الاسباب والعلاج : نسيان الأسماء ذاكرة خائنة ومواقف محرجة

  • 10/13/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن- متابعات :الذاكرة التي تخون تجعلنا نمر بمواقف محرجة لنا، وقد تكون قاسية على الآخرين من دون ان نقصد، فكم من الأشخاص الذين التقيناهم يوماً ثم أخذتنا عنهم هموم الحياة وتشعباتها، ولسبب ما استطاعوا ان يحتفظوا في ذاكرتهم بتفاصيل علاقتنا بهم، بينما نكون نحن قد نسينا حتى أشكالهم وأسمائهم، وأبعدتنا الظروف عنهم، وخانتنا ذاكرتنا المثقوبة من فرط ما أرهقتها الأحداث وزحمة الحياة. وتلك الحالة المؤقتة تجعل كثيرا من الناس يتساءلون عن أسبابها، وهل من طريقة لتجنب تلك المواقف أو لجعل الذاكرة أكثر وفاء للماضي وعلاقاته، فتقول هنادي حنونة، موظفة: عملي يتطلب مني التيقظ التام في معرفة الناس، والتعامل معهم، إذ إني أعمل في مجال العلاقات العامة، لكن هناك حالات تواجهني أشعر فيها بالحرج، والغريب أنها تكون خارج إطار العمل مع الأصدقاء، اذ يصادف أن ألتقي إحدى الصديقات، ولكني أنسى اسمها تماما، ويكون الحرج أكبر حين يكون هناك شخص ثالث معنا.وعلي أن أعرفهما إلى بعض، وحينها بالفعل أكون محرجة، خصوصا أن بعض الناس يجدون في الامر تجاهلا لهم أو تكبرا عليهم، بينما في الحقيقة لا يحضرني الاسم أبدا، ولا أعرف السبب لهذه الحالة، والحمد لله أنها ليست حالة متكررة، وإنما تمر بالمصادفة، والا لكانت مأساة بالنسبة لي. ويذكر عيسى محمد أن مواقف محرجة كثيرة مر بها بسبب نسيانه أسماء الأشخاص الذين يلتقي بهم وهو يعرفهم، يقول: التقيت مرة أحد أصدقاء الجامعة المقربين في رحلة خارج البلاد، وقد ناداني صديقي. وعانقني فرحا بلقائنا، وأنا أتذكر كل ذكرياتنا الا اسمه، وقد استعدنا تفاصيل كثيرة وجميلة وضحكنا كثيرا، لكنه صدم في آخر الأمر حين أضطررت إلى إخباره اني لا أتذكر اسمه، ونصحني بمراجعة طبيب لحالتي، وبقينا نتواصل بعدها، وفي كل مرة التقيه يذكرني باسمه قائلا: أقوله من البداية لكي لا تنساه. ويعمد كثير من الاشخاص أثناء التعارف الى تقديم أنفسهم بذكر اسمائهم منعا للاحراج مع الآخرين الذين قد لا يتذكرون الاسماء في وقتها، تقول داليا الربيعي، موظفة: خلال حضوري مع الاصدقاء لاحظت ان حالة من النسيان يمكن أن تصيب الشخص الذي يقدمني إلى الآخرين؛ فصرت أبادر دائما الى تقديم اسمي بنفسي خلال التعارف تجنبا للحرج. يمكن للضغوط النفسية والمشاغل الكثيرة كذلك أن تؤثر في ذاكرة الاشخاص وقدرتهم على تذكر التفاصيل والاسماء والأشياء الصغيرة، فيروي سالم الغامدي أنه مر بفترة عصيبة من حياته حين كان يعاني ضغوطا في العمل. وفي البيت؛ فصار ينسى أين وضع مفاتيح سيارته، ويخطئ في اسماء أصدقائه، ويسهو عن شرب قهوته إلى أن تبرد وتنتهي لذتها، وقد شك في قدراته على التذكر، لكنه استعاد نشاطه ما أن اختفت تلك الضغوط، وقد فاجأته تلك الحالة، لأنه من الاشخاص الموصوفين بقوة الذاكرة، لذا تأكد أن الوضع النفسي يؤثر كثيرا في التركيز والذاكرة. توصلت دراسات علمية أجراها علماء في جامعتي نيوكاسل ونورثمبريا إلى ان عشبة (الميرمية) تقوي الذاكرة، ويقول باحثون آخرون ان النوم المريح في الليل خاصة يساعد في إنعاش جوانب معينة في الذاكرة منها ما يتعلق بأحداث الماضي وصوره. وتقول دراسات أخرى ان فيتامين (ب) يحافظ على قوة الذاكرة والقدرات الذهنية عند الانسان. وكذلك يرى الباحثون ان الشاي الأخضر والقهوة والشوكولاتة والرياضة كلها تساعد في تحسين أداء الذاكرة، وتوجهت الأبحاث الى ايجاد عقارات طبية تحسن الذاكرة وتقلل من النسيان. وبالمقابل تحذر الدراسات من ان الملل يؤدي الى النسيان وان التدخين المستمر يسرع شيخوخة الذاكرة قبل وقتها. ولابد ان الذاكرة من القدرات العقلية التي حظيت باهتمام الباحثين لأنها تمثل حصيلة تجارب المرء وتشكيله لشخصيته، وهي حقاً تستحق هذا الاهتمام، وهذا ما يجعلني أتساءل: ما الذي يجعلنا نتذكر تفاصيل دقيقة جداً عن أشياء بسيطة، بينما نفقد هذه الموهبة في حالات نكون فيها بأمس الحاجة إلى قوة ذاكرتنا. وبالتأكيد لو عكفنا على شرب (الميرمية) صباحاً ومساء وتناولنا فيتامين (ب)، وكل ما أوصى به الخبراء سنقف يوماً ما في حالة حرج، ونحن نحاول تذكر الشخص الذي يقف امامنا، ويروي تفاصيل من الماضي، لا ندرك كيف وصل إليها، لكننا نحاول ادعاء التذكر، وفي الحقيقة اننا نسينا تلك الأشياء، وليس من السهل استعادتها. تقول إحدى الدراسات إن أسلوب الحياة البسيط السهل يساعدنا في الاحتفاظ بقدراتنا الذهنية، وذاكرتنا بحالة جيدة بعيدة عن الارتباكات، وربما يكمن الخطأ في أسلوب الحياة المربك الذي نعيش تحت وطأته فترتبك ذاكرتنا، بينما يتخيل الآخرون اننا نتجاهلهم، ولا يعرفون ان المأزق يكمن في ان ذاكرتهم وفية بينما ذاكرتنا كثيراً ما تخون. ——————————– المصدر : صحيفة البيان الالكترونية

مشاركة :