فريق سعودي يصمم حزمة جينية للتعرف على السرطان الوراثي

  • 10/14/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تمكن مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من تصميم حزمة جينية تحتوي على 41 جيناً مجتمعة أطلق عليها الفريق العلمي اختصاراً اسم الأمل H.O.P.E ) Hereditary OncogenesisPredisposition Evaluation ) ، حيث تستطيع التعرف على المرضى الذين يعانون من سرطان عائلي أو من لديهم استعداد وراثي للإصابة بالسرطان من خلال فحص عينة صغيرة من دم المريض . وقالت الدكتورة خولة الكريّع كبيرة علماء أبحاث السرطان ورئيسة الفريق العلمي الذي أعدّ هذه الدراسة: تمت دراسة وتطبيق فحص فاعلية هذه الحزمة الجينية على ألف وثلاثمائة مرضى سرطان سعوديين ونشرت نتائج هذا البحث في مجلة الموروثات البشرية (Human Genetics) الأمريكية (rd.springer.com ) وكذلك تم تسجيل براءة التصميم لهذه الحزمة الجينية لفحص السرطان الوراثي في مكتب البراءات الأوروبية رقم: PCT/EP2017/070242 وتاريخ: 9 أغسطس2017 م . وأضافت: المسح الجيني باستخدام الحزمة الجينية أمل ( H.O.P.E ) شمل 1300 مريض سرطان يعانون من أحد السرطانات الأربع الأكثر شيوعاً في المملكة ( 146 مريض سرطان غدة درقية ، 698 مريض سرطان ثدي ، 117 مريضة سرطان مبيض ، 352 مريض قولون ومستقيم). وأردفت: اعتمدنا بصورة عامة على عمر المريض كمتطلب لإدخال المرضى في هذه الدراسة ، حيث إنه من المعروف أن المرضى الذين يعانون من السرطانات الوراثية يصابون بعمر أصغر بكثير من مرضى السرطان الآخرين . وتابعت: استطاعت الحزمة الجينية أمل ( H.O.P.E ) من خلال استخدام عينة صغيرة لدم المريض أقل من 1 ملل من التعرف على وجود أسباب وراثية " عائلية " لحوالي 22% من سرطان المبيض و 18% لسرطان الثدي والقولون و 2.5% من سرطان الغدة الدرقية وذلك لمرضى السرطان ممن هم دون سن الأربعين عاماً . وقالت خولة الكريّع: من أهم التحديات التي تواجه أطباء السرطان وعلماء أبحاث الوراثة هي القدرة على التعرف بدقة على السرطانات الوراثية أو السرطانات ذات القابلية الوراثية والتي تنتج عن الإصابة بعطب في جين معين ، وهذا العطب قد يورث بين أفراد العائلة الواحدة ويتوارث أيضاً من جيل لآخر. وأضافت: رغم أن هذا النوع من السرطان الوراثي في الغالب لا يشكل نسبة عالية من السرطان إلا أن الأطباء وعلماء الوراثة مهتمون جداً بالتعرف على الطفرة الجينية المسببة للسرطان الوراثي لسهولة منع حدوثه عند أفراد عائلة المصاب ، وبالتالي العمل على وقاية أفراد العائلة من الإصابة بالسرطان وذلك من خلال برامج توعية وقائية للمرضى الذين لديهم استعداد وراثي للسرطان ، وبتكثيف الفحوصات الدورية المبكرة أو من خلال إجراء جراحة وقائية لمنع ظهور أو حتى انتشار المرض بعد ظهوره في مراحله المبكرة . وأردفت: قررنا إجراء هذه الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها في منطقتنا بعد ملاحظتنا لعدم وجود برامج أو عيادات متخصصة في السرطانات الوراثية في المملكة، كما أنه لا توجد دراسة علمية على شريحة كبيرة من المرضى للتعرف على نسبة السرطان الوراثي أو مدى انتشار السرطان الوراثي لدى مرضانا السعوديين. وتابعت: لعل افتقارنا لبرامج الوقاية من السرطانات الوراثية قد يكون أحد الأسباب لتسارع وازدياد نسبة السرطان في سن مبكرة لدى السعوديين، لذا فقد قمنا بتصميم حزمة جينية لا تحتوي فقط على الجينات الأساسية المستخدمة في التعرف على السرطان الوراثي في العرق الأمريكي والأوروبي وإنما أضفنا لها جينات إضافية اعتمدنا فيها على نتائج أبحاثنا العلمية على مرضانا السعوديين والمنشورة في المجلات المحكمة بالإضافة إلى نتائج أبحاث المراكز العلمية العالمية الأخرى وهذه الحزمة أطلقنا عليها اسم أمل ( H.O.P.E ) . وقالت "خولة": هذه الدراسة ذات أهمية كبيرة في التخطيط لبرامج وطنية شاملة للوقاية من السرطان الوراثي في المملكة ،حيث إن الدراسة تعتبر الأشمل من نوعها على مرضى السرطان السعوديين ، كما أن نتائج الدراسة التي نشرت تثبت أهمية وتفوق الفحص الجيني على الطرق التقليدية في التعرف على المرضى الذين لديهم قابلية للسرطان الوراثي ، ومن المعروف أن هذه الطرق التقليدية تعتمد على التاريخ العائلي للسرطان والذي قد لا يكون معروفاً أو متوفراً للأطباء . وأضافت: الفحص الجيني باستخدام الحزمة الجينية أمل ( H.O.P.E ) استطاع التعرف على عطب جيني وراثي في حوالي 81% من سرطان المبيض و 63% من سرطان الثدي من المرضى الذين لا يوجد لديهم تاريخ عائلي للسرطان وبالتالي فإن الفحص الجيني سيؤدي إلى التعرف علىنسبة أكبر من أفراد عائلة المصاب بالسرطان الوراثي ومن ثم الاستفادة من برامج الوقاية . جدير بالذكر أن البرامج الوقائية للسرطانات الوراثية ساهمت إلى حد كبير في خفض نسبة الإصابة بالسرطان في الدول المتقدمة في العقد الأخير والتي يعرف عنها صغر متوسط أفراد العائلة. وقالت "خولة": نرى أن برامج الوقاية الوطنية من السرطان الوراثي سيكون لها دور أكثر فاعلية وتأثيراً لدى المجتمع السعودي وذلك من خلال الفحص الجيني لحزمة أمل ( H.O.P.E ) ، خاصة أن معدل عدد أفراد الأسرة السعودية ضعف عدد أفراد الأسرة الغربية. وتقدمت بالشكر والتقدير بالإمتنان لدعم إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وللفريق العلمي ممثلاً بالدكتور عبدالخالد سراج و الدكتور طارق مسعودي والأطباء المشاركين منمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ممثلةً بالدكتور فؤاد الدايل والدكتور إسماعيل البدوي والدكتور ناصر الصانع والدكتور لؤي الأشعري والدكتور علاء عبدالجبار والدكتورة سمر الحمود والدكتور سيف الصبحي والدكتورة أسماء طلبه والدكتور داحش عجارم ومن مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية الدكتور محمد الدويش والدكتور خالد الزومان والدكتورة منى الجبوري والدكتور حسام بن يوسف . واختتمت بالقول: نقدم الشكر لجميع مرضانا السعوديين المشاركين في برنامج الحزمة الجينية أمل ( H.O.P.E ) على تعاونهم وتفاعلهم المستمر .

مشاركة :