انسحاب الولايات المتحدة من اليونسكو وعذر أقبح من ذنب !!

  • 10/14/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشاعر المتوكل الليثي :لاتنه عن خلق وتأتي مثلهعار عليك إذا فعلت عظيميقول المثل (باب النجار مخلع) فالدولة التي تدعي بأنها تدعم حق الانسان في التعليم والثقافة وحرية الرأي والتعبير هي أول من ينتهك هذه الحقوق بطريقة فجة ووقحة فقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من منظمة اليونسكو التي تهتم بالتعليم والثقافة والآداب لسبب غير منطقي وينطبق عليه المثل القائل(عذر أقبح من ذنب) فقد كان السبب كما أعلن عنه هو قبول منظمة اليونسكو لدولة فلسطين في عضويتها واعتبرت ذلك تحيز المنظمة للعرب وخاصة الفلسطينيين وانحيازها لهم على حساب الكيان الصهيوني المسخ وهو مايؤكد أن إسرائيل هي مجرد الولاية الواحد والخمسين الأمريكية ومصالحهما واحدة .الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من المؤسسين لمنظمة اليونسكو وأيضا هي الداعم الأكبر لها فهي تساهم في 20% من ميزانية اليونسكو والتي تبلغ 80 مليون دولار من أصل 400 مليون دولار وهذا الانسحاب معناه توقف الدعم وعدم تمكن المنظمة من أداء مسؤولياتها ونشر الثقافة والمعرفة في دول العالم وهذا التصرف هو يشكك في مصداقية أمريكا في الدفاع عن حقوق الإنسان في الثقافة والمعرفة مما يهز ويشوه صورة الولايات المتحدة في العالم المتحضر .إن توقيت انسحاب الولايات المتحدة من اليونسكو والذي أعلنت عنه مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة عند زيارتها لليونسكو مؤخرا وهو توقيت غير بريء يتزامن مع انتخابات لاختيار مدير جديد لمنظمة اليونسكو والتي يتنافس عليها مرشحون عرب من قطر ومصر واحتمال أن يفوز عربي في المنصب وهي لا تريد للمرشح الجديد العربي أن يتحرك بحرية وينفذ الخطط التي يريدها والتي قد تصب في مصلحة الدول العربية ولذلك هي تريد أن تمتنع عن دفع حصتها مما يربك إدارة اليونسكو في تنفيذ برامجها .الواضح أن الولايات المتحدة تريد أن تستغل الدعم الذي توفره لمنظمات الأمم المتحدة مثل اليونسكو وغيرها حتى تسيطر على تلك المنظمات وتجعلها تخدم مصالحها وتنفذ أجندتها وهو نوع من تسييس الأعمال التي تقوم بها منظمات الأمم المتحدة لتخدم مصالح الولايات وهو تدخل صارخ في صلاحيات الأمم المتحدة وتحويلها إلى إدارة في البيت الأبيض .إن هذا الانسحاب يطعن في مصداقية الولايات المتحدة كشريك وراعي لعملية التسوية في الصراع العربي الإسرائيلي فهي حليف لإسرائيل ولا تصلح أن يكون لها دور في مايحدث في القضية الفلسطينية من مصالحة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية والتي تمهد لاستكمال محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية فهي حتما ستكون منحازة بشكل فاضح لإسرائيل.لاشك أن القرار الأمريكي بالانسحاب من اليونسكو سوف يضر أولا بسمعة الإدارة الأمريكية ومكانة الولايات المتحدة في العالم لأنها ربطت مصيرها بالكيان الصهيوني وبهذا تخسر مصالح وخدمات الدول العربية والدول الداعمة للقضية الفلسطينية مثل روسيا والصين وبعض الدول الأوروبية من أجل دولة إسرائيل التي هي دولة مارقة تضرب بعرض الحائط كل العهود والمواثيق وقرارات الأمم المتحدة وهي لاتختلف عن النظام الإيراني في دعمها للإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى.إن الإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس ترامب تفكر بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران وتفرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني وهو لاشك قرار جريء يصب في مصلحة العلاقات الخليجية الأمريكية ولكن من ناحية أخرى دعم إسرائيل بشكل فاضح في كل المحافل والمنظمات الدولية يضر بشكل كبير بتلك العلاقات ولهذا على الإدارة الأمريكية أن تعيد النظر في قرارها بالانسحاب من اليونسكو وتأييدها ودعمها الفاضح لإسرائيل وعليها أن توازن بين مصالحها مع إسرائيل والدول الخليجية والعربية فلا تميل كل الميل للكيان الصهيوني على حساب مصالحها مع الدول الخليجية والسياسة اليوم هي لغة المصالح وليس العواطف وما تقوم به أمريكا من الكيل بمكيالين فهي مدافع عن حقوق الإنسان والداعم لدولة تنتهك حقوق الإنسان هو نفاق سياسي لا يخدم المصالح الأمريكية العليا.أحمد بودستور

مشاركة :