لا يمكن لأي قارئ بالتاريخ السياسي ألا تستهويه دولة إسرائيل، بلد صغير يحكم العالم ويجبر الدول العظمى على أن تركع للسامية، ولك أن تتخيل قوة اللوبي اليهودي الذي ألزم الرئيس الاميركي بوش، في مثل يوم غد من عام 2004، على توقيع قانون يلزم الخارجية الأميركية بإحصاء الأعمال المعادية للسامية حول العالم ومحاسبة الدول على ذلك. فكيف أصبح بلد مساحته قريبة من مساحة الكويت بهذه القوة ونحن بهذا الضعف؟ وما الفرق بيننا وبين اليابانيين والألمان؟. وتبقى الإجابة عن هذين السؤالين بحاجة إلى مجلدات، أحدها أن لتلك الدول وزراء أقوياء، الواحد منهم يعدل حكومة بأكملها، ولك ان تتصفح السير الذاتية لوزراء دولة اسرائيل على سبيل المثال، لتذهل من حجم التضحية والاخلاص لدولته. وبالمناسبة، يصادف يوم غد من عام 81 وفاة موشي ديان، الذي يعتبرونه في اسرائيل بطل الحرب والسلم، والذي رغم انجازاته استقال بعد هزيمة 73 ثم عاد ليجعل اسرائيل اقوى من ذي قبل، ثم ليموت كمواطن عادي. إن حكومتنا عليها مآخذ كثيرة، غير أن فيها وزراء يمكن ان نبني عليهم اصلاحا، مثل الصبيح والفارس وأبل، شريطة عدم تدخل بعض اعضاء مجلس الامة الذين أصبحوا معولا للهدم والتجاوزات بشكل صارخ ومقزز لمصلحة الجيوب الممتلئة والقبيلة والحزب والمقربين، جعلتنا في فوضى عارمة وكأننا أشباه بشر نسكن في غابة! ربما لا يعي الكثيرون اننا نعيش الآن في أسوأ لحظات الحياة البرلمانية، وهي عند التلويح بالاستجوابات، لتمارس ضغوطات على الحكومة للاستيلاء على كل شيء من غير وجه حق، تعيينات براشوتية بكفاءات صفر، توزيع وإعادة جناسي لمن لا يستحق، التنازل عن متجاوزين والسماح بتجاوزات أكثر، كل هذا على مرأى ومسمع من المواطنين الشرفاء الذين يرون حقوقهم تداس ليستولي عليها واحد لا يستحق! وهنا نوجه رساله إلى الحكومة أن عليها ألا تتنازل ولا تخضع للابتزاز النيابي، وعليها أن تسحب مزيدا من الجناسي، ونذكرها باستجواب النائبة الفاضلة صفاء الهاشم لوزير الداخلية عام 2012، التي كشفت عن تزوير اكثر من 62 جنسية ما زال صداها يؤرقنا. ان اليوم يصادف اليوم العالمي لغسل اليدين بالصابون للوقاية من الامراض ضمن الاسبوع العالمي للمياه، وهو اليوم الذي اختارته الأمم المتحدة تزامناً مع إعلانها عام 2008 عاماً دولياً للصرف الصحي، وحيث كرهنا تلك الرائحة وغسلنا أيادينا بالصابون من بعض أعضاء هذا المجلس وتجاوزاتهم ومن فساد أغلب مؤسسات الدولة بسببهم، فإن على الحكومة نفسها أن تغسل أيادي بعض المسؤولين الملوثة لنكون أكثر بجانبها. *** إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. بدر خالد البحرbdralbhr@yahoo.com
مشاركة :