روحاني يتحدى ترامب في قدرته على إلغاء الاتفاق النووي

  • 10/14/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، رداً على كلمة الرئيس الأمريكي أمس الجمعة، بشأن الاتفاق النووي مع إيران، إن خطاب ترامب مملوء بالسباب والاتهامات التي لا أساس لها ضد الأمة الإيرانية، مضيفاً أن الشعب الإيراني لن ينحني أمام أي ديكتاتور، ولن يستسلم في المستقبل، متحدياً له بأنه ليس بإمكانه إلغاء الاتفاق النووي الذي صادق عليه مجلس الأمن.وأضاف خلال كلمة له في التليفزيون الرسمي، أن ترامب لا يمكنه التحكم في بنود الاتفاق النووي؛ لأنه ليس مبرماً معه فقط، فهو اتفاق متعدد الأطراف فهو لا يعلم ذلك.وأكد الرئيس الإيراني، أن الرئيس الأمريكي أطلق العديد من الأكاذيب ضد بلادنا، مضيفاً: الشعب الإيراني لن ينحني أمام دكتاتور ولا أمام أي قوة مهما كانت.وأوضح روحاني أن أمريكا تتحدث عن الأسلحة النووية وخطورتها، ولكن نذكركم بأن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية في العالم.وفي وقت سابق قال روحاني، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، إن الاتفاق النووي غير قابل للتفاوض بأي شكل من الأشكال. وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن روحاني أشار خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إلى أن إيران وفرنسا يمكنهما المضي بخطوات أكثر من أجل تعزيز العلاقات في المجالات ذات الاهتمام المشترك.وأشار روحاني إلى تأكيد الرئيس الفرنسي على دعم الاتحاد الأوروبي الحازم وباريس للاتفاق النووي، وضرورة تنفيذ مضمونه من قبل جميع الأطراف، قائلا، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المرجع الوحيد لإعلان التزام إيران بتعهداتها في الاتفاق النووي، وإن خلط التعهدات الشاملة والدولية بالخلافات الأمريكية الداخلية يمكن أن يكون خطِراً على الثقة الدولية.ونوه روحاني بأن أي خطوة من قبل الرئيس الأمريكي ضد الاتفاق النووي بمنزلة توجيه ضربة إلى اتفاق شامل، قائلاً، إن الاتفاق النووي غير قابل للتفاوض، وعلى جميع الأطراف الالتزام بتعهداتها حياله، وعدم السماح للرئيس الأمريكي والكونجرس بالقيام بأي إجراء خاطئ ضد الاتفاق النووي.وأضاف، للأسف هناك حكومة في أمريكا لا تريد الالتزام ليس بالاتفاق النووي فحسب، بل ببعض التعهدات الدولية الأخرى، وهذا الأسلوب يضر بمبدأ طاولة الحوار في الساحة الدولية.وشدد على أن إيران ملتزمة بتعهداتها بالاتفاق النووي، ومستمرة بتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً، إن الاتفاق النووي أساس الثقة بين إيران ودول مجموعة 5+1، وقوة هذا الاتفاق أساسية من أجل الحوار والتفاوض حول القضايا الأخرى مع الاتحاد الأوروبي.وأكد الرئيس الإيراني أن الاتحاد الأوروبي وإيران يجب أن يقفا أمام الإجراءات الهدامة والخاطئة حيال الاتفاق النووي، عبر التعاون مع بعضهما.وكانت إيران قد حذرت في وقت سابق أمس الولايات المتحدة من الإقدام على تصنيف قوات الحرس الثوري الإيراني «منظمة إرهابية»، معتبرة أن ذلك سيكون بمنزلة «إعلان حرب»، وذلك قبيل إعلان ترامب لاستراتيجيته تجاه إيران والاتفاق النووي الإيراني. وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، إن أي تحرك من الولايات المتحدة لتصنيف قوات حرس الثورة «منظمة إرهابية» سوف «يعادل إعلان الحرب». وأضاف: «بالأخذ في الاعتبار أن الجيش والقوات المسلحة الأخرى هم الضامن لأمن إيران، فإن الخطوة (المحتملة) ستعادل إعلان الحرب»، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية المقربة من الحرس الثوري.