عام / الموانئ الأثرية على سواحل المملكة شاهد على تطور الحضارات القديمة في الجزيرة العربية / إضافة أولى

  • 10/14/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ومن أكبر الموانئ النبطية التجارية وفي منطقة تبوك وعلى السواحل الشمالية للبحر الأحمر, يقع ميناء "عينونة" الأثري الذي يعد من أكبر الموانئ النبطية التجارية (ميناء لوكى كومي) على ساحل البحر الأحمر، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع قبل الميلاد ويمتد إلى القرن الثاني الميلادي. وقد كشف فريق علمي سعودي بولندي مشترك عن آثار مستوطنة أثرية تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد في الموقع عينونة، كما كشفت البعثة عدداً من المعثورات الفخارية المتنوعة، والمطاحن والمدقات التي استخدمت في طحن الحبوب، أو ربما المعادن، وعدد من الأصداف البحرية المتنوعة، فضلاً عن العثور على بقايا مجموعة من الأفران داخل الغرف وبقايا صهر لخامات معدنية مختلفة. وقامت البعثة المشتركة ( السعودية البولندية) المختصة بالتنقيب عن الوحدات المعمارية المتبقية في المنطقة التجارية بعينونة، التي تعد من أضخم المباني المعمارية الموجودة في المنطقة الأثرية. ويضم موقع عينونة, عدة مواقع أثرية يعود بعضها للفترة النبطية الرومانية، وبعضها لفترات إسلامية متعاقبة، ويحتوي الموقع على مجموعة من الوحدات المعمارية تتركز على أرض واسعة مرتفعة عن بطن الوادي، تطل على بقايا لتلال أثرية ومزارع، ومجرى لعين تعرف في المصادر الإسلامية بعيون القصب، ومن أكثر المجموعات وضوحاً بموقع عينونة، وحدة معمارية ضخمة أطلق عليها (السوق)، بالإضافة إلى وجود برج مراقبة في وسط الموقع يبلغ ارتفاعه (14م)، فضلاً عن مجموعة من المقابر الواقعة عند سفح الجبل, كما يحتوي موقع عينونة على مستوطنة سكنية واقعة على قمة جبل الصفراء على ارتفاع ( 60م) تقريباَ بها عدد من المباني السكنية المتراصة. ومن الموانئ التاريخية والأثرية كذلك ميناء "الجار" ويقع على البحر الأحمر على بعد حوالي 10كم شمال بلدة الرايس بالقرب من ينبع شمال غرب المملكة, ويعود تاريخ ميناء الجار لفترة تسبق العصر الإسلامي، وكان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أول من اتخذ الجار ميناء رسميًا للمدينة، وكان الميناء يستقبل المواد الغذائية المرسلة من مصر الى المدينة المنورة، لذلك عد الجار أهم موانئ البحر الاحمر خلال القرون الخمسة الأولى من الهجرة. ويتكون الموقع الأثري في الجار من عدد من التلال الأثرية تقع داخل محيط سور المدينة الذي تظهر ملامحه على السطح، كذلك تظهر على ساحل البحر بقايا ما يعتقد أنه أرصفة الميناء القديم. ويحيط بالمدينة سور من ثلاث جهات فقط، وبني من الحجر الجيري، بينما الجهة الرابعة مفتوحة على البحر. ومن المعتقد أن سور المدينة يتصل بأرصفة الميناء ويشكل معها تحصينًا كاملاً للمدينة. ومن خلال الأعمال التي تمت في الموقع، فقد تم تحديد طبقات أثرية تعود لفترات عصر ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي المبكر, كذلك عثر على مواد أثرية أبرزها الفخار والخزف الإسلامي المبكر والخزف الصيني المستورد. ويواصل فريق علمي مشترك بين قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والمتحف البريطاني، أعماله الميدانية في موقع ميناء الجار, وكان من أبرز نتائج أعمال الفريق الكشف عن جمع عدد من المعثورات الأثرية الدقيقة والمتنوعة، منها قطع لأوان فخارية