عواصم (وكالات) دعت اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار، أمس إلى خطة عاجلة لإنهاء أزمات قطاع غزة الإنسانية، عقب إعلان اتفاق المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية. بينما أكد الأسرى في سجون الاحتلال والأسرى المحررون، دعمهم ومساندتهم لاتفاق المصالحة بين «فتح» و«حماس» الذي تم التوصل إليه في القاهرة أمس الأول. من جهتها، أعلنت الخارجية الأميركية على لسان المتحدثة باسمها هيذر نويرت، ترحيبها بالجهود التي بذلتها السلطة الفلسطينية لاستعادة المسؤوليات كاملة في القطاع، مؤكدة أنها «ستتابع عن كثب» تحسن الوضع الإنساني في غزة، واعتبرت الاتفاق يشكل خطوة مهمة لوصول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع. ووسط ترحيب بحريني كويتي بالمصالحة بين الأطراف الفلسطينية، هنأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصال هاتفي من الأخير، على الاتفاق، مؤكداً أن الوحدة هي أساس الطريق لتمكين الحكومة الفلسطينية من خدمة مواطنيها. وأكدت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة في بيان أمس، أن تجاوز الوضع الإنساني الخطير في قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي الجائر المستمر منذ 10 أعوام، وآثار الانقسام الداخلي «يحتاج جهوداً فلسطينية وعربية ودولية». وحثت اللجنة على «وضع خطة فلسطينية شاملة وآليات عمل محددة لتجاوز أزمات غزة الإنسانية»، مؤكدة «ضرورة وجود ضغط دولي على إسرائيل لإنهاء الحصار عن غزة، إضافة للعمل مع مصر لوضع الآليات المناسبة لفتح معبر رفح البري». كما أكدت اللجنة «أهمية الدعم المالي العربي والإسلامي والدولي لإقامة مشاريع اقتصادية، لفتح المجال لتشغيل أكبر عدد ممكن من العاطلين عن العمل، ودعم الاقتصاد الفلسطيني المنهار». وقالت اللجنة، إن قطاع غزة يعاني «أوضاعاً إنسانية خطيرة وصلت لمرحلة غير مسبوقة من السوء، وتحتاج لسرعة في التعاطي معها» جراء الحصار الإسرائيلي وآثار الانقسام الداخلي، على المستوى المعيشي، وتوفير الخدمات الأساسية. وذكرت اللجنة أن أبرز أزمات قطاع غزة، تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء الطاحنة بحيث يتراوح وصول التيار الكهربائي لسكان القطاع من 4 إلى 6 ساعات، فيما يستمر القطع من 18 ساعة ويزيد. ونبهت إلى أزمة المياه الخطيرة التي تتمثل بالمياه غير الصالحة للشرب، ناهيك عن أن وصولها للمنازل صعب بسبب مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، والتلوث التام للبحر بسبب ضخ مياه الصرف الصحي دون معالجة. وأشارت إلى أزمة القطاع الصحي والعجز الكبير في الأدوية والمستهلكات الطبية، بحيث 40 إلى 50٪ من الأدوية رصيدها صفر، إضافة إلى حاجات المرضى الملحة للتحويلات للعلاج بالخارج. وأبرزت اللجنة أن غالبية سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، حيث يتلقى مليون ونصف المليون مساعدات إغاثية من مؤسسات دولية، بينما وصل معدل البطالة لأكثر من 40٪ من إجمالي السكان و60٪ بين فئة الشباب. وشددت اللجنة الشعبية على أن رفع حصار غزة وتحسين أوضاعها «يتمثل بفتح كل المعابر التجارية والسماح بحرية الاستيراد والتصدير ومعابر الأفراد دون قيود وفتح الممر الآمن بين غزة والضفة الغربية، إلى جانب رفع الطوق البحري وإنشاء ميناء بحري، واستثمار آبار الغاز». من جهته، قال نادي الأسير في بيان إن «الأسرى أكدوا ضرورة جعل يوم توقيع اتفاق المصالحة، محطة تاريخية في حياة الشعب الفلسطيني من خلال المضي قدماً في تنفيذ بنود الاتفاق خطوة بخطوة وبإرادة مخلصة وفاء للشهداء ولكل من ضحوا من أجل حرية فلسطين». وأضاف أن الأسرى اعربوا عن أملهم في تكريس كافة الإمكانيات والقدرات الوطنية لتعزيز اللحمة الوطنية وتجسيد الشراكة الحقيقية، وتعزيز التنوع والتعددية في إطار حياة ديمقراطية والعمل على بلورة برنامج سياسي وكفاحي للشعب الفلسطيني يكون أساساً لإطلاق الطاقة الشعبية في مواجهة الاحتلال. وأكد رئيس نادي الأسير، قدورة فارس عزم الأسرى على تعزيز الوحدة الوطنية والشراكة داخل السجون في مواجهة ما يتعرضون له من قمع وقهر وتنكيل من قبل مؤسسات الاحتلال. وعبر فارس نيابة عن الأسرى والأسيرات، عن شكرهم لمصر على الدور الذي قامت به قيادتها لتحقيق الوحدة الوطنية.
مشاركة :