تعرف على عرب الأهوار ومجالسهم في حضرة العراق

  • 10/14/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كانت وما تزال شواطىء العراق وأرضه الخصبة موطنا لعرب الأهوار، وهم مجموعة من السكان الأصليين الذين عاشوا وزرعوا الأرض لعدة قرون. الحياة في هذه المناطق تتمركز حول القاعة العامة، المسماة ب “المضيف” أو “الهور” والتي تشكل رمز القبائل وفخرها. وفي داخلها، يتم بحث الشؤون المجتمعية والحياتية اليومية والسياسية وتبادل المعلومات والترحيب بالضيوف. الاهوار بني معظمها من هياكل القصب الشهيرة الأصلية غير أنها دمرت إثر عمليات التطهير التي قام بها الرئيس صدام حسين خلال محاولته طرد المعارضين السياسيين. وكان القائد العراقي الراحل قد قصف واستنزف الأهوار. ولم إحياء هذه الثقافة إلا بعد الغزو الأميركي للعراق والإطاحة بصدام حسين في العام 2003. ومنذ ذلك الحين قامت مختلف القبائل بإعادة بناء “المضيف”. ولبناء قاعات الأهوار الضخمة الموجودة على ضفتي دجلة والفرات، يحتاج الى العديد من القصب. وفي قبيلة بني الأسد، يشرح الزعيم لوبنان خيون كيفية تصميم القاعة أو “المضيف” والذي تم تسليمه عبر أجيال من السومريين, وتشهد على وجودهم بقاياهم الأثرية بالقرب من مدينتي أور وأوروك. ويجتمع أعضاء القبيلة ذاتها لمناقشة ما استجد من اخبار وحل القضايا المختلفة يكتنفهم سقف شيد من أعمدة القصب والنخيل. ويقول الزعيم خيون “ نلتقي هنا يوميا. ونتحدث عما حدث لكل واحد منا ونتحدث عن كل شيء بما في ذلك القضايا السياسية التي لا تنتهي بالعراق. فنتحدث عنها ونناقشها، الجيدة منها والخبيثة”. ولقد قضى عدد من عرب الأهوار منذ عمليات التطهير العسكرية. ويبلغ عددهم حاليا حوالي ستين ألف شخص. وعلى طوال النهر، هناك قاعات أهوار أخرى مثل “مضيف” قبيلة بني هاشم التي تملك أرضيات رخامية. ويضيف عربي الأهوار علي محسن إن بناء المضيف يتطلب الكثير من المهارة والجهد ويسهب بالقول: “عندما ترغب في بناء قاعة في هذا الحجم وهذا النمط، يتوجب عليك جمع الكثير من القصب ونقله حتى تتمكن من نسجه وتشبيكه مع بعضه البعض. وبحكم أنه لا توجد خطط معمارية قياسية وهندسية، يجب على المعماري أن يكون عاقلا في شؤون التصميم وأن تكون له توجيهات واضحة من أسلافه”. ولا يزال الإرث الثقافي يمر من جيل إلى آخر، ووضعتها منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم “يونسكو” على لائحة التراث العالمي العام الماضي.

مشاركة :