زخرفية، وأجزاء لكسر من فوهات ومقابض وأبدان وقواعد جرار وأباريق وقدور وأكواب، وكذلك الفخار الغير المزجج، والفخار المزجج المطل بلون أزرق غامق أو أخضر، وكذلك الخزف المطل بألوان متعددة، والخزف الصيني إضافة إلى ذلك المعثورات الزجاجية بأنواع وأشكال مختلفة، منها الأخضر والأزرق والأسود، وأنواع الزجاج المكتشف متوسط الحجم، عبارة عن أجزاء من أبدان ورقاب وحواف وقواعد. أما الحجر الصابون فقد وجد بأشكال مختلفة، عبارة عن أجزاء من قدور مختلفة الأحجام، بعضها له مماسك تبرز عن البدن، كذلك عثر على عملات. ميناء ينبع ومن الموانئ التاريخية المهمة على البحر الأحمر ميناء ينبع. وقد عرفت ينبع كميناء مهم منذ عهد الإغريق حيث كانت تمون السفن الشراعية المارة بالبحر الأحمر وقد اشتهرت بموقعها على طريق القوافل المتجهة إلى الشام كما ارتبط اسمها بحوادث وقعت في صدر الإسلام بين الرسول ( صلى الله عليه وسلم) وبين قريش حيث دارت فيها غزوات عدة منها (سرية العيص وبواط والعشيرة) وهذه كلها أسماء أماكن قديمة في ينبع فالبواط والعشيرة أماكن معروفة اليوم بينبع النخل . // يتبع // 13:12ت م  عام / الموانئ الأثرية على سواحل المملكة شاهد على تطور الحضارات القديمة في الجزيرة العربية / إضافة ثانية واخيرةوزادت أهمية الميناء في عهد الدولة الأيوبية سنة 621هـ، حينما جعلت ميناء للمدينة المنورة بعد خراب ميناء الجار، وفي أيام المماليك أصبحت ينبع محطة لزوار المدينة المنورة ومن أسواق البحر الأحمر التجارية، واستمر ذلك حتى الدولة العثمانية حين جرى توسيع الميناء وبناء مخازن الحبوب والتي تعرف بـ »الشونة» لاستقبال مخصصات المدينة من الحبوب، إلى أن كانت ينبع في بداية القرن الثالث عشر الهجري ميناء تجاريا نشطا يعج بعشرات الوكالات التجارية لاستقبال وتصدير البضائع بالإضافة إلى عشرات السفن ومئات القوافل التي تنقل البضائع بين ينبع ومدن المملكة المختلفة. وتعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حاليا بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، على إعادة وترميم وتأهيل الميناء التاريخي ضمن المدينة التاريخية بمحافظة ينبع لتكون معلماً سياحياً. "ميناء ثاج" ومن الموانئ الأثرية المهمة في المملكة العربية السعودية موقع الدوسرية بمحافظة الجبيل بالمنطقة الشرقية وقد وُقعت اتفاقية تعاون علمي مشترك بين قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة ومعهد آثار ما قبل التاريخ في جامعة تيوجن، وذلك اعتباراً من عام 2010م لأعمال التنقيب في الموقع من قبل البعثة السعودية الألمانية. وأسفرت نتائج الأعمال الأثرية عن سبع طبقات تمثل عـدد مـن المراحل الاستيطانية يرجع أقدمها إلـى نهاية الألف السادس قبل الميلاد والتي تنتمي إلـى حضارة العبيد، وأحدثها إلى منتصف الألف الرابع قبل الميلاد وتمثــل جميعها المراحل التـي مرت بالموقــع من الترحال والصيد إلـــى الاستقرار. وتشير الأعمال الأثرية الحديثة بالموقع إلى وجود نشاط استيطاني كثيف استمر لفترات طويلـــة، مما يعكس الدور الذي لعبته المنطقة في عصور ما قبل التاريخ منذ العصر الحجري الحديث فـي الجزيرة العربية، والمتمثل في مدى تأقلم وتكيف الإنسان القديم مع البيئة المحلية في سبيل بقـاءه وتطوير وسائله ومظاهره المعيشية، وهو يعود بشكل كبير على العوامل الاقتصادية لتلك المجتمعات وعلاقاتها الاجتماعية التي تمتد من جنوب وادي الرافدين حتى وسط الخليج العربي. ومن أبرز نتائج أعمال البعثة: العثور على مستوطنة تعود لحضارة العبيد (5000ق.