الإستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه إيران ترتكز على مواجهة نفوذها ونهجها «العدواني» - خارجيات

  • 10/14/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - أعلن البيت الأبيض، أمس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد التشاور مع فريقه للأمن القومي، صادق على إستراتيجية جديدة للتعامل مع إيران، وصفها بأنها ثمرة تسعة أشهر من المشاورات مع الكونغرس والحلفاء من أجل حماية الأمن الأميركي. وشدد في بيان، أمس، أن الوقت حان «لكي ينضم إلينا العالم بأسره في مطالبة الحكومة الإيرانية بإنهاء سعيها إلى الموت والدمار». وحسب البيان، فإن الاستراتيجية «تركز على تحييد التأثير المزعزع للاستقرار للحكومة الإيرانية وكذلك تقييد عدوانيتها، لا سيما دعمها للإرهاب والمسلحين». وستقوم الولايات المتحدة بإعادة تنشيط تحالفاتها التقليدية وشراكاتها الإقليمية «كمصد ضد التخريب الإيراني واستعادة أكبر لاستقرار توازن القوى في المنطقة». كما ستعمل على «حرمان النظام الإيراني، ولا سيما(الحرس الثوري)، من تمويل أنشطته الخبيثة، ومعارضة أنشطة (الحرس الثوري) الذي يبدد ثروة الشعب الإيراني». وتشمل الاستراتيجية أيضاً مواجهة «تهديدات الصواريخ البالستية والأسلحة غير المتماثلة الأخرى» الموجهة ضد الولايات المتحدة وحلفائها، إضافة إلى «حشد المجتمع الدولي لإدانة الانتهاكات الجسيمة لـ (الحرس الثوري) لحقوق الإنسان واحتجازه غير العادل للمواطنين الأميركيين وغيرهم من الأجانب بتهم زائفة». كما تشدد الاستراتيجية الجديدة على حرمان «النظام الإيراني من جميع المسارات المؤدية إلى سلاح نووي». واعتبر بيان البيت الأبيض أن «السلوك المتهور للنظام الإيراني... يشكل أحد أخطر التهديدات لمصالح الولايات المتحدة والاستقرار الإقليمي»، مشيراً إلى أن طهران استغلت الصراعات الإقليمية وعدم الاستقرار لتوسيع نفوذها الإقليمي بالقوة وتهديد جيرانها في مقابل خسائر محلية أو دولية ضئيلة إزاء أفعالها. ولفت إلى أن «النطاق الكامل للأنشطة الخبيثة للنظام الإيراني يمتد إلى ما هو أبعد من التهديد النووي»، وتحديداً «الصواريخ البالستية وانتشارها»، و«الدعم المادي والمالي للإرهاب والتطرف»، و«دعم الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري»، و«عداء لا هوادة فيه لإسرائيل»، و«التهديد المستمر لحرية الملاحة البحرية ولاسيما في الخليج الفارسي (العربي) الاستراتيجي والحيوي»، و«الهجمات الإلكترونية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاء أميركا وشركائها الآخرين في الشرق الأوسط». واعتبر أن «سياسة الولايات المتحدة على مدى العقد ونصف العقد الماضي أعطت الأولوية المستمرة للتهديد المباشر من الحركات المتطرفة السنية على التهديد الطويل الأمد الذي تمثله الأعمال المسلحة التي تدعمها إيران»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة بفعل ذلك أهملت التوسع الإيراني المطرد عبر الوكلاء والشبكات الإرهابية التي تهدف إلى إبقاء جيرانها ضعفاء وغير مستقرين على أمل السيطرة على الشرق الأوسط الكبير. وسارع النظام الإيراني في الآونة الأخيرة في تزويد هذه الشبكات بأسلحة مدمرة بشكل متزايد أثناء محاولتها إنشاء جسر من إيران إلى لبنان وسورية». وشدد على أن إدارة ترامب «لن تكرر هذه الأخطاء»، وستتصدى لمجمل هذه التهديدات والأنشطة الخبيثة التي تقوم بها حكومة إيران وستسعى إلى إحداث تغيير في سلوك النظام الإيراني. وتطرق بيان البيت الأبيض إلى أدوار «الحرس الثوري» في «تسليح بشار الأسد وتوجيهه إلى قتل شعبه في سورية»، و«استخدام الحوثيين في اليمن كدمى لإخفاء دور إيران في استخدام الصواريخ المتطورة والقوارب المتفجرة لمهاجمة المدنيين الأبرياء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن تقييد حرية الملاحة في البحر الأحمر». وفي ما يتعلق بالملف النووي، لفت البيان إلى ضرورة أن يشمل تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية المواقع العسكرية في إيران، التي يشتبه بإجراء أنشطة نووية فيها، مشدداً على ضرورة تنفيذ الاتفاق بدقة. من جهته، قال كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي إن النهج الأميركي يتمثل في العمل مع الحلفاء في الشرق الأوسط لاحتواء أنشطة طهران، مضيفاً «لدينا وجود بري وبحري وجوي لنظهر عزمنا وصداقتنا ولنحاول ردع أي شيء ربما تفعله أي دولة هنا أو هناك». في سياق متصل، صادقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، مساء أول من أمس، على مسودة قانون يفرض عقوبات جديدة على إيران، بسبب برنامجها للصواريخ البالستية. وقال رئيس اللجنة، إد رويس، في بيان، إن «مسودة القانون تتطلب تحرياً شاملاً لتشخيص وتصنيف الشركات والبنوك والأفراد داخل وخارج إيران، ممن يقومون بتجهيز النظام بالصواريخ وبرامج الأسلحة التقليدية، وفرض العقوبات عليهم». في المقابل، حذر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني من أنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع بلاده فسيعني هذا نهاية الاتفاق الدولي. