهم في كركوك. فيما أوضح مسؤول محور غرب كركوك كمال كركوكي أن قوات البشمركة أكملت جاهزيتها في جميع محاور المدينة. من جهته، قال هيم هورامي المستشار السياسي للبرزاني، إن البشمركة تحتشد على أطراف كركوك لصد أي توغل. وكتب في موقع تويتر: «نحن شعب مسالم ولن نقدم على مهاجمة أحد، لكن قواتنا تحتشد على أطراف كركوك لمواجهة أي طارئ». بغداد تنفي: إعادة انتشار وفي بغداد، نفت قيادة العمليات المشتركة أنباء انطلاق عملية عسكرية جنوب كركوك، وأكدت أن قواتها ما زالت تجري عمليات التطهير والتفتيش في المناطق المحررة في (الحويجة) المحاذية لمدينة (كركوك) التي استعادتها من تنظيم داعش. وهددت القيادة وسائل الإعلام التي تحاول إرباك الرأي العام والتأزيم باتخاذ الإجراءات القانونية بحقها، ودعت الجميع إلى توخي الدقة وأخذ الأخبار من مصادرها الرسمية. بدوره، قال وزير الداخلية قاسم الاعرجي، إن القوات الاتحادية بدأت بعمليات اعادة انتشار في كركوك ضمن خطة تهدف الى العودة بالاوضاع هناك الى ما كانت عليه قبل صيف عام 2014. وسيطرت البشمركة، على المناطق المتنازع عليها، ومن بينها كركوك، في أعقاب فرار الجيش العراقي امام اجتياح «داعش» شمال وغربي البلاد صيف 2014. وقال الاعرجي إنه لا توجد عمليات عسكرية في قاطع كركوك، وإنما هي عملية إعادة انتشار للقوات الاتحادية بعد انتهاء تواجد «داعش» في القاطع. وفي هذا الاطار قال ضابط كبير ان القوات الاتحادية بدأت عملية باتجاه «استعادة» مواقعها التي خسرتها بعد أحداث يونيو 2014 في كركوك. منطقة بشير وبموازاة ذلك، قال شهود ومصادر من الحشد الشعبي إن قوات من الحشد تقدمت باتجاه مدينة كركوك من المحور الجنوبي، وتمكنت من السيطرة على منطقة بَشير التابعة لناحية تازة بعد انسحاب البشمركة منها. بدوره، قال قائد البشمركة في كركوك جعفر الشيخ مصطفى ان قواته انسحبت من هذه المواقع (مساحة 72 كيلومترا مربعا تقريباً) لانها دخلتها سابقاً لمحاربة داعش». وتابع «انسحبنا الى خطوطنا في اطراف كركوك وعززنا مواقعنا وسندافع عن المدينة في حال شن الجيش العراقي اي هجوم عليها». وتحدث مصطفى عن اتصالات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي لمعالجة المشكلة خلال 48 ساعة. لكنه قال ان «قادة عسكريين ابلغوه بان لديهم اوامر بالتوجه الى هذه المناطق ولا يهتمون بتصريحات العبادي». وتناقل عناصر في الحشد الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي صور احد عناصر الحشد وهو يرفع شارة النصر قرب علم لاقليم كردستان. في حين تبث مواقع للحشد وعناصر وقياديين ميدانيين تصريحات بأن لديهم اوامر باستعادة المناطق المتنازع عليها، رغم نفي الحكومة. حقول النفط وكانت حكومة كردستان اعلنت انها «قلقة من تحشيد الجيش والحشد الشعبي في البشير وتازة (حوالى 10 كلم) جنوب كركوك وتبعد 3 كيلومترات فقط من خطوط البشمركة». ووفقا لجهاز الاستخبارات الكردي، فإن قوات الحكومة «تعتزم الاستيلاء على حقول النفط ومطار وقاعدة عسكرية». وكانت حقول النفط في كركوك تخضع للحكومة المركزية من خلال شركة نفط الشمال التابعة لوزارة النفط. وسيطر الاكراد عام 2008 على حقول خورمالا، وسيطروا خلال هجمات ضد «داعش» عام 2014 على حقلي هافانا وباي حسن وعلى قاعدة الفرقة 12 من الجيش العراقي ومطار مجاور لها بعد وقت قصير من سقوط الموصل. وتزود حقول النفط الثلاثة الواقعة في كركوك، الاقليم بـ 250 الف برميل يوميا من اصل 600 الف برميل هي مجموع ما يصدره الاقليم يوميا. وستشكل خسارة هذه الحقول خسارة كبيرة لدخل الاقليم. ودعت وزارة البشمركة الولايات المتحدة، إلى التدخل إزاء التحركات العسكرية للجيش والحشد، وذلك عقب لقاء سربست لزكين، وكيل وزارة البشمركة،مع كرين كروس، القنصل الاميركي في اقليم كردستان. حدود أبريل 2003 من جانبه، قال النائب إسكندر وتوت، عضو التحالف الوطني، إن رئيس الوزراء ملزم بتطبيق ما أقره البرلمان الأسبوع الماضي، خاصة عودة السلطة الاتحادية إلى المناطق المتنازع عليها في ديالى (شرق) وكركوك ونينوى وصلاح الدين (شمال). وأضاف وتوت أنه على قادة الإقليم القبول بالعودة إلى حدود التاسع من أبريل عام 2003 في المناطق المتنازع عليها، وبخلاف ذلك سيتحمل الإقليم التبعات التي قد تحدث. وعلى وقع هذه التطورات، وجهت هيرو إبراهيم أحمد عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، أرملة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، رسالة إلى أكراد العراق أكدت فيها ضرورة بدء الحوار مع الحكومة الاتحادية في بغداد لحل جميع المسائل العالقة، والتحلي بالصبر والحكمة في سبيل تهدئة الأوضاع المتوترة في كركوك. كما وجه بافيل طالباني نجل الرئيس العراقي الراحل رسالة إلى المجتمع الدولي وبغداد، طالب فيها بالتهدئة، مؤكداً أن كركوك تحتاج إلى إدارة مشتركة بموجب نتائج آخر انتخابات. (بغداد- ا ف ب، رويترز، الاناضول، د ب أ)

مشاركة :