واشنطن - قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب التوتر بين السلطات العراقية والكردية حول كركوك وتعمل لضمان عدم تصاعده. وتشارك القوات العراقية وقوات البشمركة مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حملته ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ويشكل خطر حصول اشتباكات مسلحة بين الطرفين تحديا كبيرا يواجه واشنطن. وقال ماتيس للصحافيين "نحن نحاول أن نهدئ الأمور وأن نرى كيف يمكننا المضي قدما، من دون أن يغيب العدو عن أنظارنا"، في إشارة منه إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحاربه التحالف الدولي بقيادة واشنطن. ومن على متن طائرة كانت تقلّه من ميامي حيث كان يزور قيادة القوات الاميركية في اميركا الوسطى والجنوبية (ساوثكوم)، ذكّر وزير الدفاع الأميركي بأنّ التوترات بين حكومة بغداد والقوميين الأكراد "قديمة". وقال ماتيس "هذه قضايا قائمة منذ فترة طويلة في بعض الحالات. علينا إعادة تقويمها وإيجاد وسيلة لحلها سياسيا وتسويتها بحلول توفيقية". واضاف "وزير الخارجية الأميركي يقود (الجهود) لكن قواتي تعمل أيضا على التأكد من منع أي احتمال لنشوب صراع ". واتخذت الحكومة المركزية في بغداد سلسلة خطوات لعزل المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم ذاتي منذ تصويتها بشكل ساحق لصالح الاستقلال في استفتاء جرى في 25 سبتمبر/أيلول من بينها حظر الرحلات الجوية الدولية من الذهاب إلى هناك. وقال ماتيس إنه على الرغم من علمه بتحرك القوات فإنه لم يسمع عن نشوب أي قتال ودعا الطرفين إلى التركيز على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف "لا يمكن أن ننقلب على بعض الآن. لا نريد أن يصل هذا إلى وضع إطلاق نار". ويبلغ عدد سكان كركوك أكثر من مليون نسمة وتقع خارج المنطقة الكردية مباشرة ولكن قوات البشمركة انتشرت هناك في 2014 عندما انهارت قوات الأمن العراقية في مواجهة هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية. وحال انتشار البشمركة دون سقوط حقول كركوك النفطية في يد تنظيم الدولة الإسلامية. ومع تقلص مساحة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية بدأت الانقسامات العرقية والطائفية التي عانى منها العراق أكثر من عشر سنوات إلى الظهور من جديد. وقال ماتيس إنه لابد من تسوية الخلافات سياسيا وليس عسكريا. واستعادت القوات الاتحادية العراقية الجمعة مواقع سيطرت عليها قوات البشمركة الكردية قبل ثلاث سنوات في محافظة كركوك في شمال العراق. ويتمتع اقليم كردستان بحكم ذاتي، لكن الاكراد يطالبون بضم كركوك الى الاقليم، الامر الذي ترفضه بغداد بشدة.
مشاركة :