م، و العثور على كسر فخارية ملونة تعود لحضارة العبيد (مستورد ومحلي)، والعثور على ادوات حجرية ثنائية الوجه، وتحديد النشاط الاقتصادي في موقع الدوسرية المعتمد على البحر حيث دلّ ذلك على نوعية المعثورات المكتشفة وفي محافظة الجبيل يوجد أيضا موقع الدفي الأثري الذي يبعد عن مدينة الجبيل البلد حوالى 14 كيلو متر حيث يحيط الموقع سور مساحته 60 ألف متر مربع مقابل ساحل البحر وترتفع التلال الأثرية إلى 5 إلى 6 أمتار عن سطح البحر . ويمثل موقع ميناء ثاج في مملكة الجرهاء التي سادت في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام في القرن الثالث قبل الميلاد", وقد أسفرت أعمال التنقيب التي تمت بواسطة خبراء سعوديين متخصصين بآثار المنطقة عن كشف مباني سكنية مترابطة تتميز بأسلوب معماري فريد وتقنية عالية في تشذيب حجارة البناء واستخدام المونة شديدة الصلابة من الجير، ويحيط بالموقع سور مبني بالحجارة الكبيرة تم كشف جزء منه بالناحية الشمالية للموقع فيما عثر على العديد من اللقى الأثرية خلال أعمال التنقيبات كالأواني الفخارية والمباخر والدمى الطينية وعظام الأسماك والكائنات البحرية التي تم جمعها لدراستها . كما تم الكشف عن سبع مجموعات معمارية أخرى متباعدة تشكل كل منها مجموعة أبنية متجاورة ومتلاصقة كل بناء له مدخل مستقل ويحوي فناء وغرفة او غرفتين وتنتشر في الأقبية وقرب المداخل الخارجية أفران ومواقد دائرية الشكل مبنية بالحجارة الصغيرة بقطر 70 سم مبطنة أحيانا بجرار فخارية ،تتشابه المباني في بعض الخصائص التقنية والمعمارية البناء من مادة الحجر البحري (الفروش) واستخدم الطين في ربط الحجارة ببعضها كمونة كما استخدم الجير المحروق في تعبئة الفراغات كحشوة بين الحجارة على جانبي الجدار . فيما تم الكشف عن أرضية لأحدى الغرف فيها أجزاء من ملاط من الجص الأبيض وعثر بالموقع على العديد من اللقى الأثرية، وتتميز هذه اللقى بجودة الصناعة مما يدل على علاقات تجارية بين هذه البلدة والمدن المجاورة على الخليج العربي ويعد الهاون (المهباش) المصنوع من النحاس مع طقم الأيدي النحاسية من أهم المعثورات بهذا الموقع بالإضافة الى مجموعة من الأواني الفخارية والزجاجية والأدوات الطبية النحاسية وبعض الأدوات المصنعة من خام الحديد وأدوات صيد الأسماك وبالإضافة الى مهنة البحر عمل سكان هذه البلدة بصناعة الأطياب والعقاقير حيث تتوفر بالموقع ادوات طحين وخلط العقاقير والمواد العطرية وهذا المجال من الأعمال التي اشتهرت بها المنطقة الشرقية في الفترة الاسلامية المبكرة حيث كانت المصدر لكثير من العطور والأطياب التي كانت تنقل الى أسواق مكة والمدينة وغيرها من حواضر الجزيرة العربية خلال العصرين الأموي والعباسي حسب ما ورد في المصادر التاريخية . يذكر أن المملكة ستشهد أول ملتقى متخصص في الآثار هو الأول لآثار المملكة العربية السعودية الذي سيقام برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، في الفترة من 18 -20 صفر 1439هـ الموافق 7 - 9 نوفمبر 2017م بإذن الله تعالى، في مدينة الرياض. وسيشهد الملتقى عددا من الجلسات العلمية وورش العمل المتخصصة في آثار المملكة بمشاركة نخبة من أبرز علماء الآثار على مستوى العالم، كما يتضمن الملتقى معارض متخصصة تبرز المواقع والمكتشفات الأثرية في مناطق المملكة. // انتهى // 13:12ت م www.spa.gov.sa/1676999

مشاركة :