من المرجح أن تكون روسيا براغماتية إذ من المحتمل أن تسعى إلى الضغط على حزب الله أيضا، ليس فقط عن طريق إيران وسوريا لكن كذلك بصورة مباشرة. فبعد عامين من القتال جنبا إلى جنب مع التنظيم المقاتل في سوريا تعرف موسكو عن قرب قيادته والتحكم فيه وهيكلة اتصالاته والتكنولوجيا التي تدعمها. فيمكن لروسيا أن تحاول الإضرار بهذه البنى الإلكترونية إذا ذهب الهجوم الصاروخي لحزب الله بعيدا. وفي الوقت نفسه يمكن لروسيا أن تسعى إلى إقناع حزب الله على افتراض أنه سيتقبل طلباتها بعد أن أنهكته الحرب في سوريا. ستكون روسيا معنية بالحرب المقبلة أكثر من أيّ وقت آخر. فمازالت ردة الفعل الإسرائيلية الغريزية تتمثل في اللجوء الى الولايات المتحدة أثناء الأزمات، لكن تعطل الإدارة الأميركية الحالية وعلاقات الكرملين الإقليمية يمكن أن يجعلا موسكو طرفا أنسب في العيون الإسرائيلية، خاصة وأن إسرائيل أقامت معها عدة تبادلات عسكرية وسياسية. وإذا لجأت إسرائيل إلى روسيا للمساعدة على معالجة الأعمال الحربية سيكون ذلك أكبر انعطاف من نوعه منذ سنة 1967 عندما لجأت إسرائيل إلى الاتحاد السوفييتي في محاولة لمنع حرب الأيام الستة. وسيعني هذا الطلب بأنه بعد بضع سنوات من التدخل الروسي في سوريا سيكون بوتين قد استعاد بالكامل مكانة موسكو في الشرق الأوسط بعد أن خسرتها قبل خمسة عقود. وإذا اندلعت الحرب بين إسرائيل وحزب الله قد تكون روسيا هي الرابح.
مشاركة :