تأثيرات إيجابية لكثرة البدائل للمواد الغذائية فرص جديدة في السفر الجوي .. والقطرية واصلت توسعاتها قطر لا ترحب بالحصار أو تطلبه بأي شكل من الأشكال الأصول الأجنبية واستثماراتنا تتجاوز 250% من الناتج المحلي الدوحة - الراية : أكد سعادة السيد علي شريف العمادي وزير المالية أن قطر تكيفت مع الحصار المفروض عليها من دول الحصار الأربع سريعاً.. مشيراً إلى أن النتائج جاءت لتعكس قوة قطر السياسية والاقتصادية . جاء ذلك في مقال لسعادة وزير المالية بمجلة نيوزويك الأمريكية ونشره موقع الجزيرة. نت . وأوضح وزير المالية أنه إذا كان المراد من حصار قطر تركيعَها، فقد جاء بنتائج عكسية تماما، حيث استغلت الدوحة ما حدث لتعزيز قوتها السياسية والاقتصادية. تنويع الاقتصاد ونوه وزير المالية بأنه على مدى سنوات عديدة اتبعت قطر إستراتيجية تنويع اقتصادي عالمي حيث استثمرت بشكل رشيد وطويل المدى، ونتيجة لذلك أقامت علاقات تجارية قوية مع شتى دول العالم. ومنذ بدء الحصار البري والبحري والجوي الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر يوم 5 يونيو الماضي، ضاعفت قطر جهودها أضعافا لتدعيم العلاقات الحالية وإقامة علاقات جديدة، والنتائج واضحة للعيان كما يقول وزير المالية. متانة الاقتصاد وأكد وزيرالمالية أن الاقتصاد القطري أثبت متانته، وتكيّفَ بنجاح مع الحصار، في حين تنشأ فرص جديدة كل يوم، وصار الاكتفاء الذاتي هدفا مشتركا لكل سكان قطر، وفقا للمقال. كما أكد وزير المالية أن الحياة اليومية في قطر بمختلف جوانبها لم تتأثر من المنظور الاقتصادي، بل هي تتحسن بأشكال عديدة. وتتعرف قطر على أسواق جديدة، ومن أحدث الأمثلة على ذلك الاتفاقية التي أعلن عنها مؤخرا لتصدير الغاز المسال القطري إلى بنغلاديش لمدة 15 عاماً. وقد تعرفت قطر سريعا على جنوب آسيا كسوق جديدة ومتنامية للغاز الطبيعي المسال، وستحقق أكبر فائدة ممكنة من هذه الفرصة، كما يقول وزير المالية . قطاع الملاحة وأشار وزير المالية إلى أن ميناء حمد -الذي تم افتتاحه رسميا في الفترة الأخيرة- أطلق خطوطاً بحرية جديدة إلى بلدان عديدة، من بينها سلطنة عمان وتركيا والهند وباكستان لتجنب استخدام ميناء جبل علي في الإمارات. ونتيجة لذلك تراجعت تكاليف الشحن البحري بنسبة 31% منذ فرض الحصار. كما دشنت قطر في ظل قيود المجال الجوي خطوطاً تجارية جديدة سجلت كفاءة عالية، فقد كانت الإمدادات من موردي الأغذية الهنود تتوقف في محطة بالإمارات والسعودية في طريقها إلى قطر، لكنها الآن تصل إلى قطر مباشرة على طائرات الشحن، وهو ما سيكون على المدى الطويل أكثر ترشيدا للتكلفة والوقت، بحسب المقال. كذلك، فإن كثرة البدائل للمواد الغذائية التي كانت تأتي من السعودية والإمارات سيكون لها أثر -على المدى الطويل- في إبقاء الأسعار عند مستويات منخفضة. وفضلا عن ذلك، فإن الحصار -يواصل العمادي- خلق فرصا جديدة في مجال السفر الجوي، إذ بفضل القدرة الاستيعابية الفائضة لشركة الخطوط الجوية القطرية تمكنت قطر من توسيع نطاق خدماتها في أسواقها الحالية العالية الربحية، بل وإضافة 24 سوقا جديدة خلال الأشهر الـ12 المقبلة. سيولة وفيرة وبينما يدفع الحصار دولة قطر إلى زيادة وتيرة التنويع الاقتصادي في القطاعات الاقتصادية القائمة على المعرفة، لا يزال النفط والغاز يشكلان أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وبفضل هذه الثروة الطبيعية تتمتع قطر بسيولة وفيرة، ولديها الأصول والأمان اللازم لضمان الاستقرار الاقتصادي لزمن طويل. ويوضح وزير المالية القطري أن الأصول الأجنبية والاستثمار الأجنبي لبلاده يمثلان أكثر من 250% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يمكّن قطر من الدفاع عن عملتها واقتصادها، بل والتنويع في اتجاهات جديدة مبتكرة. وشدد العمادي على أن قطر لا ترحب بهذا الحصار أو تطلبه بأي شكل من الأشكال، إذ إن له تداعيات إنسانية خطيرة تمثلت في قطع الأرحام ومنع الطلبة من دراستهم، لكنها مع ذلك ترى فيه حافزا للتفكير بطريقة مغايرة وسببا لفرص تجارية ودبلوماسية جديدة. وأشار الوزير إلى أن لقاء ممثلين من مختلف دول العالم في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن الأسبوع المقبل، يمثل فرصة للمجتمع المالي العالمي للتصدي للحصار غير القانوني على قطر باعتباره سابقة خطيرة تؤثر سلباً على التنمية الإقليمية.
مشاركة :