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن لاريجاني، الذي يزور سان بطرسبرغ في روسيا للمشاركة في مؤتمر برلماني دولي، قوله إن انسحاب واشنطن من الاتفاق قد يشيع حالة من الفوضى في العالم. من جهته، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن «إيران سترد بقوة على أي عمل ضد قواتها المسلحة بما في ذلك قوات (الحرس الثوري)»، كما ستواصل تعزيز قواتها الدفاعية بما في ذلك برنامجها للصواريخ البالستية. وتوازياً، نقلت وكالة «تسنيم» عن قيادي كبير في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» قوله إن تهديدات ترامب لإيران ستضر الولايات المتحدة. وقال نائب قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاءاني: «لسنا دولة تروج للحرب. لكن أي إجراء عسكري ضد إيران سيدعو للندم... تهديدات ترامب ضد إيران ستضر أميركا... لقد دفنّا كثيرين... مثل ترامب ونعرف كيف نقاتل أميركا». ومع تصاعد حدة المواجهة الأميركية - الإيرانية، حذر الكرملين، أمس، من أن الانسحاب المحتمل للولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران سيؤدي إلى «عواقب وخيمة»، مؤكدا أن مثل هذه الخطوة ستضر بالتأكيد بالأمن والاستقرار في العالم. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف إن «مثل هذه الخطوات ستضر بالتأكيد بأجواء الشفافية والأمن والاستقرار وعدم الانتشار (للأسلحة النووية) في العالم بأكمله، وذلك من الممكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع حول الملف النووي الإيراني». وأشار إلى أن طهران أعلنت عن استعدادها للانسحاب من الاتفاق المذكور في حال خروج واشنطن منه، مؤكداً أن روسيا تتمسك بموقفها الداعي إلى ضرورة تأمين تسوية الملف النووي الإيراني، والحيلولة دون انتشار أسلحة نووية في العالم، و«ستواصل العمل من أجل توفير ظروف حل هذه الأزمة». وفي اتصال هاتفي أمس مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التزام موسكو الكامل بتنفيذ اتفاق إيران النووي. وأشار إلى أن إيران ملتزمة بتنفيذ تعهداتها، وهو ما يجب أن تقوم به أيضاً جميع الأطراف المشاركة في الاتفاق. وفي برلين، حذر وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال من أن عدم تصديق ترامب على التزام إيران بالاتفاق النووي سيُحدث فجوة بين أوروبا والولايات المتحدة، ويُقرِّب الأوروبيين من روسيا والصين. وقال غابريال لمجموعة «آر إن دي» الصحافية الألمانية، أمس، «يجب أن تتحد أوروبا بخصوص هذه القضية... يجب أن نقول للأميركيين أيضاً إن سلوكهم في ما يتعلق بالقضية الإيرانية سيدفعنا نحن الأوروبيين إلى اتخاذ موقف مشترك مع روسيا والصين ضد الولايات المتحدة». وفي موقف مماثل، قال الناطق باسم الحكوموة الألمانية ستيفن زايبرت: «لدينا مصلحة كبيرة في استمرار هذه الوحدة الدولية... في حال توصلت دولة مهمة مثل الولايات المتحدة لاستنتاج مختلف كما يبدو أنه الحال، فسنعمل بجد أكبر مع الشركاء الآخرين للحفاظ على هذا الترابط». من جهته، اعتبر رئيس الحزب «الاشتراكي الديموقراطي» الألماني مارتن شولتز أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، سيكون «إشارة سيئة للعالم». بدورها، دعت الصين، أمس، الولايات المتحدة الى الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، مشيرة إلى أهميته في «ضمان نظام عدم انتشار الاسلحة النووية في العالم». ولفتت الخارجية الصينية إلى أن مستشار الدولة الصيني يانغ جيشي، أرفع مسؤول في الديبلوماسية الصينية بحث في هذا الملف، في اتصال هاتفي اول من امس مع وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون. وإلى المسؤول الصيني، أجرى تيلرسون محادثات هاتفية مع نظرائه في بريطانيا وفرنسا وروسيا، خلال الأيام القليلة الماضية، حسب ما أفادت الخارجية الأميركية أمس.

مشاركة :