من جهة أخرى توعدت إيران، أمس الجمعة، بالانتقام من أي عمل يستهدف قواتها المسلحة، واتهمت الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانتهاك روح الاتفاق النووي، الذي تم التوصل إليه بين طهران والقوى العالمية الست في عام 2015.ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله «إيران سترد بقوة على أي عمل ضد قواتها المسلحة، بما في ذلك قوات الحرس الثوري»، وأضاف أن إيران ستواصل تعزيز قواتها الدفاعية، بما في ذلك برنامجها للصواريخ البالستية في تحد للانتقادات الغربية؛ حيث تقول واشنطن، إن موقف طهران ينتهك الاتفاق النووي.وقال «برنامج الصواريخ الإيراني للأغراض الدفاعية فقط، نحن عازمون على توسيعه وجادون في ذلك»، وحذر قاسمي أيضاً من احتمال الانسحاب من الاتفاق.وقال: «تتصرف إيران دائماً بناء على مصالحها، وستظل تفعل ذلك. يمكن أيضاً أن ننسحب من الاتفاق إذا لزم الأمر».كما قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، يوم أمس الجمعة، إنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع بلاده فسيعني هذا نهاية الاتفاق الدولي.وأضاف لاريجاني، الذي يزور سان بطرسبرج في روسيا؛ للمشاركة في مؤتمر برلماني دولي، أن انسحاب واشنطن من الاتفاق سيكون إهانة للأمم المتحدة، وأردف أن طهران تأمل في أن تلعب روسيا دوراً في تسوية الوضع فيما يتعلق بالاتفاق النووي.ومن جهته، رفض أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، أمس الجمعة، التدخل في الخلاف حول الاتفاق النووي مع إيران؛ لكنه قال إن الحلف لديه مخاوف بشأن تطوير طهران قدراتها الصاروخية.وقال ستولتنبرج رداً على سؤال إنه «لا يعود للحلف تقييم مدى التزام إيران، وإنما إلى الدول الموقعة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية».وأكد أن لدى الحلف مخاوف بشأن مسائل لا يشملها الاتفاق، ولا سيما برنامج الصواريخ البالستية، وأضاف «الاتفاق النووي يشمل تطوير السلاح النووي؛ لكنه لا يشمل برامج الصواريخ، ونحن قلقون بشأن استمرار تعزيز قدرات إيران الصاروخية».كما حذر الكرملين الروسي، أمس الجمعة، من أن سحب الرئيس الأمريكي إقراره التزام إيران بالاتفاق المرتبط ببرنامجها النووي سيشكل ضربة للعلاقات الدولية، وجهود منع انتشار الأسلحة.وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن «أعمالاً من هذا القبيل يمكن أن تؤثر في الأمن والاستقرار وعدم انتشار (الأسلحة النووية) في العالم»، وحذر من أن ذلك يمكن أن «يؤدي إلى تدهور خطر للوضع في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني».إلى ذلك، تحدث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هاتفياً مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف معرباً له عن «التزام موسكو الكامل» حيال الاتفاق النووي، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية الروسية، أمس الجمعة.كما أعادت بكين، أمس الجمعة، تأكيد التزامها بالاتفاق النووي الدولي مع إيران، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينج «نأمل أن تستمر الأطراف في دعم وتنفيذ الاتفاق النووي الإيراني». وأضافت أن «الاتفاق النووي الإيراني لعب دوراً مهماً في الحفاظ على النظام الدولي؛ لمنع الانتشار النووي، وحفظ السلام والاستقرار في الشرق الأوسط». (وكالات)

مشاركة :