رد الإيرانيون السبت بغضب واستخفاف على الانتقادات النارية لحكومتهم من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد بإلغاء الاتفاق النووي. وتلقى حساب ترامب على انستاغرام تلقى أكثر من مليون تعليق، معظمها من إيرانيين ساخرين أو غاضبين. أثار خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول استراتيجيته إزاء الاتفاق النووي الإيراني الكثير من الانتقادات وردود الأفعال من قبل الإيرانيين الذين تعاملوا مع كلام ترامب بغضب واستخفاف. وكان استخدام ترامب عبارة "الخليج العربي" وليس "الخليج الفارسي" أكثر ما أثار الغضب في بلد يعتز بإرثه القومي. وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف على تويتر "الجميع يعرفون أن صداقة ترامب قابلة للبيع لمن يعرض أعلى سعر. والآن نعرف أن جغرافيته هي كذلك أيضا" وذلك في إشارة الى التحالف الأمريكي مع المملكة العربية السعودية، الخصم الاقليمي لإيران. محمد جواد ظريف على تويتر ردا على خطاب ترامب Everyone knew Trump’s friendship was for sale to the highest bidder. We now know that his geography is too. 2/ Javad Zarif (@JZarif) 13 octobre 2017 ورغم ضغوط ملوك وقادة دول الخليج العربي، فإن معظم الهيئات الدولية لا تزال تستخدم عبارة "الخليج الفارسي" تقليديا للممر المائي في المنطقة، وقد نشر عدد كبير من الإيرانيين صور ميداليات لمحاربين قدامى أمريكيين، ولقبور تشير إلى "النزاع في الخليج الفارسي" في تسعينيات القرن الماضي. وفي خطابه في البيت الأبيض مساء الجمعة، عدد ترامب لائحة من المظالم التي ترتكبها "الدكتاتورية الإيرانية، رعايتها للإرهاب وعدوانها المستمر في الشرق الأوسط وفي كافة أنحاء العالم". كما هدد "بإلغاء" الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والدول الست الكبرى، ما لم يفرض الكونغرس عقوبات مشددة عليها. لكن الإيرانيين الذين توجهوا إلى أعمالهم السبت، في أول أيام الأسبوع، عبروا عن دهشتهم أو بدا أنهم لا يعيرون تصريحات الرئيس الأمريكي الكثير من الأهمية. وقال عباس، وهو موظف بنك يبلغ 40 عاما ولم يعط اسمه كاملا، "إن تصريحات ترامب تافهة لدرجة أنها بالحقيقة تعمل لمصلحة إيران. فالحديث عن الخليج العربي يثير مشاعر سلبية لدى الناس هنا". وأضاف "إن رد فعل الأوروبيين يظهر أن الولايات المتحدة معزولة، وأن السعودية واسرائيل فقط تدعمان ترامب". ودعت الدول الاخرى الموقعة على الاتفاق النووي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا إلى الحفاظ عليه وقالت أن إيران ملتزمة بشكل واضح بتعهداتها. ومحاولة ترامب مد اليد للإيرانيين العاديين عندما أشار إليهم على أنهم "الضحايا الذين عانوا لأطول مدة" من نظام الجمهورية الإسلامية، يبدو أنها لم تلق آذانا صاغية إذ استذكر العديد منهم حظر السفر الذي فرضه عليهم في وقت سابق هذا العام. وحسابه على انستاغرام تلقى أكثر من مليون تعليق، معظمها من إيرانيين ساخرين أو غاضبين. تلقى حساب ترامب على انستاغرام تلقى أكثر من مليون تعليق، معظمها من إيرانيين ساخرين أو غاضبين وقالت ليلى (42 عاما) في محترفها للأعمال اليدوية في طهران "شعرت بغضب شديد. هذا الشخص يكره إيران إلى درجة أننا وحتى إن كنا لا نؤيد أفكار النظام، نجد أنفسنا ندعمه وكذلك الحرس الثوري". وأضافت "ترامب منع الإيرانيين من السفر إلى الولايات المتحدة. كيف يمكنه القول أنه إلى جانبنا". تهديد ووعيد وبعد كل التهديد والوعيد فإن استراتيجية ترامب لم تكن بالشدة التي توقعها كثيرون. ورغم فرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري الإيراني، إلا أن ترامب لم يصنفه منظمة إرهابية أجنبية، كما كان يتردد في الأسابيع التي سبقت الخطاب. وفسر ذلك من جانب بعض الجهات في إيران بالانتصار، إذ قالت صحيفة كيهان المتشددة: "معادلة الحرس نجحت: ترامب لم يجرؤ على وضع الحرس على لائحة المنظمات الإرهابية" بعد أن حذر الحرس الولايات المتحدة بأن عليها أن تنقل قواعدها الاقليمية خارج مرمى الصواريخ الإيرانية. وكان الرئيس روحاني سعى إلى منع تدخل الحرس الثوري بشكل كبير في الاقتصاد، بعد إعادة انتخابه في وقت سابق هذا العام. لكن تهديدات ترامب خلقت تضامنا جديدا بين المؤسسات المتشاكسة عادة في إيران. وقال بهرام سيافوشي (36 عاما) اثناء توجهه إلى عمله في مؤسسة تمويل خاصة في طهران "هناك استياء، مثلا هناك مشكلات اقتصادية". وتابع "ولكن إذا استدعى الأمر، نلتف جميعا حول بعضنا البعض حتى النهاية، وسندافع حتى عن الحرس. لا يمكن تجاهل جهودهم. لولاهم لكنا مثل سوريا أو اليمن". ويبدو مستقبل الاتفاق على المحك، إذ أمام الكونغرس 60 يوما لاتخاذ القرار بشأن إعادة فرض عقوبات على خلفية الملف النووي، أو فرض عقوبات جديدة إذا اجتازت إيران "نقاطا محددة". وقال البروفسور في جامعة طهران محمد مراندي لوكالة الأنباء الفرنسية "إذا مضى الكونغرس قدما في فرض عقوبات جديدة، فسيموت الاتفاق وستعيد إيران إطلاق برنامجها النووي والمضي بكل سرعتها في كافة المجالات". وأضاف "ستستثمر إيران على الأرجح أكثر من قبل لتثبت للأمريكيين أنه لا يمكنهم الافلات بعد تقويض الاتفاق". فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 14/10/2017
مشاركة :