إذا صدق العزم وضح السبيل.. مثل إنجليزي استشهد به كاتب الأهرام المصرية عطية أبوزيد أورده ضمن باقة من الأمثال التي أجراها الواقـع على ألسنة المشاهير من عمالقة فلسفة الرأي الذين استنبطوا خلاصة هذه الآراء من خلال تجاربهم الحياتية ومن خلال منظور لا يملكه إلا الجهابذة من أمثالهم وسكبوا عصارة الفكر في إيجاز بليـغ ليكون نبراسا لكل سالكي طريق النور والمعرفة. عودة الدراسة وسيادة الاكتئاب شهدت بداية هذا الأسبوع عودة كافة الأطقم في مدارسنا الحكومية والأهلية (بنين وبنات) وعلى مستوى التعليم العالي في كافة الجامعات والكليات والمعاهد بعد فترة ليست بالقصيرة أخلد فيها الجميـع إلى الانفلات المقنن وحرية غير منضبطة إلا في حدود، وانطلق الطلاب والطالبات كل في حدود مفهومه وثقافته ومدى استشعاره وتقديره للمسؤولية وأبعادها، فالنابهون منهم يرون أنها مجرد استراحة المحارب يطلقون فيها العنان لقدراتهم للتنزه في الآفاق يتجولون في ميادين المعرفة في محاولات جادة لتطبيق المنهج على جادة طريق الحياة، فالسفر ثقافة تفتح المجال أمام رواد المعرفة ليعيشوا حياة معرفية يخضعون معها النظرية للتطبيق مما يبعث في دواخلهم الرغبة في المضي قدما في تنمية الحس المعرفي من خلال إضافة تثري الذهن المعرفي والثقافي وتنير السبيل وتسهم في جدية جادة في صقل هذه القدرات وتنميتها على النحو الذي لا يمثل قطيعة لدنيا الدرس والتحصيل ويوظف الوقت والفراغ كرصيد ينمي المعرفة ويمهد لخلفيات تؤسس لمنهجية واعية ومستوعبة للمستقبل وتمهيد طرقاته وتذليل العقبات، بمعنى أن الطالب أو الطالبة يؤكد صحة المثـل الإنجليزي «إذا صدق العزم وضح السبيل» الذي قدمت له في صدر المقالة. وأما الزبد فيذهب جفاء.. يقول سيد القول وخالقه: «أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».. ولا أحسبني في حاجة إلى مزيد الشرح والإيضاح فالبعض لايكاد يغادر أسوار المدرسة أو الجامعة حتى يرمي بالكتب والمقررات المنهجية بكل ما أوتي من قوة في دلالة واضحة على عمق الجفوة بينه وبين التحصيل ولاحول ولاقوة إلا بالله، ولذلك دلالات عميقة لا تحتاج إلى جهد كبير لتفسيرها فهي تمتلك دلالاتها الواضحة.. وفي هذا الصدد نحن نحتاج إلى دراسة جادة وموضوعية لمعرفة أبعاد هذه الجفوة التي قد تصل بكل أسف إلى حد الكراهية لذلك فإن الإجازة والانعتاق من أسوار الدراسة تمثـل مطلبا حيويا يكاد يكون هدفا. من هنا فالمطلوب منهجية جديدة تمثـل معادلة الجزرة والعصا بعيدا عن التصريحات الناريـة وعن الوعيد لغة العنترية والتهديد وخاصة عند التربويين وأن نسعى إلى بناء قاعدة تؤسس لكسر الجفوة بين المدرس والطالب والمدرسة والمنزل وأن نبني جسور المودة والتشويق ليجد الطالب وخاصة في بداية المرحلة الدراسية مواد تشويقية منهجية وميدانية تمهـد لعلاقات ود ومحبة بين أسرة المدرسة والطالب والمنزل، ومطلوب أن تلحظ اللجان أيضا جاهزية المدارس، وكما هو حال هذا الأسبوع. فالأسبوع القادم سيشهد بحول الله وقوته انطلاق الحدث الأكبر إذ ستعود عجلة الدوران وستدب الحركة في أوصالنا وفي منازلنا وفي مدارسنا وستضيق شوارعنا بأرتال السيارات وأسواقنا بأولئك المرجئون للحظة الأخيرة لانشغالهم بالسفر إلى خارج المملكة أو لأنهم ألفوا دائما الإرجاء حتى الفرصة الأخيرة. وتمنيت أن يكون من ضمن مهام اللجان التي سترصد حركة الحضور من عدمه أن تلحظ وبلا هوادة توفر أقصى درجات الإعداد لمدارسنا كي تكون مؤهلة بما يرضي الله ويرضي الضمير الحي المؤمن من توفر مستلزمات البيئة الصالحة للدراسة والتحصيل بالقدر الذي يسمح للطالب أن يستوعب في أجواء باردة وسط حرارة قاسية وأن يتوفر الماء البارد، وتلك مقومات لعلها من أبسط حقوق الطلاب وأن يعاد النظر وبأمانة في واقـع دورات المياه في مدارسنا.. أعتقد يقينا وجازما أن هذه المطالب الضرورية يقيم لها سمو وزيـر التربية والتعليم وزنها وهو وإن ورث هذه التركة فمالم يدرك كله لايترك جله. وتوفير المناخ المناسب والأرضية هي من أوليات المعالجة الجادة وفق منهجية زمنية محددة المعالم.. كان الله في عونه وعون فلذات الأكباد التي تمشي على الأرض، وأرجو إن عشت من قادم أن لا أضطر لكتابة مثـل هذه المقالة.. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :